كنت أرى صورة الدكتور عدنان الظاهر تتصدر مقالاته دون أن تجتذبني كتابته لقراءتها ولو لمرة واحدة. لم يكن لي أدنى علاقة به ولم أكن أعلم عمّا يكتب. وفي الثلاثين من تموز المنصرم وجدت رسالة في بريدي الألكتروني بتوقيع الدكتور عدنان الظاهر من ميونخ يقول فيها.. quot; أتابع دوماً وأقرأ كتاباتك فتعجبني سلامة وقوة لغتك ومنطقك في النقاش والردود على مخالفيك quot;، ثم يقول أن لديه بعض المسائل التي يود أن يناقشها معي. رحبت بالأمر من باب إحترام الآخر على الأقل وخاصة عندما وجدته يعرّف نفسه بلقب دكتور في علوم الكيمياء وأستاذ مشارك له أبحاث في الكيمياء النووية. والحق أنني طمعت في مكاتبة هذا العالم لأن الكيمياء بعامة والكيمياء النووية بخاصة تشكل المختبر الأكثر قدرة على محاكمة القوانين العلمية للديالكتيك والتي يسميها بعضهم فلسفة المادية الديالكتيكية؛ ولدي فيها اليوم سؤال كبير وحدّي يتعلق بوحدة الكتلة والطاقة أو المادة والحركة بموجب معادلة آنشتاين الشهيرة.. quot;الطاقة = الكتلة X مربع سرعة الضوءquot; ؛ طمعت بالإستفادة من اختصاص هذا الرجل بالرغم من أنه أكد لي بأن لا يفقه في الفلسفة ولا في الإقتصاد. قلت لنفسي أنه يفقه في الطاقة الكيميائية وفي الطاقة الذرية.

خيّب آمالي الرجل في مقالته الأخيرة بعنوان quot; ثانية مع الأستاذ النمري quot; وإذ به يكتب كتابة تفتقد التوازن بالإضافة إلى الحد الأدنى من الثقافة فيكيل لي الشتائم من مثل المومياء الفرعونية، ووثني يعبد الأصنام ، وآية الله غير المعمم ومقلوب رجال الدين، ويبس ماء الحياة فيه.. ويحث الناس على قتلي لأنني ما زلت أحمل أفكار القرن التاسع عشر !! ولأنني وثني أعبد ماركس ولينين!

سيدي المحترم الدكتور الأستاذ عدنان الظاهر ، أكتب هنا فقط لأؤكد للقراء أنك لن تستطيع تبرير شططك في الشتائم والسباب بحقي وأنت من كتب لي قبل أربعة أيام فقط، يوم الأحد 3/8 تقول ـ وأستسمحك فيما اضطررتني إلى الكشف عنه على كره مني ـ تقول بالحرف.. quot; طاب يومك عزيزي وأخي فؤاد، وحقك أنك عندي لفي صميم الفؤاد quot; ـ وسيتساءل القراء هنا.. أيهما نصدق، عدنان يوم الأحد أم عدنان يوم الخميس!

كان عدنان قد حذرني من استخدام بعض العبارات القاسية بحقه وأكد في رسالة له يوم الاثنين 4/8 بالقول.. quot; أنا لا أتحمل العنف والكلمات القاسية ولا أستطيع الرد عليها بالمثل quot;. إزاء مثل هذا الكلام الرخيص أعيد القراء إلى مقالتي يوم الجمعة والتي لم تخدش إحساس عدنان، المرهف بادعائه، وإلى مقالته الأخيرة المليئة بالشتائم وبالتحقير ؛ وبعد كل ذلك يدعي بأنه لا يستطيع الرد !! أيهما نصدق، عدنان يوم الاثنين أم عدنان يوم السبت.


أخي عدنان! ليس لدي الوقت للرد على كل الأفكار التي ضمنتها في مقالك الأخير والتي عليك أن تخجل بها حيث أنها تفضح ما أنت فيه من الثقافة والمعلومات العامة. أنصحك بالاعتناء بنفسك أكثر قبل أن تكاتب أناساً على جانب من الثقافة. خسرت صديقاً مخلصاً لك لن يكاتبك بعد اليوم ولن يقرأ لك أيّاً مما تكتب.

وأخيراً، أخي عدنان، أرجو أن تثق بأنني لا أحمل لك أي ضغينة مقابل التحريض على قتلي، بل أتمنى لك بكل إخلاص الصحة والسعادة والنظر السديد والعينين السليمتين!


فـؤاد النمري