لا حديث في مصر الآن إلا عن المنافسة الحامية التي تدور بين الداعيتين الشابين عمرو خالد ومصطفى حسني على لقب داعية الشباب الأول.


المنافسة بدأت بتوزيع ملصقات دعائية تروج لبرامج الاثنين في وسائل المواصلات العامة ومحطات مترو الأنفاق، ثم تطورت إلى معركة على قنوات التليفزيون ومواقع الانترنت وسط مقارنات صاخبة حول البرامج التي يقدمانها ومعدلات مشاهدتها والإعلانات المصاحبة لها!


وفي تطور لاحق دخلت الصحافة المصرية على الخط من خلال تبادل حملات الهجوم والهجوم المضاد بين مريدي الأول ومشجعي الثاني!


ليس عيبا بالطبع أن يكون هناك صراع في السياسة والتجارة والبيزنس والفن ومجالات الحياة المختلفة لكن الجديد هو الصراع في مجال الدعوة إلى الله!


والسؤال المطروح هل هناك جهة ما تسعى لإشعال المنافسة بين عمرو خالد ومصطفى حسني لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؟! أم أن الهدف كما يقول البعض هو إزاحة عمرو خالد من الساحة أو على الأقل تحجيمه من خلال طرح نسخة مكررة أو معدلة منه!


الذين دفعوا بمصطفى ndash; من مواليد القاهرة 1978 - لمنافسة عمرو- من مواليد الإسكندرية 1967- اعتمدوا على ما بينهما من تشابه. فالاثنان حاصلان على بكالوريوس التجارة ولم يسبق لهما دراسة العلوم الدينية أو الشرعية. عمرو حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1988 ومصطفى حصل على نفس الشهادة من جامعة عين شمس عام 2000!


الأول عمل محاسبا ثم اتجه لالقاء الدروس الدينية في نادي الصيد و عدة مساجد بالقاهرة ومدينة 6 أكتوبر حتى تبنته قناة quot;اقرأquot; الفضائية، والثاني عمل في المبيعات وتدريس مادة بناء الشخصية بإحدى المدارس المعروفة ثم اتجه لالقاء الدروس الدينية في نادي الصيد وعدة مساجد قبل أن تتبناه أيضا قناة quot;اقرأquot;!


بصراحة حاول عمرو تعويض النقص في خلفيته الدينية بالحصول على ليسانس الدراسات الإسلامية ثم الماجستير والسعي للحصول على الدكتوراة من جامعة ويلز البريطانية حول الإسلام والتعايش مع الغرب أما مصطفى فاكتفى بالحصول على دبلوم معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف المصرية!


بل إن الحملة التي تبناها الأول لمكافحة الإدمان تحت شعار quot;غير حياتكquot; والتي شاركت فيها جهات رسمية وشعبية من مصر والسعودية والأردن والإمارات والجزائر والأمم المتحدة دفعت الثاني للمشاركة كعضو في فريق لمكافحة الإدمان بأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان والأمراض النفسية!


كما أن برنامج quot;قصص القرآنquot; الذي يقدمه عمرو الآن على قنوات الرسالة وأبو ظبي والمحور يعتبر تقليدا مكشوفا لأسلوب الداعية الشهير الشيخ محمد متولي الشعراوي أما برنامج quot;الكنز المفقودquot; الذي يقدمه مصطفى في قناة إقرأ فتقليد صارخ لاسلوب عمرو خالد!
ومع ذلك فالانتقادات ضد الاثنين لم تتوقف بسبب حصولهما على أموال مقابل الدعوة وهو ما يراه البعض مخالفا لأحكام الشريعة، فقد نشرت مجلة فوربس أن صافي دخل عمرو خالد من نشاطه الدعوي بلغ 2،5 مليون دولار عام 2007، أما مصطفى حسنى فمن غير المعروف دخله الحقيقى لكن البعض يرجح أنه تجاوز الستة أرقام.


كما يواجه الاثنان هجوما منظما من الدعاة السلفيين والمؤسسة الدينية التقليدية بدعوى تسطيحهما للقضايا الدينية وارتكاب أخطاء فادحة في الدعوة، لكنهما يتصديان للهجوم بمواصلة الانتشار المكثف عبر القنوات الفضائية.


في رأيي أن مصطفى حسنى لن ينجح سريعا في إزاحة عمرو خالد من موقعه بعد أن اختارته مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة الأهم 100 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم، لكن من المؤكد أنه مع الوقت سوف يصبح منافسا حقيقيا له!


والسؤال الآن ما الذي سيستفيده الناس من فوز هذا أو ذاك بلقب داعية الشباب الأول في بلد كمصر يعيش 42% من سكانه تحت خط الفقر؟!

عبد العزيز محمود

[email protected]