هذا السؤال هو سؤال اللحظة الراهنة في العراق، فالحواجز النفسية والفكرية والسياسية ما بين العراق والأكراد أصبحت مرتفعة جدا وسميكة، فعلى الصعيد الجماهير يوجد الان غليان شعبي عراقي وغضب من ممارسات الاحزاب الكردية، وشعور بأن الأقلية الكردية هي من يتحكم بالأكثرية العراقية ويضطهدها ويحاول ابتزازها!


على الصعيد السياسي لم يلمس الشعب العراقي من الاحزاب الساسة الاكراد أية تصريحات أو ممارسات عملية تؤكد بشكل واضح انهم يضعون مصالح العراق العليا فوق مصالحهم القومية الكردية، فنحن لم نسمع من أي سياسي كردي تصريح يعلن فيه ان انتمائه للعراق اولاً واخرا، بل مانسمعه كل يوم منهم مطالبات قومية متلاحقة مرهقة للدولة العراقية.


وايضا لم نسمع أو نقرأ في الاعلام الكردي عن وجود اعلاميين او مثقفين قالوا: ان انتمائهم للعراق اولا وان مصالح العراق الوطنية فوق المصالح القومية الضيقة، فما نقرأه ونسمعه من الاعلام الكردي هو النفخ في النزعة القومية ومهاجمة والعراق والمثير للاستفزاز ان بعض الاعلاميين الاكراد حينما يعرف عن نفسه يكتب انه اعلامي أو كاتب كردي - عراقي أي يضع قوميته اولا قبل العراق!


وعملياً انهارت الثقة بين الشعب العراقي والشعب الكردي، وانت لاتستطيع اخفاء الحقائق وتقول انهم شعب واحد، فالفرقة والحواجز والكراهية انتقلت الى صفوف ابناء الشعب العراقي، واصبح العراقي لايجد السياسي الكردي المتواجد ببغداد ضمن الحكومة العراقية يمثله، بل يمثل قوميته جاء الى بغداد من اجل حصد المزيد المكاسب والحصول على الاموال والاراضي العراقية.


والتحليل الواقع للأزمة المستمرة بين العراق والأكراد يشير الى ضرورة اتخاذ العراق قراراً من جانب واحد وهو اعلان استقلال المدن الكردية اربيل والسليمانية ودهوك وتكوين الدولة الكردية القائمة عمليا على ارض الواقع في الوقت الحالي، بشرط عدم المطالبة بأية حقوق قومية بعد الرحيل الى الدولة الكردية.


وفي الختام.. أطلب من جميع القراء ذكر على الاقل خمسة أسماء سياسية أو اعلامية كردية صرحت ان انتمائها الوطني للعراق اولاً واخيرا قبل انتمائها القومي كي نرفع لهم القبعة ونصفق لهم كثيرا.

خضير طاهر

[email protected]