مؤامرة تلو المؤامرة تحاك ضد القضية الفلسطينية وضد المشروع الوطني الفلسطيني وقضيتنا التاريخية العادلة التي دفع ثمنها مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى، ولكن بحمد الله مصير تلك المؤامرات السقوط والفشل كالعادة وهي سمة تاريخية عاصرتها quot;م.ت.فquot;، وكان نصيبquot;حركة فتحquot; التي واجهت العديد من هذه المؤامرات لاسيما المشبوهة، منها: مؤامرات التشكيك، والحملات النفسية، والإرهاب الفكري؛ الحلول السياسية والمبادرات الأمريكية، التي كانت تستهدف تمييع قضية التحرير، ودفع بعض الأنظمة العربية إلى القضاء على الثورة أو احتوائها، وتجييرها لصالحها وفرض الوصاية عليها، بل وصل الحد في بعض الأنظمة إلى إبادة القيادة الفلسطينية quot;م.ت.فquot; إما بالتصفية أو محاصرة قواتها وتقويض نشاطها الفدائي وهي سمة انكشفت على حالة منذ حرب عام 1982م للخلاص من منظمة التحرير الفلسطينية وما تبعها من مجازر بشعة بحق أهلنا وشعبنا في مخيمات الشتات الفلسطينية لاسيما في بيروت وضواحيها، وقد تحملت فتح والمنظمة أخطاء الآخرين، وعلى الرغم من ذلك، ظلت فتح بخير، عنواناً تقود مسيرة الثورة التي أعلنت تفجرها في الأول من يناير عام 1965م، لتقود منظمة التحرير الفلسطينية إلى بر الأمان عام 1969م عبر مشروعها االثوري quot;الكفاح المسلحquot; لاستعادة الأرض الفلسطينية المحتلة، حتى اعترف بها العالم العربي في مؤتمر القمة العربي، السابع في الرباط، في 26-30 أكتوبر1974، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. وفي العام نفسه، اعترفت بها، كذلك، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بصفة عضو مراقب؛ وسمحت لها بالاشتراك في كافة دوراتها، وكلِّ دورات المؤتمرات الدولية وأعمالها، والتي تعقد برعاية الجمعية العامة؛ فضلاً عن تلك التي تعقد برعاية هيئات الأمم المتحدة، ومن ثم أخذ العالم الغربي يسارع إلى الاعتراف بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفتح مراكز التدريب لقوات الثورة الفلسطينية وإرسال شحنات من الأسلحة المختلفة لاسيما الثقيل منها.
وهكذا صمدت quot;حركة فتحquot; أمام كلِّ الصعاب، التي تعرضت لها. واستطاعت أن تقود منظمة التحرير الفلسطينية، حتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، على الأرض الفلسطينية، عام 1994. بفكر وحكمة وتولي قيادة المشروع الوطني على رأسهم السيد الرئيس الشهيد quot;ياسر عرفاتquot; رجل الدولة والبندقية.
واليوم يجري الالتفاف على هذا الانجاز التاريخي للنيل منه من جديد وبنفس الشخوص، وكما يقال دائماً أن الهزيمة تأتي من الداخل، بعد أن فشلت كل محاولات النيل من القرار الوطني الفلسطيني من قبل الأنظمة العربية لتسخيرنا لصالحها، وهي صفة واضحة تأتي في إطار محاولات الفرز والاصطفاف التي تشهدها منطقتنا العربية.
لقد تعلمت القيادة الفلسطينية وأخذت الدروس والعبر من الماضي منذ عام 1968م وقرارنا مستقل وسيظل مستقلاً ولن تنجح حركة حماس quot;وخالد مشعلquot; وغيرهم بأن ينقلب على منظمة التحرير الفلسطينية أو على الشعب الفلسطيني من جديد ويواصل مسلسله الانقسامي الإجرامي، تارة ينقلب على السلطة الفلسطينية ويجزئ الوطن quot;جغرافية وقرار سياسي واجتماعي وحتى أخلاقي ديني و..quot; واليوم من جديد يمعن في مواصلة مسلسله المدعوم من أقطاب خارجية لا يعنيها إلا مزيد من التشتت وتمزيق وحدة الصف الفلسطينية وتخريبه إلى الأسوء وتجيييرهم المنظمة والقضية برمتها لنكون ساحة وأجساد تابعين تباع ويساوم علينا في دمشق أو الهلال الشيعي لصالحها من أجل كسب مواقف سياسية تخدم أجندتها الخاصة الرخيصة.
فنحن مع ضرورة توفر العمق العربي الموحد كخيار استراتيجي يحمي القضية الفلسطينية ويدعم الثورة الفلسطينية لتبقى منارة وشعلة أمل تضئ لنا معالم الوطن وصولاً إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.