كتبنا قبل يومين في إيلاف مقالة بعنوان: لماذا يعتدي بعض الأقباط على معتقدات المسلمين؟، تحدثت عن وجود مواقع ألكترونية وغرف للدردشة تلجأ الى اسلوب متعصب مرفوض وذلك بتوجيه الشتائم الى شخص الرسول محمد والقرآن والاسلام، وكنا نتوقع صدور أدانات واضحة من عقلاء الأقباط الذين يرفضون التعصب ويحترمون معتقدات الاخرين كجزء من حقوق الانسان، ولكن ما يثير التساؤل هو حالة الصمت التي قوبلت بها تلك المقالة وخصوصا من قبل الزملاء الأقباط الذين يكتبون في إيلاف ويشكون من غياب حقوق الانسان وتعرضهم للاضطهاد والتعدي على حقوقهم، ولاأدري لماذا يصمتون على تعدي بعض المتعصبين من الأقباط الذين يروجون لثقافة الكراهية والشتائم؟!

ففي المجتمعات الاسلامية نجد الكثير من العقلاء الشجعان من المسلمين المتنورين الذين ينتقدون علناً التعصب وكراهية الأخر، ويدينون بشدة الإرهاب وابن لادن والخميني وحسن نصر الله والتنظيمات الاسلامية جميعها... فلماذا لانسمع أصواتا قبطية متنورة شجاعة ترفض علناً التعصب والتعدي على معتقدات المسملين الذي يقوم به بعض المحسوبين عليهم؟

وإذا كانت الحجة هي مناقشة العقيدة الأسلامية.. فالسؤال هو: ماشأن القبطي بالعقيدة الاسلامية، ولماذا يخصص لها وسائل أعلام كاملة وغرف دردشة ويترك الحديث في ديانته ومعتقده؟ أليس هذا تدخلاً في شؤون الغير وتعدي عليهم؟.. واذ ا كان الجواب: لماذا المسلمون يناقشون الديانة المسيحية ويعتدون عليها؟.. فأن ما يقوم به بعض المسلمين من سلوك متعصب ضد أصحاب الديانات الأخرى أمر مرفوض بشدة ويتعارض مع لوائح حقوق الأنسان، فلماذا يكرر الأقباط نفس خطأ بعض المسلمين؟!

ان جميع الديانات الاسلامية و المسيحية و اليهودية وغيرها فيها نواقص وعيوب، وجميعها أخفقت في تحقيق العدالة للبشرية، وجميعها قابلة للنقاش والتشهير بعيوبها... ولكن ليس هذا هو المطلوب من الشخص المتدين سواء كان مسلما او مسيحيا أو يهوديا.

فمن يريد خدمة الله ونيل محبته من الأقباط وعموم المسيحيين واليهود والمسلمين وغيرهم عليه العمل على نشر القيم الأنسانية وأحترام الأخر المختلف، والتشجيع على روح الأخوة والمحبة والتعايش السلمي بين الناس، ومحاربة التعصب والإرهاب.