بداية نعلن محبتنا للأخوة الأقباط وندين كافة التصرفات العنصرية ضدهم، ونقر لهم بجميع حقوق المواطنة والأنسان، فالقبطي قبل ان يكون مسيحي هو انسان محترم خلقه الله سواسية مع بقية البشر، ومثلما للاخرين حق حرية أختيار المعتقد الديني، فأن للقبطي حرية أختيار معتقده الديني وله كامل الإحترام.

ولكن ما يؤسف له هو قيام بعض الاقباط بأنشاء مواقع الكترونية وغرف للدردشة مخصصة للهجوم وشتم المسلمين ومعتقداتهم، وهذا السلوك الخاطيء في مهاجمة ديانة الاخرين هو بالضد من لوائح حقوق الانسان التي يطالب بتطبيقها الاقباط بأستمرار ويشكون من غيابها، فكيف يدعي الاقباط أحترامهم لحقوق الانسان ويطالبون المتجمع الدولي بتطبيق بنودها عليهم وانصافهم من حيث حق حرية المعتقد وحقوق المواطنة، وفي نفس الوقت نجد بعض الاقباط يخرقون هذه اللوائح لحقوق الانسان في حرية المعتقد ويهاجمون المسلمين وديانتهم ويشتمون نبيهم والقرآن؟

الغريب ان مسحيي لبنان على سبيل المثال.. لانجد لديهم هذه التصرفات العدوانية ضد المسلمين رغم خوضهم حربا دمويا في الماضي القريب معهم، ولكن مع هذا لانسمع أصواتا مسيحية لبنانية تشتم نبي الاسلام والقرآن علنا، حتى في ذروة تسلط وتهديد حزب الله لشعب اللبناني وتعريضه لبنان للخراب الشامل.

ولو كان كلام الاقباط منصبا على نقد جرائم الإرهاب، والفكر التكفيري لدى بعض المسلمين.. لوجدنا أنفسنا نؤيد بقوة هذا النوع من النقد البناء المطلوب، ولكن من المحزن ان يتركز الهجوم على الرسول محمد وعلى القرآن وجرح مشاعر الناس بكلام عدواني ناتج عن التعصب الديني الذي يسكن بعض الاقباط، وكذلك يسكن بعض المسلمين وغيرهم من اصحاب الديانات الاخرى.

مع الأقرار والاعتراف بوجود ظلم واضطهاد وتمييز ديني عنصري يمارس ضد الأقباط وسلبهم لحقوق المواطنة في المساواة فيما يخص المشاركة في الحياة السياسية وغيرها، ولكن السؤال المحير هو: لماذا يكرر الأقباط نفس أخطاء بعض المسلمين معهم في التعدي وشتم المعتقدات، وماهو فرق هذه المجاميع القبطية المتعصبة عن المتعصبين المسلمين الذين يكفرون الأخرين ويعتدون على معتقداتهم؟

ان الاقباط الذين يطالبون بتطبيق لوائح حقوق الانسان وانصافهم ومعاملتهم وفق مبدأ المساواة العدالة... اذا كانوا فعلا مؤمنين بمباديء حقوق الانسان عليهم أولا أحترام حقوق المسلمين في حرية المعتقد وعدم التعدي عليهم بكلام عدواني جارح للمشاعر، ووجود بعض المتعصبين المسلمين الذين يعتدون على الاقباط لايبرر أبداً المعاملة بالمثل وتكرار نفس الأخطاء.