تقاطعت مواقف كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تجاه ايران في قمة العشرين على نحو متوقع، بينما عادت عناوين التهديد النووي الايراني للصدارة بعد غياب، بشكل يوحي بان ثمة قرارات أممية على درجة من الاهمية ترتقي الى مستوى توجيه ضربة محدودة لطهران.
اردنيا، تزامن التسخين الدولي ضد طهران مع تقرير غاية في الاهمية بثته شبكة سي ان ان تحدث عن ان الاردن سيكون الخاسر الاكبر في حال توجيه ضربة صاروخية لايران، فهل استعدت عمان للتبعات؟
شخصيات اردنية سياسية بارزة قرأت المواقف الدولية المتشددة، والكشف عن منشأة نووية ايرانية سرية ثانية، والتهديد والوعيد، كمقدمة واضحة لما هو اكثر من مجرد عقوبات اقتصادية جديدة.
وبحسب الانباء فان القراءة الاردنية السريعة للاحداث ادخلت دوائر صنع القرار فورا في اجواء من العصف الذهني على اعلى المستويات، لوضع خطة طواريء وتشكيل خلية ازمات كفيلة بالتعاطي مع اي سيناريو محتمل لضرب ايران خلال الفترة القادمة.
الاردن لديها تجارب ناجحة في كيفية التعاطي مع اجواء الحروب في المنطقة خلال عام 2003 وابان حرب الخليج الاولى والثانية، لكن الامر لا ينفي اهمية الاستعداد لما هو آت، فالاحداث هذه المرة تضع الاردن في عين العاصفة وتجعلها للمرة الاولى عرضة لتلقي الضربات العسكرية لا قدر الله.
في السياق، تقول شخصية سياسية ان هذه الانباء قد تطيل من عمر حكومة الذهبي اذا ما تشكلت قناعة راسخة لدى صاحب الامر الملك عبد الله الثاني ان المسألة تتطلب حكومة قائمةعلى رأس عملها للتعاطي مع اي تداعيات محتملة لضربة عسكرية متوقعة وسريعة لطهران.
الشخصية السياسية ذاتها تضيف ان الامر برمته قد يكون ايضا سببا وجيها لاقالة حكومة الذهبي خلال اسابيع وربما ايام والمجيء بحكومة جديدة استنادا الى عرف سياسي اردني يؤمن بحكومات المراحل.
تبعات توجيه ضربة لطهران على الساحة الاردنية قد لا تكون بالضرورة عسكرية وانما داخلية بحتة، فالعاصمة عمان ومنذ عام 2003 تعج بأكثرمن نصف مليون عراقي اغلبهم من الطائفة الشيعية التي تدين بالولاء للثورة الايرانية وترى في مرجعيات قم حماية مذهبية لها.
وفي وقت سابق من العام طفت للسطح اتهامات للسفارة الإيرانية في عمان بأنها تمارس أدوارا غير دبلوماسية،وثمة اعتقاد بأنها تتجاوز الأعراف الدبلوماسية وتتدخل في احيان كثيرة في الشؤون الداخلية للبلاد.
خطورة العبث الإيراني بالساحة الأردنية تتبدى اليوم اكثر من اي وقت مضى، وسط تقارير سابقة عن تواجد عناصر من الحرس الثوري وخلايا نائمة لحزب الله اللبناني على الارض الاردنية.
سبق لايران وان هددت وبكل وقاحة ومن خلال احد مسؤوليها في زيارة له للعاصمة الكويتية الحكومة الكويتية بالرد على اي ضربة امريكية تطالها من القواعد الامريكية المنتشرة في صحراء الكويت.
الوقاحة الايرانية تذكرنا ايضا بموقف مشابه حينما احتجت طهران على مشاريع اقتصادية سورية مشتركة مع الأردن حينما تقارب البلدان بشكل شعرت معه طهران انها دخلت في عزلة.
ليس تحريضا مباشرا ما نحاول قوله هنا بقدر ما هو قرع للجرس قبل فوات الاوان. وتدارك الامر والتعلم من اخطاء الماضي.
كاتب وإعلامي أردني
- آخر تحديث :
التعليقات