يوجد بين مصر واسرائيل معاهدة سلام وقعت منذ 30 عاما.. ويوجد علاقات دبلوماسية وتجارية ومصالح مشتركة.. ونعرف كلنا انة يوجد لدى مصر سفير رسمى لاسرائيل وكذلك يوجد لدى اسرائيل سفير رسمى لمصر يمثل الحكومة والشعب المصرى.
ونجد بين الحين والاخر رئيس الجمهورية والوزراء وكبار المسئولين فى الدولة يستقبلون رسميا الوفود الاسرائيلية التى تحضر الى مصر لتبادل المشورة وتوطيد العلاقات والمصالح بين الطرفين.
ورغم كل هذا يهيج البعض من اتباع الظلاميين والناصريين وغيرهم فى مصر ويصابون بحالة خبل وجنون اذا رأوا مصرية او مصريا ذهب الى اسرائيل او صحفيا او اعلاميا التقى بمسؤول اسرائيلى رغم ان هذا العمل يتم فى اطار القانون المصرى والدولى ولا يعتبر مخالفا لتوجهات الدولة والاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر.. ونجد هؤلاء المهيجيين والذين نعرف جيدا لمن ينتمون ولحساب من يعملون يفردون صفحات جرائدهم ومواقعهم على شبكات الانترنت لتوجية اتهاماتهم الصبيانية بالعمالة والخيانة الى اخر قائمة الاتهامات المعدة سابقا التى قرفنا من قراءتها وسماعها بدل المرة الوف المرات.
واخر ضحايا هؤلاء الذين لا يريدون سلاما مع اسرائيل هى الكاتبة والصحفية هالة مصطفى التى كانت جريمتها انها قامت باستقبال السفير الاسرائيلى فى مكتبها بجريدة الاهرام منذ ايام قليلة رغم ان رئيس الدولة وكبار المسئولين يفعلون نفس الشىء فى العلن وتنشر لقاءاتهم ومقابلاتهم على صفحات الجرائد الرسمية بدون ان يجرأ واحد من هؤلاء quot; الابطالquot; المعارضين على الاعتراض او فتح فمة بكلمة واحدة.. ناهيك عن المطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية او الوزير فلان او علان لانهم فعلوا نفس الشىء الذى فعلتة هالة مصطفى!!
ان الدعوة لطرد هالة من جريدة الاهرام والمطالبة بفصلها من نقابة الصحفيين ومحاكمتها لانها استقبلت السفير الاسرائيلى فى مكتبها هى دعوة غير مباشرة من دعاة الحرب فى مصر وكارهين السلام والتطبيع مع اسرائيل لمحاكمة جميع القائمين على النظام فى مصر لانهم فعلوا ويفعلون نفس الشىء الذى فعلتة هالة ودعوتهم الى الغاء اتفاق كامب ديفيد واعلان الحرب على اسرائيل..
لقد كان اولى بهؤلاء الظلاميين دعاة الحرب والخراب بدلا من اختيار هالة لكى تكون quot;كبش الفداءquot; ان يظهروا شيئا من الشجاعة اذا كان لديهم الحد الادنى منها ويقومون بلاعتراض بطريقة مباشرة - بدون لف ودوران- على مقابلات الرئيس حسنى مبارك للمسئولين الاسرائليين فى مقرمكتبة الرسمى.. او الاعتراض على زيارات مدير المخابرات عمر سليمان المكوكية لاسرائيل.. ولكنهم بكل الاسف لا تتوافر لديهم الشجاعة الكافية على المواجهة المباشرة.
على اى حال اننى اتمنى ان يدرك السادة الكرام من الصحفيين الاخوانجية والظلاميين والناصريين وغيرهم المطالبين بمحاكمة هالة مصطفى ومقاطعة اسرائيل واعلان الحرب عليها ان السلام والتطبيع بين مصر واسرائيل امر واقع حقيقى يستفيد منة الشعبين الاسرائيلى والمصرى رغم انة سلام بارد فى الوقت الحالى..
اما عن موقف الدولة فى مصر ونقيب الصحفيين فيدعو حقا للتعجب والاستغراب والدهشة لعدم قيامهم بالتصدى لهذا العبث والدعوات المتكررة المحرضة المخربة غير المسئولة التى تهدف اساسا لارهاب الكتاب والصحفيين والمفكريين الاحرار ومد نفوذ الظلاميين والاخوان على ما تبقى فى مصر من اعلام شريف حر حتى لو كان تحقيق هذا الهدف على حساب ومصلحة شعب مصر الطيب الغلبان!!!
استراليا
[email protected]
التعليقات