مساكين نحن المصريين الذين نعيش بعيدا عن الوطن، فحب الوطن غرس في قلوبنا قبل أن نولد، وعشق الوطن شربناه من ثدي أمهاتنا شأننا شأن كل المصريين. ولكن كوننا نعيش بعيدا عن الوطن فدائما نشتاق ونحن إليه، دائما نحب متابعة أخبار الوطن ونجد في متابعة أخباره تعويضا لو بسيطا عن بعدنا عنه. وبالرغم من الأخبار التي تأتينا دائما تكون أخبار محزنة وسيئة إلا إنها تزيد من شوقنا وقلقنا فنتابعها بشغف أكبر، ومع متابعتنا لوطنا وهو يحترق بنيران الفكر الوهابي تحترق معه قلوبنا ويرتفع الضغط ونصاب بالسكر واضطراب النوم والهضم، وتحترق قلوبنا ألما وحزنا علي مصر وبالرغم من ذلك يطلقون علينا الخونة، والله شاهد لم يخن الوطن سواهم.
في محافظة أسيوط التي شهدت ميلاد الفكر الوهابي في مصر، والتي كانت أولي ضحايا اتفاق السادات مع الإخوان ليستخدمهم ضد اليسار وما تلاه من تعيين الإخواني محمد عثمان محافظا لأسيوط، منذ ذلك التاريخ وأسيوط هي معمل تفريغ الإرهابيين في مصر ساعد ذلك وجود أكبر فروع جامعة الأزهر بالمحافظة، ودائما تكون أسيوط هي بداية موجة اضطهاد جديدة علي الأقباط وكلنا نتذكر أحداث ديروط وصنبوا التي راح ضحيتها 15 قبطي في يوم واحد. وانفجرت أحداث ديروط الجديدة مع انتشار شائعات تقول أن فتاة مسلمة كانت علي علاقة بشاب مسيحي وقام الشاب بتصويرها في أوضاع مخلة، قامت بعد ذلك أسرة الفتاة بالاعتداء علي أسرة الشاب وقتل والده وإصابة أثنين آخرين ثم قبضت الشرطة علي بعض المتهمين وقدمتهم للنيابة والتي أمرت بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق وهنا انفجر غضب المسلمين وراحوا يكسرون ويدمرون ويحرقون كل ما تطوله أياديهم.
وبالرغم مما ارتكبه أهالي ديروط من غوغائية وهمجية وسوقية إلا أنني أراهم ضحية كالأقباط تماما، فهم ضحية النظام الذي قدم لهم الأقباط كدمية يمكن التنفيس عن مشاعرهم المكبوتة فيها وفي الوقت الذي يريدونه. وهم ضحية النظام الذي علمهم أن دم الأقباط لا قيمة له فعلي مدار التاريخ الطويل لم يأخذ دم مؤمن بدم قبطي كافر. وهم ضحية النظام الذي علمهم أن القبطي دمه وعرضه ودينه مباح لهم فتخطف بنات الأقباط بمساعدة النظام وتهاجم عقيدة الأقباط كل يوم في وسائل إعلام النظام. هم ضحية النظام الذي زرع في قلوبهم الحقد والكراهية تجاه الأقباط من خلال المناهج دراسية مليئة بالعنصرية ضد كل ما هو غير مسلم بما فيهم الأقباط. هم ضحية النظام الذي ترك العوة وعمارة ومصطفي بكري وأبو إسلام يزرعون بزور الفتنة تحت عين وبصر النظام بل وبمباركة النظام أيضا. هم ضحية النظام الذي عودهم علي الضغط علي الأقباط في أعقاب كل حادثة بقبول جلسات الصلح العرفية وإهمال القانون وأجبر الأقباط علي التصالح حتي يهرب الجناة من العدالة وعندما يغيب القانون تغيب هيبة الدولة والأمن معها.هم ضحية النظام الذي باع الوطن لوهابية الجزيرة العربية وراح يأتمر لأوامرهم وينفذ مطالبهم وأولها تنظيف مصر من الأقباط كما تعهد السادات لهم منذ بداية الخمسينات.
النظام المصري يتحمل مسئولية ما حدث في ديروط مسئولية كاملة، فالأمن المتقاعس في كل اعتداء طائفي والذي يصل بعد ما يكون المعتدون قد نفذوا جريمتهم، تخيل أن اقوي قوات أمن في منطقة الصعيد بالكامل هي قوات أمن منقبات التي تبعد بضع كيلوا مترات عن ديروط ومع ذلك وصلت بعد خمس ساعات من الحادث في حين أن القاهرة تبعد أقل من خمس ساعات عن ديروط، فلماذا تأخر وصول قوات الأمن؟؟؟ ولماذا يتأخر وصولهم في كل مرة؟؟؟ الإجابة واضحة حتى يتم تنفيذ العملية بنجاح فيتدفق المال علي رجال النظام المصري وموقدي الفتنة.
التعليقات