مشكلة الغارقين في التبعية للنظام الإيراني أنهم يجهلون حقيقة هذا النظام وأهدافه الخبيثةlsquo; وإذا حاول باحثا أو كاتبا ما شرح حقيقة هذا النظام وتعرية نواياه السياسية و تبيان عقائده الفاسدة lsquo; انبر له أتباع إيران وراحوا يشنعون عليه و يكيلون له الشتائم والاتهام بالعمالة لأمريكا والكيان الصهيوني ومعاداة أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وما الى ذلك من الكلام الذي لا يصدر إلا من أناس اقل ما يمكن القول عنهم أنهم يفتقدون البصيرة وكل معاني الكرامة الإنسانية والعزة القومية والوطنيةlsquo; وقبل ذلك العزة والكرامة الإسلامية.

فلو أن المدافعين عن النظام الايراني تدبروا وتمعنوا قليلا في أفاعل قادة النظام الإيراني والأهداف التي يسعى وراء تحقيقها هؤلاء الملالي من خلال شعاراتهم الفارغة lsquo; لما وقفوا هذا الموقف المشين ممن يحاول تعرية ما يسمى بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية lsquo; والذي أثبتت التجارب التي عشناها طوال العقود الثلاثة الماضية من عمرها انها لا جمهورية ولا إسلامية و إنما هو نظام حكم عنصري طائفي يسعى من خلال الشعارات البراقة تحقيق الأهداف التي رسمتها الحركة الشعوبية و الرامية الى إعادة بسط الهيمنة الفارسية الكسروية على المنطقة العربية lsquo; حيث كانت خدعة التباكي على فلسطين احد هذه الشعارات التي أكد كل من رئيس مجلس الشورى quot; علي لاريجانيquot; ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء quot; حسن فيروز آبادي quot; في معرض ردهم على الشعارات التي رفعت في التظاهرات الشعبية الغاضبة من قبل أنصار خاتمي وكروبي وموسوي مؤخرا و التي تقول ( لا غزة ولا لبنان... نفديك يا إيران)lsquo;بأنها فعلا شعارات فارغة وكاذبة حيث قال هؤلاء المسئولين بوضوح ( ان دعمنا للقضية الفلسطينية هو شكل من أشكال الاستثمار للحصول على امتيازات إقليمية ودولية )lsquo; ولا اعتقد ان هناك أفصح وأوضح من هذا الكلام الذي يبين حقيقة التباكي الإيراني على القضية الفلسطينية lsquo; ولكن مع ذلك يرفض أتباع نظام الملالي القبول ان هذا النظام مخادع و أنهم مغفلونlsquo;ويصر بعضهم على جهالته كالذي أخته العزة بالإثم lsquo; رغم ان لا عزة ولا كرامة لمن يصر في الدفاع عن من يخدعه.


لقد أطلق مرشد النظام الإيراني ( آية الله ) علي خامنئي ورئيس جمهوريته احمدي نجاد قبل أيام تصريحات مثيرة للجدل دعوا فيها الحجاج الإيرانيين إلى استئناف مسيرات الشغب في موسم حج هذا العام lsquo; وهذه بالطبع دعوة صريحة للفتنة لانها مخالفة صريحة لقول الله تعالى quot; لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج quot; lsquo; كما ان التجارب السابقة قد أثبتت ان مسيرات الفتنة التي سيرها الحجاج الإيرانيون والتي جاءت تحت اسم quot; البراءة quot; قد تسببت في سقوط ضحايا من الحجاج الأبرياء وكدرت خواطر الآخرين الذين جاءوا ينشدون الرحمة والمغفرة من الله عزوجل في ظل البيت الأمين إلا ان عناصر الحرس والمخابرات الإيرانية و الحشاشون من مقلدي وأتباع ولاية الفقيه ( السفيه ) قد عبثوا بأمنه وحرمته هذا البيت.


والمدهش أيضا هي مزاعم ممثل مرشد علي خامنئي في إقليم خراسان وعضو مجلس خبراء القيادة المدعو (آية الله) quot; احمد علم الهدى quot; في خطبة صلاة الجمعة الأخيرة lsquo; والتي قال فيها quot; ان بلاد الحجاز ( السعودية ) اليوم أسيرت بيد الوهابية و ان العراق أصبح قاعدة للكفرة و المستكبرينlsquo; وان الأرض الوحيدة التي يجب ان تكون قبلة للمسلمين هي مدينة مشهد quot;!. ومشهد هذه هي اليوم عاصمة محافظة خراسان التي يقع فيها مرقد ثامن أئمة الشيعة سيدنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبlsquo; الملقب quot; بالرضاquot; والذي كان الخليفة المأمون العباسي قد عينه وليا للعهد سنة 201هـlsquo; وزوجه من ابنته ام الفضل lsquo; وعندما توفي (سنة 203هـ ) أمر المأمون ان يدفن الرضا بالبقعة التي دفن فيها أبيه الخليفة هارون الرشيد في ارض طوس. و حين تولى الصفويون حكم بلاد فارس (1722 -1501م ) فقد اصبغوا على هذه المدينة quot; التي تم تغير اسمها الى quot; مشهد quot; صفة القدسية lsquo; وذلك تطبيقا لتعاليم مذهبهم العقدي الذي جاءوا به لعزل الشعوب والقوميات الإيرانية المسلمة lsquo;عن جسم الأمة والدولة الإسلامية lsquo; ولذا فقدا سعوا الى جعل مدينة quot; مشهد quot; بديلا عن الكعبة المشرفة حتى يصرفوا الناس عن الحج الى مكة المكرمةlsquo;ولهذا قام الشاه عباس الصفوي الاول ( 1587-1629 م ) حاجا من مدينة اصفهان الى مدينة مشهد سيرا على الأقدام في رحلة استمرت ثلاثة أشهر وقد دعا سكان بلاد فارس الى الاقتداء بعمله في الحج الى مدينة مشهد ومنع عليهم الحج الى مكة المكرمة لسنوات عديدة.وهذا ما فعله نظام الملالي حيث منع على الإيرانيين الحج لعدة سنوات عقب أحداث الشغب الدامية التي قام بها الإيرانيون في موسم حج عام 1987م والتي كانت قد تسببت بمقتل وجرح المئات من الحجاج.


إذن فلا غرابة اليوم في هذا الترابط بين دعوة خامنئي واحمدي نجاد الحجاج الإيرانيون وغيرهم من أتباع الأحزاب الطائفية في لبنان والعراق وأنصار إيران من المستعربين والمتأسلمينlsquo; للقيام بمسيرات الفتنة في موسم الحج من جهة lsquo; وبين تصريحات الملا احمد علم الهدي التي دعا فيها الى اعتبار مدينة مشهد الإيرانية قبلة للمسلمين lsquo; وبين ما فعله الشاه عباس الصفوي من قبل lsquo; من جهة أخرى.


و بعد هذا يبقى السؤال الذي نود ان يجيبنا عليه أتباع نظام الملالي من المستعربين والمتأسلمين lsquo; ما هو موقفهم من هذه التصريحات والدعوات الإيرانية؟lsquo; ثم إلا يعتقد هؤلاء الذائبون في هوا إيران lsquo; انه كان من الأحرى بعلي خامنئي توجيه النصح للحجاج الإيرانيين بعدم تعطي المخدرات وعدم حملها معهم الى الأراضي المقدسة بدلا من حث هؤلاء الحشاشين على إثارة الفتنة في موسم الحج وهتك حرمة هذه المناسبة الفضيلة و العزيزة على قلوب المسلمين جميعا؟.

كاتب احوازي