قال نائب رئيس الوزراء التركي الناطق بإسم الحكومة جميل جيجك في مؤتمر صحفي عقده عقب الإجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أن مجلس الأمة التركي (البرلمان) سيناقش يوم الثلاثاء الموافق 10 تشرين الثاني الحالي مبادرة الحكومة المتعلقة بالإنفتاح الديمقراطي، وبحسب جيجك فإن الحكومة ناقشت خلال الاجتماع موضوع quot; الإنفتاح الديمقراطيquot; متوقعاً قيام البرلمان التركي بإستكمال التداول حوله.
الخبر المنشور في وكالة أنباء جيهان، يشير الى ضحالة المتابعة لدى بعض الساسة والمثقفين الكرد، الذين يهللون لمشروع لم ير النور بعد، رغم أن ملامحه باتت واضحة للغاية، وهو ما سأتركه الآن لأتناول ما قاله د.عبد الباسط سيدا في اللقاء الذي أجراه معه فتح الله الحسيني، في موقع الإتحاد الوطني الكردستاني ( Pukmmedia.com)، مستهلاً تقديمه بالقول : ( يعد الباحث الدكتور عبدالباسط سيدا، من الباحثين الدقيقين في دراسة الفلسفة، وإسقاطها على الواقع الشرق أوسطي، خاصة وأن له الكثير من الدراسات والحلقات البحثية في مجال الفكر والفلسفة.... )، إنها مقدمة تثير الاهتمام وتدفع القارئ للاعتقاد بأن اللقاء والحديث وما سيتناوله الباحث سيكون دقيقاً بعيداً عن العواطف الشخصية التي سيكون لها الأثر الكبير حين إسقاطها على المشهد، وهو ما سأتناوله في نقاط عدة أثارت اهتمامي، فالباحث الفلسفي لم يقم بقراءة فلسفية، بل ظل أسير رؤيته القديمة الجديدة في كل ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني، محاولاً عدة مرات تجنب ذكر اسمه حتى، ففي سؤال عن تقييمه للتطورات الأخيرة، ورؤيته لما يسمى بالانفتاح التركي على المسألة الكردية يقول في معرض الرد قائلاً : quot; ما يجري في تركيا بشكل عام من تطورات وتغيرات أمر إيجابي كبير يستحق التأمل والتعمق فيه، فحزب العدالة والتنمية، باعتقادي لا يمارس نوعاً من التكتيك، بينما له استراتيجية واضحة.... quot;.
لا أعتقد أن هناك من يتمنى أن تكون خطوات الحكومة التركية تكتيكية، وسيكون الجميع سعداء لو كان لدى الحكومة التركية استراتيجية واضحة، لكن علينا ألا نخلط التأملات الشخصية والأمنيات بالواقع، كما أن علينا الحذر الشديد من القراءة الرغبوية، ومن هنا أسأل (الباحث الدقيق) سيدا عن مرجعية يقينه بأن خطوات الحكومة التركية ليست تكتيكية، والأكثر إثارة للانتباه تأكيده بأن لدى الحكومة التركية رؤية استراتيجية واضحة، دون أن يكلف نفسه مشقة شرح ماهية تلك الاستراتيجية وكيفية وضوحها، رغم التأكيد التركي وعلى لسان نائب رئيس الوزراء التركي الناطق بإسم الحكومة جميل جيجك أن ما يسمى بمشروع المبادرة سيقدم إلى البرلمان في العاشر من الشهر الجاري، فهل لدى الباحث مصادره وقنواته الخاصة التي لم يعلن عنها؟. أم أنها مجرد أمنيات نشاركه إياها بكل تأكيد؟.
يتابع الباحث قراءته بالقول: quot;.. باعتقادي، أن الكرة في ملعب الشعب الكردي، لأنه على الكرد أن يحدد استراتيجياته الرئيسية، وأن يرتب الحوار الكردي الكردي، لأن التفاوض في قضية كبيرة ستؤثر على الكرد في الدول الأخرى، لذا يجب أن يكونوا أهلاً له، نعلم أن حزب المجتمع الديمقراطي الكردي هو الذي يتنبى الحوار، لكن هناك اطراف أخرى أيضاً، حزب DTP له مئة بلدية، وله كتلة برلمانية، لكن يجب عدم إهمال الآخرين quot;.
quot; الباحث الفلسفي الدقيق quot; يضع الكرة بكل بساطة في الملعب الكردي، متهماً إياه بالافتقار إلى الاستراتيجية، وناصحاً حزب المجتمع الديمقراطي بوجوب ترتيبه للحوار الكردي الكردي، أي الحوار مع المجموعات الأخرى من أصدقائه الذين لم يتمكنوا من الفوز في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في شهر آذار برئاسة بلدة كردية صغيرة حتى، مقرين بالهزيمة من خلال صمتهم الكبير بعد الانتخابات وإلى الآن، رغم أنهم يرفعون شعارات كبيرة ( أقلها المطالبة بالفيدرالية لشمال كردستان )، وهنا لا بد من ذكر عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الحق والعدالة HAK PAR الممثل لجميع التنظيمات الكردية في شمال كردستان وتركيا، حيث تشير الإحصاءات الرسمية التركية بأنهم نالوا ما مجموعه 22 ألف صوت في عموم تركيا وليس في مناطق كردستان فقط، وهذه الأصوات اذما قارناها بالأصوات التي حصل عليها حزب المجتمع الديمقراطي وهي أكثر من 3 ملايين صوت، فتكون النسبة واحد بالألف!. فماهي الفائدة القومية التي سيجنيها quot;الألفquot; من تحالفه مع quot;الواحدquot; هذا؟. ورغم ذلك دعا القائد الكردي عبد الله أوجلان ومن خلال محاميه حزب المجتمع الديمقراطي إلى توجيه الدعوة لأشد المناوئين لحزب العمال الكردستاني وحزب المجتمع الديمقراطي، وهو ما حصل فعلاً قبل أيام، من خلال حضور شرف الدين آلجي جلسات الحوار الكردي التي يقودها مؤتمر المجتمع الديمقراطي، ذلك الحوار الذي تشرف عليه السياسية الكردية المناضلة ليلى زانا والمناضل خطيب دجلة، فهل سمع الباحث بذلك أم أنه ينأى بنفسه عن متابعة التطورات هناك، إن لم يكن الأمر أخطر من ذلك، وهو عدم تحمل متابعة التطورات في شمال كردستان وتركيا، وإصراره في المراهنة على أحزاب كردية كاسدة، ومجهرية؟
ويتابع سيدا شرح رؤيته قائلاً : quot; وقد بات الشعب الكردي يفصل جيداً بين سياسات حزب العمال الكردستاني وسياسات حزب المجتمع الديمقراطي، والجانب الكردي أيضاً يتفاعل مع هذه الحالة، لأن DTP يمثل حركة شعبية لا نستطيع إنكارها quot;.
نعم الباحث لم يعد يستطيع إنكار دور حزب المجتمع الديمقراطي بعد الفوز الذي حققه في الانتخابات، وكان يتوقع، لا بل كان يمني النفس بفوز حزب العدالة والتنمية بالمزيد من أصوات الناخبين الكرد، كما كتب ذات مرة وإن بشكل موارب قبيل الانتخابات، كي يتخلص من كل ما يمت بصلة لحزب العمال الكردستاني وقائده أوجلان، لكن الرياح جرت بما لم تشتهي قلوع سفن أمنيات سيدا، والكثيرين مثله كانوا يعملون للترويج لحزب العدالة والتنمية وتسويقه في المجتمع الكردي، لا حباً منهم للحزب الحاكم، بل كرهاً في أوجلان وحزب العمال الكردستاني.
أما النقطة الأخرى التي تؤكد عدم دقته، بل حقده الدفين، فهي التي يقولها حرفياً: quot; ولكن المسألة التي يجب أن ننتبه إليها هي الكتلة الكردية الكبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، هناك أكثر من سبعين نائب كردي وصلوا الى البرلمان التركي بأصوات الكرد ولهم تاريخهم ويعتزون بكرديتهم وهم أعضاء في حزب العدالة والتنمية، وهؤلاء أيضاً، يجب أن يكون لهم قوة إضافية ويستوجب الاستفادة منها من أجل تحسين شروط التفاوض مع الأتراك لصالح الكرد..quot;.
لا أنكر حقيقة وجود كتلة من أصول كردية دخلت البرلمان التركي سنة 2007 في ظل ظروف لست بصدد الحديث عنها الآن وأخطاء ونواقص ليس هذا مقام الخوض فيها، وفي ظل قانون يفرض تجاوز حاجز العشرة بالمائة الذي يطالب الاتحاد الاوروبي بالغائه باعتباره منافياً للمعايير الديمقراطية، رغمها يجب الإقرار بحقيقة عدد أولئك الكرد في البرلمان، لكن هل يمكن للدكتور سيدا أن يخبرنا ومعنا القراء الأعزاء بمصدر معلوماته المتعلقة باعتزاز أولئك البرلمانيين بأصولهم الكردية، وهم الذين نهرهم أردوغان حينما طالب أحدهم بعدم تجاهل القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني في مسار البحث عن الحل الديمقراطي، هذا الخبر الذي اعتقد لو أن سيدا كان مطلعاً عليه لكان يمكن أن يبتعد عن وصفهم بالكرد المعتزين بكرديتهم، رغم ذلك أقول أن هؤلاء لم يتحدثوا قط عن هويتهم الكردية، الا إذا كان دلالة الاعتزاز الكافية هو اكتفائهم بالقول أنهم كرد، وهو ما يعني عملياً اعتبارنا ndash; قياساً على رؤية سيدا - لمئات الآلاف من الجحوش أيام الطاغية صدام حسين وقادتهم أكراد يعتزون بكرديتهم، وكذلك قادة المليشات المرتزقة في شمال كردستان.
البرلمانيون الكرد الذين يتحدث عنهم سيدا وعن اعتزازهم بكرديتهم صوتوا بالإجماع مع زملائهم الأتراك بالموافقة على اجتياح جنوب كردستان مرتين، كان آخرها في الشهر المنصرم، وهو ما أدانه المسؤولون في جنوب كردستان، وهم البرلمانيون الذين يبكون على أطفال غزة، ولكنهم لا يذرفون دمعة أو موقفاً لمقتل quot; جيلان أونكول quot; وغيرها من أطفال الكرد، لأن حرصهم على إرضاء أردوغان والحزب الحاكم والخطوط الحمر للدولة التركية يفوق اعتزازهم بكرديتهم، ونذكر في هذا المقام بأنه ومنذ تأسيس الجمهورية التركية كان هنالك دائماً كرد مشابهون يمثلون أحزاباً حاكمة تركية في البرلمان، وللتوضيح أكثر كان لدى حزب الطريق القويم الحاكم في عقد التسعينيات كتلة من البرلمانيين الكرد حين قررت رئيسته تانسو تشيللر تدمير 4 آلاف قرية كردية وتهجير قاطنيها الكرد، فماذا فعل أولئك البرلمانيون لأبناء جلدتهم؟.
أبعد من ذلك، هل قرأ باحثنا الفلسفي سيدا ثمة تصريح لأحد أولئك الكرد quot; المعتزين بكرديتهم quot; خلال الأشهر المنصرمة حول الانفتاح على الكرد، وهل طالب أحد من أولئك quot; المعتزين بكرديتهم quot; يوماً - منذ صيف 2007 وإلى الآن - بوجوب إجراء تعديل دستوري يدخل القومية الكردية إلى نص الدستور التركي المغلق أمام الآخر المختلف قومياً ما داموا quot; معتزين بكرديتهم quot;، ويمكن لباحثنا الفلسفي سيدا إذا شاء معرفة أولئك quot; المعتزين بقوميتهم quot; عن كثب، أن يعود إلى كتاب quot; كردستان مستعمرة دولية quot; لمؤلفه العالم السوسيولوجي التركي إسماعيل بيشيكجي.
أما ما يثير التساؤل الأكبر فهو أن ينصب السيد عبد الباسط نفسه متحدثاً باسم الشعب الكردي قائلاً : quot; لكن يجب عدم إهمال الآخرين، وقد بات الشعب الكردي يفصل جيداً بين سياسات حزب العمال الكردستاني وسياسات حزب المجتمع quot;.
لم يوضح سيدا أي شعب يتحدث عنه؟. هل في شمال كردستان وهو ما أعتقده المقصود وما سأبني عليه للرد، أم عن شعب آخر؟. وقبل ذلك أود أن أتوجه للباحث بالسؤال : هل سمع بما قالته المناضلة الكردية ليلى زانا في الخطاب الذي ألقته في إحدى جامعات لندن، حين قالت أن quot;عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني يشكلان الدماغ والقلب بالنسبة للشعب الكرديquot;، وقد رفعت ضدها بسبب من ذلك دعوى قضائية حيث قضت محكمة تركية بسجن ليلى زانا مدة /10/ سنوات بدعوى قيامها بحملة دعاية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
أما السيد أحمد ترك القائد الكردي ورئيس حزب المجتمع الديمقراطي، الذي يقول السيد سيدا بأن الشعب الكردي يفصل جيداً بين الحزب الذي يترأسه وحزب العمال، فقد قال في أورفا أثناء الاحتفالات بعيد نوروز الكردي أمام عشرات الآلاف من مناصريه ما مفاده أن quot;السيد عبد الله أوجلان يمثل بالنسبة للشعب الكردي ما كان يمثله نيلسون مانديلا بالنسبة للشعب الجنوب أفريقيquot;. وأكد السيد تورك أن أوجلان يجب أن يكون هو المخاطب الرئيس، فهل سمع أو قرأ السيد سيدا هذا التصريح، أو هل أنصت إلى الملايين من الذين استقبلوا وفدي السلام من مخمور وقنديل الذين لبيا نداء القائد أوجلان وهم يرددون باللغتين الكردية والتركية الشعارات التي تعلن وقوفها إلى جانب أوجلان قائداً ومخاطباً من جانب الشعب الكردي الذي ردد شعاره الأثير باللغة التركية كي يفهمه القاصي والداني في تركيا وهو quot; حزب العمال الكردستاني هو الشعب والشعب هنا أو نحن الشعب quot;.
الحالة هذه، والتجني ذاك، يفرض علي عدم الشروع في مناقشة سيدا حول ماهية من حرك القضية برمتها، وأقصد ما طرحه السيد أوجلان حول نيته الإعلان عن مشروع خارطة لحل القضية الكردية وهو المشروع المصادر الذي لا يزال بحوزة السلطات التركية وترفض إعطاءه لمحامي السيد أوجلان، كما ولن أتطرق لمديح السيد عبد باسط سيدا لأحفاد العثمانيين كما يحبون أن ينعتوا أنفسهم ويشاطرهم الحب إياه ذلك باحثنا الكردي.
وفي معرض رده على السؤال التالي: يعني أنك متفائل بتتويج تلك الجهود في وضع حل للمسألة الكردية؟.
أجاب الدكتور عبد الباسط ( أثابه الله إلى رشده ) بالقول : quot; ستتوج، وستكون النتائج على أفضل، فمن كان يتصور أن يكون هنالك فضائية تركية رسمية باللغة الكردية، على الرغم من بعض الانتقادات من هنا وهناك، فأن الكثير من المواطنين الكرد في تركيا كانوا يتحدثون اللغة التركية ويشعرون بعقدة النقص إزاء التحدث باللغة الكردية، وحاليا الطفل الكردي يعتز بكرديته ويتكلم بلغته quot;.
نعم، أنت لم تكن تتصور ذلك، لكن الملايين كانوا بانتظار ذلك، فيما كنتم تنتظرون حتى قبل أشهر قليلة أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البلدية، وترتاحون بالتالي من كل ما يمت بصلة لأوجلان وحزب العمال الكردستاني، أما نحن فكنا نتصور ذلك، ولا زلنا نتصور أن الآتي سيكون أكبر، فذلك نتاج لمقاومة الأبطال في سجن ديار بكر بقيادة مظلوم دوغان قائداً ومقاوماً لجنرالات الطغمة الفاشية، ولرفيقه معصوم قورقماز ( عكيد ) الذي قاد الكفاح المسلح الكردستاني.
ما يتحقق هو نتاج مباشر لنضالات أعظم من أنجبتهم الأمة الكردية من الرجال والنساء الذي استشهدوا والذين يواصلون في زنازين الحكومات العسكرية تمسكهم بقضية شعبهم وهم من أجزاء كردستان الأربعة، وخاصة من غربي كردستان وسوريا.
ما يتحقق نتاج مباشر للجهد الفكري والقيادة الاستثنائية لأوجلان قائداً ومفكراً بإمتياز، حراً أو سجيناً، حيث كتب آلاف الصفحات التي أبهرت الكثير من المثقفين العرب الذين قرأوا تلك المرافعات، وحتى الإنكليز الذين قاموا بترجمتها في طبعات راقية.
ما يتحقق هو نتاج مباشر لقيادة عظيمة تقود حزب العمال الكردستاني في جبال كردستان، وهي القيادة الجماعية المتماسكة المتناغمة الواعية للمتغيرات في العالم، ابتداءً من كردستان وحتى مراكز القرار العالمي.
أعتقد أن إيراد التصريح الأخير للسيد أحمد تورك سيكون مفيداً في إظهار وجهة نظر الحزب quot;فقد قال أحمد تورك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي بأن الحكومة التركية ما تزال عاجزة عن الرد على مطالب الرأي العام في إحلال السلام مشيراً في الوقت نفسه إلى أن حزب العدالة و التنمية الحاكم يريد أن يحمل حزب المجتمع الديمقراطي مسؤولية فاتورة فشل سياساته ومحاولاتهquot;. وquot;جاءت تصريحات أحمد ترك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي هذه خلال الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه في البرلمان التركي، وقد انتقد أحمد تورك أيضاً سياسات حزب العدالة و التنمية قائلاً : quot; الحكومة التركية لا تقوم بمتطلبات إحداث التغير الديمقراطي. حل القضية الكردية الكردية يتطلب دمقرطة تركيا بجميع مؤسساتها وهيئاتها وإحداث تحول جذري في سياساتها، وبالرغم من هذه الحقيقية، فإن حزب العدالة و التنمية ما يزال على إصراره في وصف القضية بأنها قضية أمنية، وينظر الى حل القضية الكردية من وجهة النظر الضيقة هذه. القضية الكردية، هي قضية كبيرة وتتجاوز حدود الحسابات السياسية لحكومة حزب العدالة والتنمية التي لم تعي بعد هذه الحقيقة. بمعنى آخر، حزب العدالة والتنمية لم يفهم القضية الكردية إلى هذه اللحظة quot;، وأضاف تورك بأن حكومة العدالة والتنمية تظن أن بإمكانها حل القضية الكردية بالشعارات والتصريحات دون التحاور مع الشعب الكردي ومخاطبة ممثليهquot;.
ختاماً أتمنى أن يتحرر الدكتور الباحث الفلسفي عبد الباسط من حالته الراهنة والتي تمتد إلى عقدين من الآن أو أكثر، أي من كراهيته الشديدة لكل ما يمت لحزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان بصلة، وأن يكون دقيقاً بالفعل، وأن يكون كما قال مقدم الحوار عنه، فالبحثية الفلسفية بعلميتها منافية للأحكام المسبقة، وتتطلب منه مقاربات أكثر موضوعية ودقة.
التعليقات