تعليق الأخت رولا الزين عن قيم المرأة على المقال الذي نُشِر في أيلاف قبل أيام وقالت فيه ( تحث القيم الدينية الهندوسية على تعفف المرأة ولا تقل تشددا عن عن القيم الاسلامية في هذا الشان) أثار رغبتي الشديدة لأكتبَ للأخت الفاضلة كلمة مساندة معنوية أتفق فيها مع ماتفضلت به.

أِلا أني وجدت أهمية قصوى في توسيع ماطرحته الأخت، بذكاء وفطنة وثقافية عالية، في تعقيبها عن المهاجرين من الهند وكفاؤاتهم العلمية ومقارنتها بالجاليات العربية والأسلامية. ففي نفس تعليقها الحرفي أوضحتْ بالنص (ووجهة هجرة الهنود المفضلة هي بريطانيا وكندا والولايات المتحدةالامريكية. والجاليات الهندية في هذه البلدان الثلاثة لم تستوقفها الحريات الشخصية الشائعة في هذه الدول ولم تجادل في مشروعيتها ولم تتقوقع على نفسها كما هي حال الكثير من الجاليات المسلمة في الغرب.

وفي الولايات المتحدة لم ينشغل المهاجرون الهنود كثيرا في بناء معابدهم و زيادة اعدادها بل انصرفوا وبخاصة الشبان ذوو الكفاءات العلمية المتقدمة نحو الانخراط في اعمال البحث والتطوير والابتكار في وادي السيلكون في كاليفورنيا فاسسوا الشركات المبتدئة (start ups) وادرجوها في بورصة ناسداك وحققوا ارباح طائلة وحين عادوا الى الهند نقلوا مع م تكنولوجيا المعلوماتية وساهموا في زيادة الدخل القومي الهندي بنحو 35 مليار دولار سنويا.وبطبيعة الحال لا مجال هنا للمقارنة بين منجزات الجالية الهندية في الغرب وبين بؤس سلوكيات معظم المهاجرين المسلمين الغارقة في متاهة حجاب المرأة وحشد المصلين في المساجد لشحنهم بمختلف الوان الافكار الظلامية التي تزيد من شعورهم بالغربة والعزلة.)


الإسم: رولا الزين

تحث القيم الدينية الهندوسية على تعفف المرأة ولا تقل تشددا عن 7لقيم الاسلامية في هذا الشان بل ان استوديوهات بهوليوود تمتنع عن ايراد منظر تقبيل ولو عابر في أي من افلامها.ووجهة هجرة الهنود المفضلة هي بريطانيا وكندا والولايات المتحدةالامريكية. والجاليات الهندية في هذه البلدان الثلاثة لم تستوقفها الحريات الشخصية الشائعة في هذه الدول ولم تجادل في مشروعيتها ولم تتقوقع على نفسها كما هي حال الكثير من الجاليات المسلمة في الغرب.وفي الولايات=2 0المتحدة لم ينشغل المهاجرون الهنود كثيرا في بناء معابدهم و زيادة اعدادها بل انصرفوا وبخاصة الشبان ذوو الكفاءات العلمية المتقدمة نحو الانخراط في اعمال البحث والتطوير والابتكار في وادي السيلكون في كاليفورنيا فاسسوا الشركات المبتدئة (start ups) وادرجوها في بورصة ناسداك وحققوا ارباح طائلة وحين عادوا الى الهند نقلوا مع م تكنولوجيا المعلوماتية وساهموا في زيادة الدخل القومي الهندي بنحو 35 مليار دولار سنويا.وبطبيعة الحال لا مجال هنا للمقارنة بين منجزات الجالية الهندية في الغرب وبين بؤس سلوكيات معظم المهاجرين المسلمين الغارقة في متاهة حجاب المرأة وحشد المصلين في المساجد لشحنهم بمختلف الوان الافكار الظلامية التي تزيد من شعورهم بالغربة والعزلة.

مرة بعد أخرى، يطل علينا السؤال بألحاح وفطنة عن المهاجرين العرب والمسلمين، أنتماءاتهم؟ أنجازاتهم؟ ماذا قدموا للمجتمع والأنسانية من خدمات وعلوم وخبرات؟ وهل تستوي خبراتهم مع جاليات أخرى.
وهنا أسمح لنفسي بالأستشهاد بقوله تعالى quot; هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون quot;.

توجهتُ بالسؤال لبعض الأختصاصيين، مع نص ماكتبتْهُ الأخت من تعليق في أيلاف، فجاءني الرد سريعاً. موسى سبيتي، مهندس عربي لامع من أصل لبناني يدير مؤسسة هندسية IDT لبرامج وأنظمة الكومبيوتر وصناعة الصفائج الألكترونية في مقاطعة وادي سيلكون في كاليفورنيا. وماأستطيعُ أن أنشره عنه قد يوضح جانباً أجتماعياً وعلمياً هاماً للقراء أينما كانوا.

يقول خبير البرامج الألكترونية السيد موسى سبيتي الذي كان قد سجل مؤخراً براءة أختراع لنظم ألأكترونية جديدة quot; أن ما حققته الهند كدولة من أبداعات وما أنجزه العلماء الهنود كأفراد في مجال العلوم الألكترونية أعتمد على عوامل ترعاها الحكومات الهندية وتأخذها بنظر الأعتبار. وعندما تقوم بتحليل نجاحهم كعلماء وماأنجزوه من تقدم في الحقل العلمي الألكتروني المهني الفني، ترى بأن حوافزهم وتوجهاتهم كحكومة وأفراد كانت تهدف الى خلق وظائف وتسجيل براءات أختراع مبكرة وتحويل أستثمارات مالية ضخمة وبملايين الدولارات لأستثمارها في الهندquot;.


ففي المجال العلمي، تقع أولويات أي حكومة هندية منتخبة في مسؤوليتها، أن تبذلَ جلَّ جهدها في : توفير أستمرارية العمل، القضاء على البطالة، والمشاركة العلمية المتقدمة مع دول متقدمة صناعياً. كما أن الجاليات الهندية المغتربة يتوفر لها في الولايات المتحدة (المناخ السياسي ) مقارنةً بالجاليات العربية والأسلامية. ويستطرد موسى سبيتي ليقول، أن نجاح العلماء العرب مرتبط بهذه العناصر، ومع ذلك فأن الكثير من الخبراء والمهندسين العرب قدموا الكثير في مجال الأختراعات الألكترونية والأبتكارات العلمية، ويدير بعضهم حالياً مؤسسات لأنظمة ألكترونية معقدة في الولايات المتحدة، بعضها تخضع للسرية والحصانة والمراقبة خوفاً من تسرب براءات أختراع هذه الأنظمة قبل أجراءات تسجيلها وبيعها.

ولايقتصر نجاح العلماء العرب على الأجهزة الألكترونية، فقد أبتكر عالم عربي شبكة صيد تلقيها طائرات الهليوكبتر البحرية تصيد فيها قوارب القراصنة كالسمك دون أطلاق النار.


أتوقف قليلاً لأبين بأيجابية بأننا لسنا جميعاً في حالة فقر علمي وكسل حضاري تماماً، ولسنا على خصومة وعداء مع دول سبقتنا في هذا المضمار. لقد ظلت الهنـد دولـة تعتبر لحد هذا اليوم من أكبر الديمقراطيات في العالم رغم فقرها وكثرة نفوسها ودياناتها. وهناك دول عربية أولت أهتمامها الحثيث لروح العصر وأنتمت الى عالم العلوم دون قيود. أن وادي سيلكون في الولايات المتحدة وأنتاج الصناعات الإلكترونية وما يقوم بأنجازه العلماء الهنود هناك، ساعد الهند لتصبح أرضية واسعة صلبة لهـذه الصناعات. ومنذ سنتين، تأسستْ قرى عصرية قرب قاعدة بنكَالور تعمل في صنع ماتحتاجه المؤسسات الهندسية من أجهزة الصحائف إلالكترونية وقطع تصنيعها. وأصبحت تصدر مواداً وأجهزة الكومبيوتر وفضلات المعدات والنظم الإلكترونية لمختلف دول العالم وخاصة دول العالم الثالث يُقدر مردودها المالي بأكثر من عشرين مليار دولار.

وختاماً، أن أجراءات الحكومة الهندية في رعاية علمائها يرافقها أجراءات مماثلة في مواجهة أي هجمات أرهابية قد تؤثر على أنتاجها العلمي، فلا مهادنة فيها ولا تفسير مذهبي لدوافعها. فالسلطة تتصرف بسرعة ومسؤولية عند فرض الأستقرار والأمن وسحق أي شراذم دينية هندية متطرفة، كما لوحظ ذلك خلال موجة الهجوم الأخير على فندق تاج محل في تشرين الثاني نوفمبر عام 2008.

ضياء الحكيم

[email protected]