هكذا وبعد أكثر من عشرة أيام من الثورة الليبرالية الإيرانية الشابة العارمة، يظهر رضا بهلوي ابن الشاه السابق، ليبكي صدقا ً على شعب أبيه الدكتاتور الظالم المندثر، يبكي رضا الصغير لا من أجل عرش خسره أبوه قبل ثلاثة عقود،بل على شعب شجاع، شعب متحضر، شعب يحمل الكلمات ويحلم بالمستقبل، شعب يعرف أن يقول لا، شعب تقوده النساء والفتيات الطاهرات اللواتي سقين شوارع طهران بدماء حارة.

وهكذا ومرة اخرى يدفعهم التشدد الى الرذيلة القصوى، رذيلة قتل الآخر وسرقة حريته وامتهان كينونته التي قدسها الله والرب والألهة، فيصرخ الإيرانيون الفرس عوضا ً عنّا في مطلب الحرية الناصعة البياض، صراخا ً دمويا ً، صراخا ً يلعن ديكتاتورية الفضيلة العصماء المشوهة التي ابتزتهم وابتزتنا لثلاثة أجيال بل قرون، بين رافضيّ وناصبيّ وذميّ وكافر، بين حزن شهر ولطم شهر قادم ثم حج وحجيج وعيد، حتى بات ضوء النهار أملحا ً.

هكذا تنحدر عمائم خميني وخامنئي وسيستاني على أيادي تلاميذهم الأشقياء في وحول السياسة العفنة، فيخرج عليهم الناس في هتاف ( الله أكبر ) في الشوارع والمساجد و وعلى سطوح المنازل ومزامير السيارات وكاميرات الهواتف، يهتف الناس ضد المعصومين وكلاء (الإمام الغائب ) الذي يعدون له الدولة والشعب قبل أن يظهر، فينشغلون في مفاسد الأرض وينسون أهلها الذين هم مبتغى الإسلام الشيعي في جهاده وملخّصه!!، وانترنيت الغرب هو الأكبر في توصيل النداء الأكبر.

وهكذا ينحدر الرئيس السياسي المتدين المطيع أحمدي نجادي الثائر على الصهيونية وليس على إصلاح الإقتصاد ورفع المظالم، يقبّل ُ يدي الفقيه وكيل (الإمام الغائب ) بفوزه في (انتخابات ) ملائكية، فيشكره على رضاه، وثم يوجه بحمده وشكره (الباسيج وجيش القدس) لقمع أعداء الإسلام والصهاينة والخونة والمرتزقة والمتزندقين وأعداء الدين والسفلة والأرهابيين والليبراليين وغير الوطنيين والبهائيين أطفال الصهيونية.....من أبناء الشعب الشيعي!!،وحين يسترخي الرئيس بعد رحلته الميمونة الى موسكو تراه يذهب الى لقاء رومانسي شفاف مع مؤيديه من المعممين فيظهر وكأنه بعوضة وسط مزرعة بصل..تطن ّ ُ ورؤوس البصل تنحني من ثقل ما تحمل من الخواء والنفاق.

وهكذا لي أن أغضب، وأن أعتب على من ركب البحر الأهوج هروبا ً من دولة الفقيه في الجمهورية الإسلامية ليصل الى استراليا والسويد وهولنده ويتنعم وفيرا ً آمنا ً محترما ً متعافيا ً، ويصرخ في قلبه ضد أحرار ايران الثائرة ويقول ديمقراطية خامنئي أفضل من ديمقراطية آكلي الخنازير ورؤسائهم العبيد!! والتقية...التقية، ولولا قوانين تلك الدول فقد لحقنا الضرر، من أبناء الجلدة وعمومتها ومن جواري وعبيد الدين.

واصف شنون