هي ليست ظاهرة كبيرة ولكنها موجودة وبارزة، والأشخاص الواردين في هذه المقالة يعبرون عن أنفسهم وقناعتهم فقط وليس عن قومياتهم أو دياناتهم، وهذا اللقاء تم مع مَـنْ وافق منهم عليه، وسيكون من احد بلدان اسكندنافيا quot; الدنماركquot; تحديدا.
اغلبهم فضّل عدم ذكر اسمه القديم لسببين: إما خوفا من أحكام دينية معينه، أو عدم الرغبة في أن يكون صاحبها موضوعا يتندر به الآخرين. . أو غيره من الأسباب.

quot; نيلوفارquot;43 سنة، إيران.
اسمها القديم quot; فاطمة quot;، وتعمل كمترجمة في quot; بلدية quot; كوبنهاكن. وتقول في هذا :
(أتيت إلى الدنمارك قبل خمسة عشر عام، وحصلت على حق اللجوء ومن ثم الإقامة، تعرفتُ على رجل دنماركي أحببته وتزوجنا، أنا مؤمنه بالله . . ولكني كرهت نظام الملالي والإسلام بعد ذلك، ووجدت نفسي في الكنيسة quot; الكاثوليكيةquot; ولذا تحولتُ إلى quot; المسيحيةquot; وأنا سعيدة بذلك، هذا التحول أراحني من صراع مرير في داخلي، أنا الآن مستقرة وسعيدة بحياتي).

quot; راسموسنquot;43 سنة، إيران.
إسمه القديم quot; قاسمquot;ويعمل quot;طباخquot; في إحدى المدن القريبة من كوبنهاكنquot; لم يرغب بذكرهاquot; ويقول بهذا:
(أتيت إلى الدنمارك قبل سبعة عشر عام، وحصلت على اللجوء والإقامة، كنتُ سعيدا بهذا وأردت أن اغيّر حياتي نحو الأفضل واندمج في المجتمع الدنماركي، وهكذا بعد أن تعلمت اللغة الدنماركية بفترة وجيزة، غيرت اسمي. . اخترته اسما دنماركيا تقليديا لكي يساعدني في الحصول على عمل، وهذا ماكان، لم أغير ديني . . لسبب واحد هو إني غير مكترث بالأديان بشكل عام ولا اعتقد إن هنالك فرق كبير بين الإسلام والمسيحية).

quot; ماريانا لارسن quot;41 سنة، بغداد ndash; العراق.
اسمها القديم quot; لم تشأ ذكره quot;، تعمل محاسبة تقول بهذا:
(ماكنت أفكر يوما في تغيير اسمي القديم لان لي معه ذكريات عزيزة خصوصا مع والدي الذي منحني هذا الاسم، ولكني كنت متزوجة من رجل عراقي أيضا، وكان يضربني كثيرا أنا وصغيريّ، دخلت إلى المستشفى مرتين بسبب ذلك، وحين يئست من كفه عن الضرب، أخبرت الجهات المختصة، انفصلت عنه وحصلت على حضانة الأطفال. . جنّ جنونه وهددني بالقتل، اضطررت بعدها وبمساعدة الجهات المختصة إلى تغيير المدينة التي اسكن بها مع الاسم لأحمي نفسي وأطفالي منه . . كان مجنونا. . ! لو لم افعل لقتلنا جميعا).

quot; تينا لارسن quot; 39 سنة، كردستان العراق.
اسمها القديم quot; لم تشأ أن يذكر مع عملها الآنquot; ولكنه اسم عربي شائع في مدن الفرات الأوسط من العراق quot;، تقول عن هذا:
(حين كنت في العراق كنت منزعجة من اسمي لأنه عربي تقليدي وأنا quot; كردية quot;، في تلك الفترة كانت quot; كردستان خارج سيطرة الحكومة المركزية، ولكنها لاتملك إمكانية إصدار جوازات سفر، ومن يرغب بالسفر عليه أن يشتري جوازا من السوق السوداء، كان الأمر سهلا، وهكذا اخترت الاسم الذي يعجبني وهو quot; ليناquot;، وحين قدمت إلى الدنمارك قدمت طلب اللجوء وحصلت عليه تحت هذا الاسم، وبعد ثماني سنوات حصلت على الجنسية الدنماركية، حينها فكرت أن أكون دنماركية، ولذا غيرت اسمي واللقب معا وهكذا صارquot; تينا لارسنquot;). quot; لم تشأ أن تجيب عما إذا غيرت الديانةquot; .

quot; لايف ينسنquot; 28 سنة، بغداد العراق.
quot; لم يشأ أن يذكر اسمه القديم أو لقبه quot; ولكنهما قريبان سجعا من اسمه الجديد، يقول في هذا:
(حين أتيت إلى الدنمارك كان عمري ثلاثة عشر عاما، ولقد درست وتعلمت هنا في الدنمارك واغلب أصدقائي دنماركيين من الصعب عليهم لفظ اسمي القديم، كما إن اسمي الدنماركي الجديد ساعدني في الحصول على عمل وهذا مهم جدا، وأنا سعيد به، من حقي كانسان أن اختار الاسم الذي أحبه أنا وليس من أعطاه لي أهلي).

ابو فلانquot;لم يشأ ذكر إسمهquot; 43 سنة، quot; اشوري quot; عراقي.
، قدم إلى الدنمارك قبل عشر سنين، لم يغير اسمه أو لقبة، رغم إن اسمه اسم عربي شائع، ولكنه غير اسمي ولديه من أسماء عربية شائعة إلى اسمين غربيينquot; لم يشأ أن اذكر الأسماءquot;، يقول في هذا:
(يااخي. . . المشكلة بعد 11 سبتمبر إنني صرت وأطفالي نعاني من التعامل معنا على إننا مسلمين بسبب أسماءنا، ولذا قررتُ أن أغير أسماءهم بأسماء دنماركية مسيحية، والأطفال سعيدون بهذا إذ إنهم اختاروا بأنفسهم الأسماء، هذا مهم لهم حسبما اعتقد في المستقبل في الحصول على عمل أو في تكوين علاقات، ماذنبهم يحملون أسماء عربية مسلمة وماهم بعرب أو مسلمين؟!).

ظاهرة تغيير الدين أو الاسم أو حتى الجنس، لاتقتصر على المسلمين من الشرق الأوسط فقط . . !
هناك عدد غير قليل من الدنماركيين الذين اسلموا وغيروا أسماءهم إلى العربية، أو تحولوا إلى الديانة البوذية الشائعة الانتشار، بالإضافة إلى القوميات المختلفة التي تتعايش على ارض الدنمارك، وفي هذا الخصوص لابد من الذكر. . إن القوانين الدنماركية بهذا الشأن مرنه إلى أقصى الحالات والعملية لاتتطلب أكثر من ملء استمارة تغيير الاسم. . !
تغيير الاسم الأول والوسط يتم بدون أي مبلغ من المال أما الاسم الأخير quot;اللقبquot;و في حالة عدم استخدامه من عائلة أخرى وضعته تحت الحماية. يتوجب دفع مبلغ ما في حالة تغييره، إلا في حالة وجود أسباب موجبة حينها يكون مجانيا.
ختام القول:
هنالك ناس يبحثون عن أنفسهم و يريدون تغيير حياتهم في لحظة ما. . . لأسباب نفسية أو غيرها مجبرين أو مخيرين عليها وبها، وتكون البداية ضمن تقديرهم من الاسم، وهو أمر يمنحهم القانون الدنماركي الحق به.
dia1h@hotmail. com