دبي: استضاف فندق quot;القصرquot; في دبي مارينا وعلى هامش مهرجان دبي السينمائي مؤتمرًا صحافي للمخرجة البرازيلية جوليا باشا صاحبة فيلم quot;بدرسquot; مع أبطاله عايد مرار والتزام مرار وكوبي سنيتز، والذي يعرض في إطار افتتاح برنامج quot;الجسر الثقافيquot;.
و quot;بدرسquot; قصة وثائقية حقيقية تدور فصولها حول قرية فلسطينية صغيرة قرر الإسرائيليون هدمها، لينطلق الناس مجتمعين عند ساعات الفجر الأولى، وبغض النظر عن ولائهم لفتح أو حماس، إضافة إلى مجموعة من الإسرائيليين المعتدلين، ويقفون في صف واحد لإنشاء حاجزٍ بشريٍ وهم ينشدون الأغاني لحماية القرية من الدمار، ولكن لم تفلح هذه التظاهرة السلمية في تحقيق النجاح الكافي، إلى أن بدأت ابنة أحد الناشطين وهي في الـ15 من عمرها بتحريض النساء على الانضمام لهم، في صور تعبيرية عن عالمية الإنسان بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه بما يجسّد مفهوم التكاتف العالمي من أجل السلام.
وأكدت جوليا باشا مخرجة الفيلم الوثائقي quot;بدرسquot; أنها وبغض النظر عن كونها مخرجة، فهي تمثل منظمة إنسانية عالمية يطلق عليها quot;رؤية عادلة للعالمquot;، ولديها قاعدة بيانات كبيرة لكل ما يحدث في فلسطين وواقعه، وعندما علمت بقصة قرية quot;بدرسquot; ذهبت إلى هناك وسألت عن عايد الذي كان يقوم بعمل كبير لتوحيد كل جهود سكان المنطقة حتى يقفوا وقفة واحدة أمام آلة الحرب والطغيان الإسرائيلية.
وعندما قابلته استقبلها استقبالاً رائعاً في بيته، لكنها بعدما تحدثت معه بخصوص نيتها صنع فيلم يتحدث عن quot;بدرسquot; رفض وأجابها بأن هناك كثيرين أمثاله يعتقدون أنهم أفضل منه في تمثيل القرية في هذا العمل الوثائقي وبعد محاولات معه قبل ان يكون هو محور الفيلم.بدأ عايد حديثه بشكره لإدارة مهرجان دبي السينمائي التي منحته الفرصة للتحدث إلى العالم وإظهار مدى الظلم والاستبداد الذي يلاقيه كل فلسطيني داخل الأرض المحتلة.
ويحمل العمل زخما إعلاميا كبيرا من حيث جدية طرحه لموضوع التظاهر السلمي مقابل الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتدور أحداثة حول الناشط المجتمعي عايد مرار الذي يتظاهر بطريقة سلمية هو وأفراد قريته quot;بدرسquot; الواقعة بجانب الجدار العنصري الإسرائيلي الذي شلّ هذه القرية وفصل سكانها عن بقية القرى والمناطق الأخرى والتي تتواجد بها مصالحهم من مدارس ومستشفيات.
واثر هذا الفصل العنصري كثيراً على القرية الواقعة في الضفة الغربية والتي هددت بالقضاء عليها، ويقوم عايد بمجهودات كبيرة في حشد كل أفراد القرية وينضم معهم في تظاهراتهم أفراد كثيرون يمثلون المجتمع الدولي، مثل فرنسا وأميركا وإسرائيل، مطالبين بوقف الجدار وعدم عزلهم عن العالم الآخر.
وأوضح عايد أنه كان يحمل فكراً مختلفاً لمقاومته للعدو الإسرائيلي، إذ رأى أن الاعتصام السلمي يكبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، فكل يوم تقريباً تقام تظاهرات سلمية في laquo;بدرسraquo; والقرى المحيطة بها. ولذلك، فعندما تتحرك القوات الإسرائيلية للتصدي لهذه الوقفات السلمية تتبعها الجرافات للتصدّي لها وتتبعها الجرافات والمعدات التي تكبد القوات الإسرائيلية مبالغ كبيرة. وبذلك فقد بدأوا يضيقون ذرعاً بهذه الوقفات المتكررة والتي لا تنتهي.