رواء الجصاني: برغم كل ما نشر، عن حياة وشعر ومواقف الجواهري الخالد، ثمة الكثير المعبر الذي لم يعرف بعد عن رؤى وآراء الشاعر، والرمز العراقي الأبرز - في القرن العشرين على الأقل... مع ان البعض منها قد وجد طريقه للنشر المحدود بهذه الصورة أو تلك.
... نقول ذلك وفي متناولنا العشرات من التسجيلات الصوتية، وأشرطة الفيديو، ومئات الأوراق التي تحتاج لتفريغ وترتيب وتحرير، وفي جميعها - على ما نزعم ndash; توثيق لوقائع واجتهادات ثقافية وسياسية وتاريخية، ما كانت، ولم تعد خاصة بالجواهري ذاته، ولاسيما انه توقف في ذكرياته عند أواخر ستينات القرن الماضي، لتبقى نحو أربعة عقود أخرى من حياته وعطائه ومواقفه بدون تسجيل وقراءة منهجية متكاملة... وهن عقود quot;مليئات حقائبهاquot;، وعلى ما نزعم ثانية...
... وبهدف المثال لا الحصر، لا يعرف إلا القليل القليل، من هم quot;الشتامونquot; الذين قصدهم الجواهري في داليته العصماء عام 1971. ولماذا كتب quot;أزح عن صدرك الزبداquot; عام 1973. وتحت أية ظروف جاءت لاميته المغربية عام 1974 ومن الذين عمد أن يحذرهم فيها. ومن هي quot;عبدة الغجريةquot; المعنية في بائيته عام 1982. ولِمَ quot;تبرأ من الزحوفquot; عام 1985...
كما لا يعرف إلا القليل القليل أسباب عزوف الشاعر الكبير وترفعه عن ردع مهرجي النظام الدكتاتوري حينما طالبوا بنزع المواطنة العراقية عنه في مطلع التسعينات، مكتفياً بالقول quot;انهم لا يستحقون المنازلةquot;. ولماذا كاد أن يلجأ إلى كردستان العراق عام 1993...
وعلى ما نعرف من الأرشيف أيضاً، فان هناك رسالة شخصية وجهها الشيخ الجليل عام 1987 لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية الزعيم ياسر عرفات، وفيها أكثر من هضيمة شاعر، وعتاب رمز عراقي وعربي... إضافة لرسائل أخرى إلى الرئيس التشيكوسلوفاكي فاتسلاف هافل عام 1990، وللرئيس السوري الراحل حافظ الأسد 1991 وللمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عام 1992... وفي كلهن شؤون ذات أهمية غير قليلة في حياة الشاعر وشؤونها...
وعلى ذات النهج يمكن قراءة خلاصات ومسودات متنوعة لمراسلات ولقاءات الجواهري الشخصية، وبعض سجالاته، مع زعماء رسميين وسياسيين عديدين ومن بينها، حسب التسلسل الزمني إلى: علي ناصر محمد وجلال الطالباني وخالد بكداش وعزيز محمد ووليد جنبلاط وهادي العلوي وفخري كريم وزكي خيري ومصطفى جمال الدين وعامر عبد الله ومسعود البارزاني وآرا خاجادور وحميد مجيد موسى وعبد الجبار الكبيسي وهاني الفكيكي وكاظم حبيب وفاضل الأنصاري وعبد الرزاق الصافي وحسن النقيب وصلاح عمر العلي... وغالبيتها ndash; ولكاتب هذه السطور شهادات مباشرة بشأنها - توفر معلوماتٍ، وتوثق آراء، وتؤرخ أحداثاً عاشها، الشاعر، وتنبأ ببعض تأثيراتها وآثارها على الأصعدة الوطنية والثقافية وغيرها. وفي كل ذلك اضافات مهمة لمسيرة شاعر ووطن تشابك فيه الخاص والعام على مدى قرن كامل تقريباً، بنسيج متلاحم، ندر أن يكون هناك شبيه له...
[email protected]