ترجمها عن الإسبانية محمود صبح

وأنا أقرأ ذات يومٍ واضح
أشعاري التي أُحبّها حبّاً جمّاً
شاهدتُ في المرآة العميقة
لأحلامي العذبة
حقيقةً ربّانية
ترتعد خوفاً،
وهي زهرة تودّ
أن تبث شذاها في الريح.
إنّ روح الشاعر
تتّجه إلى السرّ الغامض.
ليس غير الشاعر بقادر
على النظر إلى ما هو بعيد
ناء في بواطن النفس
تحدّق به شمس ساحرة شاحبة.
في هذه الدهاليز بلا عمق،
دهاليز الذكريات،
حيث علَّق الناس المساكين
مثلما يُعلَّق تذكارٌ،
أزياءهم الممزقة العتيقة،
هناك الشاعر يعرف
مهمّته الخالدة
وهي النظر إلى نحل
الأحلام المذهبة.
نحن الشعراء
بأرواحنا المتعلقة بالسماء العميقة
في المعركة القاسية
أو في الحديقة الهادئة،
نصنع الشهد الجديد،
بالآلام القديمة
نحوك الثوب الأبيض النقيّ
في صبر وجَلَد،
وتحت أشعة الشمس
نعدّ السرج الحديدي القويّ.
إنّ الروح لا تحلم
لهي المرآة العدوّة
التي تعرض ملامحنا
في صورة جانبية شنيعة.
إنّنا نحن الشعراء
نحسّ بموجة من دماء
تجري في صدورنا
ولكننا نبتسم
ونعود نعمل من جديد.