محمد الحمامصي: فاز كل من جمعة الماجد والدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي.أعلن عن ذلك عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في بيان صحفي، وقال أن مجلس أمناء المؤسسة قرر في جلسته المنعقدة تاريخ 30/12/2007 منح كلاً من جمعة الماجد والدكتورة سلمى الجيوسي جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة كاملة لكل منهما، تقديراً واعترافاً بدورهما الريادي في خدمة العلم والثقافة ونشرهما في الوطن العربي والعالم.
وقال عبد الحميد أحمد أن المجلس وبعد عدة مداولات واجتماعات لاختيار الفائزين في هذه الدورة وبعد استعراض لأعمال وإنجازات 140 مرشحاً أجمع على أحقية الفائزين بالجائزة في هذه الدورة، فجمعة الماجد ساهم ولا يزال يساهم في خدمة العلم ونشر الثقافة من خلال تأسيس المدارس الأهلية والكليات التعليمية في عدد من الإمارات التي يتلقى فيها أكثر من 10 آلاف طالب العلوم الأساسية والجامعية بالمجان، إسهاماً منه في تمكين المحتاجين من الحصول على حقهم في التعليم، إضافة إلى إنشاءه مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة الذي يقوم بجمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالتراث والتاريخ العربي والإسلامي وصيانتها وترميمها وحفظها من التلف والضياع ووضعها من ثم بين أيدي الباحثين والمهتمين، هذا علاوة على دوره المؤسس للعديد من المنشآت والمؤسسات المهتمة والمساندة للتعليم والثقافة في الوطن العربي كجمعية بيت الخير في دبي ومؤسسة الفكر العربي في بيروت وغيرهما.
أما الدكتورة سلمى الجيوسي، فعلاوة على دورها الشعري والنقدي في الوطن العربي، فإن ريادتها غير مسبوقة في التصدي منفردة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية في الغرب، وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة سواء من خلال نقل وترجمة الأعمال العربية الفكرية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية أو من خلال مشروعاتها البحثية والدراسية كمشروع quot;بروتاquot; و quot;رابطة الشرق والغربquot; وإسهاماتها في نشر الموسوعات والبحوث المتعلقة بالحضارتين العربية والإسلامية وبالأدب العربي المعاصر.
وقال عبد الحميد أحمد أن الفائزين في هذه الدورة ينظر إليهما بوصفهما رواداً خدما ولا يزالان يخدمان الثقافة العربية بما يقدمان من إسهامات فردية تعلو إلى مصاف المؤسسات كما أن أعمالهما الريادية هذه كل في مجاله، جديرة بالتقدير والاعتزاز، وتفتح الباب للحذو حذوهما خدمة لثقافتنا العربية والإسلامية.
ويذكر أن الأمانة العامة للجائزة كانت قد أعلنت الشهر الماضي أسماء الفائزين بالجائزة في حقولها الأساسية وهم محمد بنيس في حقل الشعر، إلياس خوري ويوسف الشاروني في حقل القصة والرواية والمسرحية، و د. عبد الفتاح كيليطو في حقل الدراسات الأدبية والنقد، ود. هشام جعيط في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية. هذا وسوف تقيم المؤسسة حفلاً ختامياً لتكريم الفائزين، وذلك في شهر مارس المقبل.
الشاعرة سلمى الخضراء الجيوسي تتنوع نشاطاتها بين الشعر والدراسة الأدبية والتاريخية, وبين الترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعمل الأكاديمي، وقد ولدت في الضفة الشرقية من الأردن (في مدينة السلط) من أب فلسطيني وأم لبنانية وأمضت طفولتها وشبابها المبكّر في عكا والقدس، درست الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن. وسافرت إلى بلدان العالم المختلفة وعاشت في مدن عديدة في العالم العربي وأوربا وأمريكا متنقلة بين العواصم كزوجة لدبلوماسي أردني ثم عملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية قبل أن تترك التعليم الجامعي لتؤسس بروتا (مشروع ترجمة الآداب العربية) بعد أن هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب والثقافة العربيان في العالم.
تعمل الجيوسي مديرة لمؤسسة بروتا التي أنشأتها عام 1980 ؛ لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.وما زالت تنتقل بالإقامة بين لندن وأمريكا وتتابع مشروعاتها الثقافية عبر (بروتا) وعبر محاضراتها في عدد من المحافل والهيئات الثقافية العربية والعالمية.
مؤلفاتها: نشرت شعرها وكتاباتها النقدية (بالعربية والإنجليزية) في عدد من المجلات والدوريات وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى quot;العودة من النبع الحالمquot; عام 1960. وترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها كتاب لويز بوغان quot;إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرنquot; (1960) وكتاب رالف بارتون باري quot;إنسانية الإنسانquot; (1961)، وكتاب آرشيبالد ماكليش quot;الشعر والتجربةquot; (1962)، والجزأين الأولين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل quot;جوستينquot; وquot;بالتازارquot;. نشرت دار بريل (ليدن) كتابها quot;الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديثquot; في جزأين عام 1977، ولقد تُرجم الكتاب حديثاً إلى العربية. حررت سلمى الخضراء أكثر من ثلاثين عملاً من أعمال بروتا، ومن بين هذه الأعمال خمس موسوعات ضخمة للأدب العربي وهي: quot;الشعر العربي الحديثquot; (93 شاعراً) (منشورات دار جامعة كولومبيا، نيويورك 1987) - أدب الجزيرة العربيةquot; (95 شاعراً وقاصاً) (الذي نشرته كيغان بول عام 1988 ثم جامعة تكساس 1990و 1994) - الأدب الفلسطيني الحديثquot; (103 شاعراً وكاتباً) (منشورات جامعة كولومبيا، نيويورك 1992، 1993،1994) - المسرح العربي الحديثquot; (12 مسرحية كبيرة) (بالاشتراك مع روجر آلن، دار جامعة إنديانا 1995) - القصة العربية الحديثةquot;(104 قاصاً).وإلى جانب الموسوعات الأدبية فقد حررت كتاب quot;تراث إسبانيا المسلمةquot; وهو مجموعة كبيرة من ثمان وأربعين دراسة متخصصة عن جميع مناحي الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه إثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وقد صدر عن دار بريل ي هولندة عام 1992 في الذكرى المئوية الخامسة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، ثم أعيد طبعه عدة طبعات آخرها طبعة ورقية (1994). بعد ذلك أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة quot;سيف بن ذي يزنquot; التي ترجمتها وأعدّتها لينة الجيوسي وتصدر عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في برلين في صيف 1995. وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر - الجزء الأول: الشعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997. ولها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة.وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.
وأما جمعة الماجد فهو إحدي الشخصيات العربية البارزة المهتمة بالثقافة والتراث العربي، وقد ولد في دبي سنة 0391، وتلقى علومه في الكتاتيب، علمه والده الغوص وصيد اللؤلؤ، لكنه اتجه إلى التجارة والأعمال الحرة، أنشأ مجموعة من الشركات بجهده الخاص، وشارك في تأسيس عدد من البنوك الوطنية.آمن بأن المعرفة أمضى سلاح لتطوير البلاد، وتحقيق التنمية الشاملة، وأن العلم حق للجميع.أنشأ المدارس الأهلية الخيرية، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية عام 7891، والدراسة فيها مجانية بالكامل. كرمته معظم الدول العربية، ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير. أنشأ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وكرسه لخدمة العلم والعلماء، ورعاية التراثين العربي والإسلامي. ويعد مؤسسة ثقافية خيرية ضمن منظومة خيرية شاملة تتضمن مدارس للتعليم العام تضم في جنباتها أكثر من 9000 طالب وطالبة، بالإضافة إلى كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية التي تضم أكثر من (4000) طالب وطالبة. وتعود بداية المركز مع ميلاد فكرته لدى مؤسسه معالي السيد جمعة الماجد عام 1988م؛ إذ بدأ العمل في اقتناء الأوعية الثقافية بمختلف أشكالها، ومن ثم حفظها وفهرستها وتصنيفها، وأخذ منذ ذلك الحين يكمل استعداداته؛ إذ تم تعيين متخصصين، ووضع هيكله التنظيمي، ونظامه الأساسي، ولائحة نظامه الداخلي. وجاء ذلك بعد أن لمس حاجة الطلاب والباحثين إلى الكتب والمراجع وأكثرهم من الفقراء والعلماء، وأنهم يضطرون أحياناً إلى السفر وإنفاق المال للحصول على بغيتهم من الكتب أو صور المخطوطات التي يصعب الحصول عليها من العالم العربي والعالم الإسلامي؛ لذلك أنشأ مكتبة للعلوم الإسلامية والعلوم العربية والعلوم الإنسانية.
التعليقات