رداً على إعادة الصحف الدنماركية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد

تجميد مشروع انطولوجيا الشعر الدنماركي باللغة العربية

مرفت ابو جامع: قررت quot;مؤسسة شمس للنشر والإعلامquot; تجميد مشروع quot;انطولوجيا الشعر الدنماركي باللغة العربيةquot;، والذي صدر الجزء الأول منه الشهر الماضي بدعم من المعهد الدنماركي المصري للحوار واتحاد الكتّاب الدنماركيين، وبالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب.وذلك رداً على تحدي الصحف الدنماركية لمشاعر العالم الإسلامي بإعادة نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ وبدأت المؤسسة بالفعل في وقف توزيع الكتاب وسحب النسخ المطروحة في المكتبات ومنافذ البيع.

وقال quot;إسلام شمس الدينquot; مدير عام المؤسسة: quot; إننا عندما قررنا قبول التعاون في إصدار هذه الانطولوجيا؛ بالرغم من تحفظات الشارع الإسلامي على أي تعاون مع أطراف دنماركية؛ كنا نهدف إلى إيجاد مساحة من التقارب والتعارف بين الثقافتين؛ العربية الإسلامية من ناحية، والدنماركية من ناحية أخرى، في إطار تعميق الحوار الفاعل المؤدي للحد من المسافات التي تعزل كل طرف عن الآخر، وإغلاقاً لكل ثغرة قد ينفد منها المتشددون والمتطرفون مستغلين جهل كل طرف بثقافة الآخر ومعتقداته، ومنعاً لتكرار أي مواقف استفزازية تصدر عن جهل أو سوء فهم.)

وأضاف؛ في بيان صدر عن المؤسسة، وصلنا نسخة عنه quot;لقد كان قبول المشروع مخاطرة منا، وتحملنا العديد من الضغوط والانتقادات في سبيل تحقيق أهداف ثقافية وإنسانية كان من الممكن أن تؤدي إلى رأب الصدع بين الطرفين، لكن إصرار الصحف الدنماركية على تحدي العالم الإسلامي واستفزاز مشاعر المسلمين بالإساءة إلى مقدساتهم، والموقف السلبي للمثقفين الدنماركيين إزاء تكرار مثل هذه الانتهاكات، دفعنا لمراجعة حساباتنا، والالتزام التام بموقف الشارع الإسلامي الرافض لأي تعاون من أي نوع مع أي أطراف دنماركية؛ إلى أن تقدم هذه الأطراف مبادرات حسن نوايا قائمة على الاحترام الكامل للهوية والثقافة والمعتقدات والمقدسات الإسلامية.)

وكان وفد دنماركي رفيع المستوى برئاسة quot;جريته غوستبولquot; أمين عام المجلس الثقافي للتعاون بين الشعوب، وزيرة الثقافة السابقة، ويضم عشرة من الشعراء والفنانين والمترجمين والمختصين، قد قام بزيارة القاهرة الشهر الماضي لحضور احتفاليات إصدار الانطولوجيا، وإقامة عدة نشاطات ثقافية مشتركة وذلك بالتعاون مع الجهات المصرية ذات العلاقة، كما شارك الوفد في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكذلك في الأنشطة ذات الصلة بإصدار الانطولوجيا في دار الأوبرا المصرية والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة.

وقال إسلام شمس الدين : (حرصنا أثناء زيارة الوفد الدنماركي على أن نبرز لهم الوجه الحضاري للثقافة العربية والإسلامية، وأن نوضح لهم الصورة الحقيقية للمثقف والفرد العربي، مؤكدين على رغبتنا في التعاون الفاعل وفق أسس الاحترام المتبادل. وهو ما لمسوه بأنفسهم في جميع الفعاليات التي أقيمت لهم في معرض الكتاب ودار الأوبرا المصرية والمجلس الأعلى للثقافة، وغيرها.)

وينص الاتفاق بين الأطراف الداعمة وبين مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ على إصدار سلسلة أجزاء من الانطولوجيا تغطي تاريخ الشعر الدنماركي بمختلف مراحله منذ العام 1848م، وحتى تاريخ صدور آخر جزء منها. على أن يتم طرح خمس آلاف نسخة من الجزء الأول في المكتبات العربية كطبعة أولى. إلا أن ما أقدمت عليه الصحف الدنماركية هذا الأسبوع من تكرار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، دفع المؤسسة لتجميد المشروع.


في الاطار ذاته؛ أعلن quot;إسلام شمس الدينquot; انسحابه من الهيئة الاستشارية للانطولوجيا، والتي تضم في عضويتها عدداً من المثقفين الدنماركيين والعرب، من بينهم quot;جريته غوستبولquot; أمين عام المجلس الثقافي الدنماركي للتعاون بين الشعوب، وزيرة الثقافة السابقة، وquot;مفيد الجزائريquot; وزير الثقافة العراقي السابق، وquot;كنوذ فلبيquot; رئيس اتحاد الكتّاب الدنماركيين، وquot;نينه مالينوسكيquot; نقيب فناني الدراما بالدنمارك، والشاعر المصري quot;أحمد الشهاويquot;، والناقد والروائي العراقي quot;خضير ميريquot;.
وقال إسلام شمس الدين إن أي تعاون ثقافي مع أطراف دنماركية لن يكون ذا قيمة طالما لا يقوم على احترام هوية الآخر ومعتقداته، وطالما لا ينتج عنه موقف واضح تجاه المساس بالمقدسات والمعتقدات، مؤكداً أن حرية الرأي بمفهومها الصحيح؛ لا يمكن أن تكون مبرراً يجيز الإساءة إلى الآخر، وأن الإصرار على الممارسة الخاطئة لهذه الحرية سيظل عائقاً أمام أي تعاون ثقافي أو إنساني في المستقبل.