في مبادرة للاحتفاء بالفنانين
مروة كريدية من دبي: في عصر تحولت فيه المدن الى مجرد ابنية شاهقة في ظل سيطرة الاستهلاكي المحموم وتحول الافراد الى آلات للعمل في طاحونة العولمة الاقتصادية، وفي مبادرة يصفها رواد العمل الثقافي بالمميزة بهدف إضفاء بُعد انساني ولمسة فنيةعلى قطاع العقار في دبي، و افساحًا لمجال العمل الفني الابداعي لاستقطاب الفنانين من رسامين ونحاتين، تم امس الاعلان عن اطلاق متحف الشرق الأوسط للفن الحديث في قرية الثقافة في دبي.
و بهذه المناسبة أشار رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون ماجد بن محمد آل مكتوم لوكالة الانباء الرسمية إلى أن المتحف سيسهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية بجعل دولة الامارات مركزا للتفاهم بين الثقافات المتعددة وسيكون بمثابة احتفاء بالفن والفنانين في المنطقة بجانب أنه سيبرز الأهمية التي يتمتع بها خور دبي كواجهة ثقافية واسهامه في تكريس مكانة دبي كمدينة عربية للثقافة والفنون ذات طابع عالمي.
وقد رحب المراقبون بهذه الخطوة واصفينها بأنها جديرة بالاهتمام والتقدير آملين أن تكون فعلا ذات مضمون انساني ابداعي مميز وبؤرة حاضنة للفنانين وليست مجرد عمل دعائيّ يهدف الى احداث بروباغندا ثقافية.
وتمنى أحد الفنانين التشكيليين العرب المقيمين في دبي ان تتاح الفرصة الفعلية للفنانين بعرض نتاجهم، وان يتاح لهم من خلال قرية الثقافة المشاركة في المعارض وان يؤخذفي الاعتبار اسعار الايجارات التي تفرضها المؤسسات الثقافية على الفنانين، بحيث تكون مقبولة يتمكن الفرد من تحمّل أعبائها، في وقت بلغت فيه رسوم الايجارات في دبي ارقامًا فلكية الامر الذي دفع بالفنانين الى اختيار بلدان بديلة ومنها الدول الاوروبية لاقامة معارضهم.
وتعد الفنون الحديثة هي الانتاج الفني منذ آواخر القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن العشرين، حيث تطورت العديد من النظريات الحديثة للفن وبرز الى الواجهة الفن الانطباعي والفنون التجريدية ساهم فيها انتشار السوريالية في الاعمال الفنية ومن رواد هذه الحقبة بيكاسو وماتيس وماكس ارنست وغيرهم.
يذكر أن مشروع قرية الثقافة قد بلغت تكلفته الاستثمارية 50 مليار درهم وتبلغ مساحته حوالى 40 مليون قدم مربع من أراضي منطقة الجداف التاريخية،ومن المخطط له انه سيضم مسرحا للعروض الحية والمهرجانات الثقافة العالمية واستوديوهات للرسامين وصالات،علاوة على متحف الشرق الأوسط للفن الحديث المزمع انشاؤه، كما سيشمل المشروع كافة المرافق الحيوية الداعمة له من عمارات سكنية وتجارية وفنادق، وبما أن منطقة الجداف حيث المشروع يقع على quot;الخورquot; وكانت مخصصة تاريخيا لبناء واصلاح السفن فإن قرية المعرفة ستشتمل على حوض لبناء السفن التقليدية كجزء مهم من تراث البلد البحري.
أما المتحف المذكور فهو من تصميم وضعته شركة يو إن استوديو الهولندية، ويعد فان بن بريكل المؤسس الشريك والمهندس المعماري الرئيس فيها ومصمم من ذوي الخبرة في المتاحف وكذلك في مجموعة متنوعة من المباني العامة .ومن الأعمال السابقة له متحف مرسيدس بنز في شتوتغارت ومتحف وادز ورث أثنيوم في هارتفورد الولايات المتحدة الاميركية وكذلك تجديد وتوسعة الـ quot; ريجكس ميوزمquot; في هولندا.
وتبرز في تصميم المتحف محاولة للجمع بين عناصر البحر وتقاليد دبي البحرية اما الجهة المنفذة للمشروع فهي دبي للعقارات العضو في دبي القابضة. حيث تم تكليف الهيئة بالعمل بشكل وثيق مع كافة الجهات المعنية بما في ذلك شركات التطوير العقاري مثل مجموعة دبي للعقارات ومؤسسات الثقافة والفنون والدوائر الحكومية لضمان تنفيذ كافة المشاريع الثقافية.