ناظم عودة
أيتها المراكبُ
يا منائرَ البحرِ المشتعلةَ
بالتهجداتِ البليدةِ
المشتبكةَ مع الموجِ القديمِ
ها هوَ
خريفُ الأشرعةِ يخذلُكِ
وها أنتِ في قبضةِ الماءِ
السطوحُ التي حَملَتْ
تمكرُ
السطوحُ والأعماقُ
تمكرُ
ها هو البحّارُ
تهذّبُهُ الرياحُ
تهذّبُهُ
بوصلةٌ عاطلةٌ
لم يبقَ سوى وَشْلِ أغنيةٍ
تغزو المرافئَ البعيدةَ
البحرُ
أيتها المراكبُ
أوسعُ من حكمتِكِ
يتدفقُ الأزرقُ
يثقبُ جوفَكِ
ينسربُ السمكُ واللؤلؤُ
ويتمزقُ بياضُ الأشرعةِ
وتنحسرُ الأناشيدُ
تنحسرُ الكفُّ الشريدةُ في الحلمِ
لا محارَ
لا مرجانَ
ها هي المراكبُ تصلُ
هدأتِ الرياحُ
هدأَتِ الكفُّ الشريدةُ في الحلمِ
لم تتبقَّ سوى
نظرةٍ
متروكةٍ
في عراءِ الأناشيدِ
[email protected]