مُهداةٌ إلى صديقِنا الفقيدِ كامل شياع الرّجلِ العظيمِ الذي نَذَرَ نَفسَهُ لأجلِ الثّقافَةِ العراقِيّةِ، وقدْ اغتيلَ في بغدادَ في نهارِ يومِ 25 آبَ 2008.

إيزابيل لآني

خُذْ جُذورَ الأزهارِ الزّرقاءِ التي خلّفتُها في داري
وأصْفُرْ لي مِلءَ قَبرِكَ لَحناً عِراقيّاً

اهْمِسْ فِيَّ عُشبَ كَلِماتٍ، رَجْفاتٍ وألواناً.

أيُّ خبرٍ في يومياتي؟
دُموعُ عازفي النايِ في بغدادَ
رَسموا آثاراً.. جدولاً فوقَ الإسْمَنتِ شَهادَةً لِمَقتَلِكَ
وَمِنْ عِندِ بائِعي كُتُبِ شارِعِ الرّشيدِ حتى ضِفافِ نَهرِ السّينِ
كُلُّ الأشياءِ تَنبِضُ بذكراكَ،
لعُيونِ صَبِيِّ الأهوارِ
ذاكَ الذي كانَ يَعبثُ مُتأرجحاً بِضفائِرِ أمِّهِ
في واحَةِ الشّمسِ.

نَبْراتُ صَوتِكَ الهادِئَةُ كانتْ إذنْ قارّةً
تضطرِبُ في دوائِرِها

قَتَلَتُكَ أجّجوا جَمْرَ الرِّجالِ المُنصِفينَ
وَسيَبقونَ يُطارِدونَهُمْ..

لأجلِ أفكارِكَ التي صارَتْ تَوْليفَةً لِحُرِّيتِنا
مِن باريسَ، أنَحَني لِفقدانِكَ، والشّرَفُ يرفعُ قُبّعتَهُ إكراماً لِمَجدِكْ.

باريس
إيزابيل لآني/ شاعرة فرنسية