إلى ضحايا التفجيرات في العراق
أمامَ الرقابُ الطافيةُ حد السحابِ
سماءٌ تتهاوى
ورجالٌ يتراكضونَ
أفقٌ يهبطُ
ثمةَ ضحيةٌ تنحني لتكتبَ وصيتَها!
في تلكَ الليلةِ
كنتُ تائهاً في زحمةِ ظلالِ مشيعي المصائرِ
وبغدادُ تتعرى من جراحٍ لترتديَ جراحاً أكثر عمقاً
أراها مصلوبةٌ كالمسيحِ
لا وجودَ للغسقِ في فراغِ السماءِ
ولا يصلُ سمعيَ غير ضرباتِ معاولَ البعثيينَ وهي توسعُ حفرةٌ لجثمانِ النهارِ.
هل سيقرضُ الناظرون إلى الأفقِ؟
من اليدِ إلى اليدِ
نهربُ الفجرَ في صرةِ اليقينِ
وحدهُ السكونُ يتحرشُ بظلِ شجرةِ نبقِ طفولتي
وبساتينَ نخيلِ العراقِ يُحشرنَ في دفاتري
حتى ضحكاتكِ
وأنتِ تعدلينَ من أردان أياميَ الوسخةِ
المتلاشيةِ مع السحابِ المهاجرِ.
ربما سأخطئُ الخطوةِ
ففُجريَ يُنبِأُ بالتشاجُرِ مع روحهِ.
لا وجودَ لفارقٍ بينَ العقلِ والقلبِ
وبينَ الغربةِ والمعتقلاتِ
وبين حبكِ يا بغدادَ أو من دونهِ؟
كيف إدخالُ العاصفةِ في الجيبِ
وقلبيَ مكتظٌ بحنقِ الضحيةِ؟
لماذا المحبةُ تهربُ؟
وفصولُ المنافيَ تنمو كالخلايا؟
والسؤالُ هو ذاك السؤالُ
هل للقسوةِ وطنٌ
ومن أيِ ثديٍ رضعَ القاتلُ؟
للمرءِ عبقريةُ أرواءِ حقدهِ كما تقليمُ أظافرهِ
كما تعبثُ العتمةُ بالضوء عندما تكفهرُ السماء.
وهناك... في بلادي...
لا يزالُ التحضيرُ لذبحِ الإنسانُ خلف جدرانِ الجوامعِ
المشاجبُ أفرغتْ والعقولْ
فيما صدى الحروبِ وتفجيرِ الأبرياءِ يسمعُ في البعيدِ
كأنما من ولدَ من رحمِ المعتقداتِ العربيةِ
لا يشغلُهُ سوى تدميرُ أدميتهِ...