Ulrike Draesner
عن الألمانيّة: عبدالرحمن عفيف
مجيئك كان في أقسام،
ما لبثت أن تضافرت، ذهاب،
لأنّ المجيء، مجيئك، كان
يملك فحسب قسما واحدا
من نفسه، قسما واحدا من معناه،
هذا الذهاب، من البداية،
في أقسام، لكن ما كان يمكن معرفته،
ليس على الفور، ليس لي،
لكنّه جاء، حين أتيتَ أنت، فقط جزءا
من نفسك، لأنّه كان منذ البداية
قسما من معنى مجيئك، هذا يعني،
أنّ المجيء المقسّم أقساما كان
قسما من معنى كونك جئت ثمّ مضيتَ،
لأنّ معنى مجيئك منذ البداية
لم يكن مقسّما، حيث كان يعني
هذا، ذهابك، في أقسام.
- 1995-
***
مكالمة بعيدة
في التلفون أين أين أنت
ما الذي كان سيحدث
إذا أين إذا أنت أين
كنت بقيت حيث
أنت لو اخترع الأمر
( أمام فضاء الكلام
أمام الطّبيعة حيث
تنزلق إلى الأرض)
لو أنّنا وجد أحدنا الآخر
لو أنّنا ربّما لقينا أنفسنا
هناك مسبقا
نحن حيث رسالة مطويّة
على بعضها البعض رسالة
منزلقة إلى الأرض
أنا على عتبتك
ذات صباح حيث
نحن ما الذي كان سيجري
لو أنّك آنذاك فتحتَ الباب
لو أنّك وجدت نفسك قبل الانزلاق
إلى الأرض وإيّاي
قبل فضاء الكلام
لو أنّك التقطتني
ككلّ اللّوحات فقط لبرهة
لو ذبنا لو أنّك
كنتَ هنا لو لآنّه
أنت أين نحن لو مطلقا
بعد غمغمات الانزلاق
والنَّفَسِ حيث نحن
لو أنّنا كنّا
نحن.

-1995-

***

أحدهم أعطاني النّار
لم أردها قطّ
ماذا عساني أفعل بها
( في منتصف اللّيل
وأنا ركضت هنا وهناك
في السيارات كان يجلس ناس
يضرب نفسهم زجاج النوافذ
السيّارات كانت تقف على جانب الشّارع
وأنا ركضت لأطفئ النار
حتّى وجدت زرّ ضوء أسود
في أحد الفنادق بالقرب من محطّة القطار
مصباح كان يهتزّ حول ذراعه
طائر صفّر (ليل) والنّار طقطقت
في الوراء( أم في القريب)
في محطّة المحوّل ألستُ كنتُ
قد أطفأتها على وقع تست تستتت تسسست
خشخش دماغي اللمبي
حوض مطّورين هذا الشيء الغبيّ
والطّائر زعق تستتست تست تستستست في اللّيل
حيث أحيانا شوت النار لنفسها
طيورا صغيرة والرّائحة فاحت
في كلّ الجهات قال الآخرون
إنّ هذا الرّبيع
النّار لعبت البرق
وكانت شجرة
وأضحى فتاتا( دماغي) و
فندق بزرّ ضوء أسود
حين كبسته أطلق صوت بشت وتشت و
ثمّ تست تسسست تسسست أكثر ضياءا
قفز من الدماغ إلى البطن
شوى الطّائر الصّغير
الآن شممت أيضا
إنّه ( حقّا) الرّبيع.
- 2000-
***
أنسجة ملتحمة
( قصيدة زوجيّة)
الدبيب هذا في السّاق الاشتياق هذا
لا يبذر ولا يحصد فقط يطيع
ينتمي إلى نفسه يشهد بالكامل
كمحلّف كمطلق كحالة
القواعد على الركبة. هناك
نستلقي أحيانا لكن فقط
الفتيان السريعون الذين يغلون في عصيرهم
يعرفون كيف يرسمون
هيئة بداية الحقيقةِ: ابتسام، غير مترقّب.
إنّني تماما بغير همّ هنا على الركبة
التي تتكلّم ليلا مع حشية السرير و
تقول هذا هو صديقي
عظمي ترسي هو أنت. لا يقلّب
الانسان نفسه، يمرّ الانسان.
يلمس الانسان وهناك الطّرف
دافىء مثل محطّة قطار
من البناطيل والتنّورات وطوال ليال
حُمل. هناك يغمغم شيء ما
مثل حبّ أحيانا quot; لأجل هذاquot; هو
quot; في الأمامquot;، يحسب هكذا. في الوراء
حيث يرحل القطار ينشر مستقبل الآخرين
طيّاته ndash; لكنّنا هنا معا
على الرّكب في الحلم هنا لا يثيرنا
( أيّ شيء). سنونوتان لم تصنعا
صيفا؟ ها، بصفاء يرفع سقف
محطّة القطار نفسه.
-2005-
***
اطعام
في القريب
الشوك المعروف
والأسل الأحمر لحديقة الكنيسة
لقبّعة الشّمس اليقظة نحن
في دير معا لمدّة 13 سنة
لطف يوم الأحد بعد عرس
زوج آخر، الآن ضوء صغير
أصبح تقريبا ضوءا، أصبح منح حبّ
دفعت عربة بقناني فارغة على
طول الشّارع
في الجدار
أذن فأر صغيرة، فأر بشرة المطر
الذكور
يسكنون في الأشجار
يخرم المرء قطعة
من جناح اليد الصغيرة للغاية
المتحفّزة المشدودة
النابضة بالدم
ثمّ يضع فيها خاتما- جينيّا
رياضيّا جملة
تلو جملة-
تحوم
حين نريد أن ننام
ستّة منها في الغرفة كم كانت
سريعة
تعبت
ربّما تمّ اصطيادها
لعبنا
الصّدى مع البطانيات وصحنا
بقينا في الظلام
متّربصين بهم طويلا
يقظين
في فضائهم المصاح
في صورة أصواتهم
بكاء الجدار الرّقيق
- 2008-
***

صدر البطّات، أحمر،
على طول الشّارع
كما التفّ مترو الشّوارع بصريره
في المنعطف الأصغر تبعته
ناظرة المحطّة خلال رطانة الميكروفون
ووضعته ضاحكة وكم ستكشح
بطريقة جهنّميّة- حين
الفظّ في الزاوية
كان يطلب من الكلبة ذات الشّعر الصوفيّ
أن تلعب ويدفعها ببلادة وسهو مرّة تلو مرّة بعجزه
مشى برقّة إلى جانبها
على الأقدام كلّها تقاطعيّا- أمّا هي
فقد تثاءبت اللسان هكذا
أزرق
الأطفال كانوا يلعبون
الغميضة الأخيرة لهذا اليوم
كيف صفّر القطار في هذه اللّحظة
منحدرا الشّارع باستقامة تامّة
كيف ضرب انعكاس
نوافذه في الأسفلت
بالأجنحة
***
لونا ماتوتينا
تحت غبار طلع نحيف،
تحت مظّلات الغبار، الطبيعة المنثورة بالطلع،
الدّمغ، الترنّح البشريّ، في نداء
كلوروفيلات البلعوم في حالة الجذب
في البؤبؤ حافّة القرنفل المنثور العوجاء:
على أحجار عمليّة البوتن الحاسوبيّ في النّوم، على الأحجار في
النّوم، في البوتن البعيد في الغابة:
في زعيق الشامبانزي،
حادّا، واضحا، اسلاك الدّماغ، يقفز
مهموسا من حجر إلى حجر:
فوديلي، فوديلي
حيث يقع الهوى، حيث يقع الهوى
في كلّ العيون، الحيوانيّة،
اشراق وغروب القمر،
من البارحة إلى اليوم، من البارحة إليك
فوديلي... فو دي لي..

فوديلي هو اختصار جملة- حيث يقع الهوى - بالألمانيّة
***
تشكيلة ثقب الجمجمة
الشتاء الأكثر شدّة
الآن مضى
وهل
لسوف مرّة أخرى معا نشهد
طيران الإوزّ على شكل زاوية حادّة
في السّماء الرماديّة المائلة للفضيّ
الشّتاء الأكثر قسوة
أسيأتي بعد أم إلى أين
(والمدينة تحت عينها
مثل بيضة؟)
في شكل متحوّل على الدوام
نامٍ تقول
( الشّتاء كان قاسيا)
نصف كأس خزامى
هكذا الإوزّ الآن هناك
على شكلndash; v- و ndash;z- و ndash; w-
الألفباء الأخيرة
( ألسوف نلتقي
مرّة ثانية)
تسقط القطرات من كأس الخزامى
تسقط في ثقب الجمجمة( حيث
نحن مكوّنون من صور)
شعاع
يتبدّل
يثب على الأرض بعيدا
كلب أسود صغير تماما
خلال الثلج على سيقان ثلاث
يقفز مثل كنغر مثل
قلق بحر وهيئات السّماء
الأقدام يسارا حمراء بالكامل
في الجورب نصف كأس خزامى
في الحقّ الشتاء الأقسى
إنّه- تقول ألفباء أخيرة
تعنينا تلغمنا
لأنّه الآن غير متصوّر
أخضر الحقول الثّوب
الخفيف المطر أزهار
الكستناء تزهر في شهر أيّار هنا- لأنّنا
تقول نكبر سنّا
عمياء الطّيور لكنّها باقة
من أزهار الخزامى الليلك كؤوسك
ولانزال نشرب ونشرب
كقطيع أيضا عندئذ يميل
بنفسه جسد طويل أخيرا
برفقتنا
حول منعطف شرذمتنا
التواء لم ير
لكلب أسود يظلع( ثقوب جماجم
حيث نحن صور) وشيء حبيب
يبدّل الأرض من السّماء
بعيدا
***

حبيبتي جبال الألب
جبال الألب حبيبتي، ها هي إذن
الأودية، ها إنّها تنحدر، بحيرات
تتكوّن، وما الذي يصدر من الغيوم،
ربّما نحن؟
آخرون أيضا يتسابقون إلى هناك، الأفق
يقع على الجناح، حينما ندور
في النّور، ذبابة، على لحم بارق
هكذا تشعّ السّفوح، الذرى و
المهاوي، متجانبة بندرة، عملاقة،
حجريّة، كابل للأنا
( التي من البحر؟) تثنّي نفسها، لهفة
مدمنة، ومذّاك تمكث في نويات خلايانا
مثل سونيك هيجهوغ؟ آخ، نحن فوق ذلك،
ندلف ماضين. كلّ 100 عام
ينهار أحدهم في الأذن الحجريّة،
كلّ جزء بليوني من الثّانية تريد
الخليّة المضيّ إلى نواتها.
لكنّ النواة تصمت
النواة تجزّ قطعة
تيلومر بعيدا، هكذا
نكبر عمرا، هكذا يجزّىء
نفسها مع حبيبتي جبال الألب، ها
هي قد
غابت في الأسفل عند البحر تتلامع
المادونات مزبدة ب- pvc ndash;
أغصانها المطاطيّة تحوّل بلا تعب
الصنوبريّات إلى نور كهربائيّ

* تيلومر: مفهوم بيولوجيّ
***

قلق
كأنّما من عالم آخر: لا
إنّها بأعين لا شيء. الذّهب العميق
شجرة الكاكاو، الطّائر الشّماليّ. إنّها
بقعٌ- ظلال الأشجار
النور الأشنيّ. نحبّ أن نرى
أعينا، أزرارا، أثاثا. بومة، آسيويّة أوربيّة
متوسّطة، عاديّة. أضف إليها الليمونة
المقصوصة. بالطّبع لها أرواح.

***

عن القواعد
.........
و:
الغوّاصين، المتكلّمين غلطا باللغات الأجنبيّة
( عن المعاني الأربعة للكتابة)

تتدلّى بدلات من أقدامها
من الدرابزون، في المنشّف
تتدلّى رؤوس
كلّما كان قارب نائيا
هكذا أعمق نحو القاع يجب على المرء
لكي يسمعه
بلجاجة الاسوداد
على القناع أمام الوجه
أن يغرق، أن يفهم
***
عصر الحوريّات
محاولة إعادة بثّ الحياة في الجماد عند
الفم الفاغر ضغط صدر فنّيّ فن
الكلام( عمليّة تأمّل)
نشر الحياة، أهمس،
تصرّف واحد أكثر،
تصرّف ريقيّ على خلايا الفم
أقترح، يحتاج سحبا داخليّا عن طريق
التكثيف ويضغط ثانية
أضلاعي على بعضها البعض، في سواحل أخرى
يطفو في كلّ الأحوال منذ سنين
فنّ ابتزاز متميّز، يقول هو، غنائم
حروب مشتهاة، بينما بشدّة
ويحني نفسه، فوقي.

***
أولريكه دريسنر كبرت كإبنة لمهندس معماريّ في مدينة ميونيخ الألمانيّة. بعد انهاء شهادة البكالوريا درست بمنحة من مؤسسة مكسيميليانيوم علوم الحقوق، علوم اللغة الإنكليزيّة، اللغةالألمانيّة والفلسفة في جامعات ميونيخ، سالامانجا واوكسفورد. منذ 1989 حتّى 1993 كانت مساعدة علميّة لدى مؤسسة ميونيخ للفيلولوجيا الألمانيّة. 1992 حصلت على إجازة الدكتورا على اطروحتها عن موضوع يخص الثقافة واللغة في القرون الوسطى. 1993 تخلّت عن مسيرتها العلميّة لصالح عملها ككاتبة. منذ 1994 تعيش كاتبة حرّة في برلين. 2008 عملت كبروفيسورة شعرٍ في جامعة مدينة بامبيرغ. في المقام الأوّل تكتب أورليكه دريسنر الشّعر والنثر القصصي. بالإضافة إلى ذلك فإنّها تعمل مع الفنّانين وزملائها الكتّاب في مشاريع ما يطلق عليهquot; تمازج الفنونquot;، حيث فيها تدخل نصوص دريسنر مع التعابير الفنيّة على سبيل المثال النحت، فنّ الأكشن والموسيقى في علائق مثيرة.
حصلت الشّاعرة على العديد من الجوائز على أعمالها، من بينها جائزة هولدرلين التشجيعيّة وجائزة بيوت الأدب.
أورليكه دريسنر منذ 1999 عضوة في مركز ndash; P.E.N.- في ألمانيا.
أعمالها
عناوين فرديّة
-دروب خلال عوالم محكيّة، فرانكفورت آم ماين 1993
-دارات ذاكرة، فرانكفورت آم ماين 1995
-Anis-o-trop، هامبورغ 1997
-أسفار تحت جفون العيون، كلاغينفورت 1999
-خلايا مستأجرة لأجل اللّيل، ميونيخ 2001
-أبو الهول المزرورق، برلين 2002 ( بالاشتراك مع لوتار زيروزِت)
-البائنة، ميونيخ 2002
-Hot Dogs، ميونيخ 2004
-البرق المدبب، ميونيخ 2005
-ألعاب، ميونيخ 2005
-دارات ذاكرة، إعادة صياغة، ميونيخ 2008
-أمكنة ملموسة، ميونيخ 2008
-
للحصول على معلومات إضافيّة:
www.draesner.de
ملاحظات المترجم
هذه القصائد قامت الشّاعرة بنفسها باختيارها لتترجم إلى العربيّة وهي قصائد حبّ، بعضها منشور في دواوينها والبعض الآخر غير منشور. قصيدة quot; أنسجة ملتحمةquot; سبق أن ترجمت إلى العربيّة من قبل فؤاد عوّاد وهو أوّل من ترجم الشّاعرة إلى العربيّة كما أخبرتني هي.
شعرها شعر صعب، مليء بمصطلحات علميّة وتقنيّة، لا تكتمل الجملة في أكثر الأحيان وغالبا ما تتداخل الجمل والمفردات بين بعضها البعض حيث لا يعرف الرأس من القدم. هدم وتغيير للجملة ولترقبات القارىء تقوم الشّاعرة عمدا في ارتكابهما. لا تريد قطّ أن تعطي قصيدة مكتملة، واضحة، صريحة. إنّما تعبث بالقواعد على هواها وتبلغ بي إلى حدود اليأس من ترجمتها أثناء قيامي بذلك. أكتب لها، تذكرتُ قصائد باول تسيلان الأخيرة أثناء ترجمتي لقصائدك. تقول: العديدون أيضا قالوا لي نفس الأمر، إنّني فخورة بذلك. أكتب لها: قصائدك هي قصائد بوست موديرن، تقول: ماذا تقصد بقصائد بوست موديرن؟
لم أجبها على سؤالها بعد!!
عبدالرحمن عفيف
كيل 29 آذار 2009