عبد الجبار العتابي من بغداد : صدرت عن دار الفارابي اللبنانية، رواية جديدة للكاتب الاردني صبحي فحماوي تحمل عنوان (قصة عشق كنعانية) وهي الخامسة في سلسلة كتاباته الروائية،وهذه الرواية كما يقول عنها فحماوي : تعتبر أول رواية تصور عالماً من العشق والخصب الكنعاني الذي يمثله (بعل)، والمحبة الطاهرة التي تمثلها (عناة)، والكراهية التي ينفذها (موت)، والزراعة والصناعة والتجارة آنذاك، عندما كان البحر المتوسط بحيرة كنعانية.
وفي الرواية نتعرف على العشيرة، التي ما تزال سطوتها ماثلة حتى يومنا هذا، وعلى عشتار ndash; البغي المقدسة، ونطارد مع شخصياتها في بلاد كنعان الواصلة من حماة شمالاً، وحتى بلاد الأمازيغ في المغرب العربي، ونسعد بعشقهم ونحضر أعراسهم، وترعبنا صراعاتهم المؤدية إلى موت لا يرحم!.
وفي الرواية نقرأ: (في الليل، كان الأمير دانيال يتقلب مستغرقاً في أحلامه الوردية بالأميرة فرح ابنة ملك أورسالم، وكان طيلة الوقت يركض معها في غابات خضراء، وخيول سابحة في فضاء رحب تركض معهما وتسابقهما، وأحياناً تقترب منهما وتحاصرهما من كل اتجاه، وكان يمسكها من يدها الرقيقة المستسلمة ليده القوية الشابة، ويكاد يطير بها في السماء، ويختفي معها بين الغيوم..، بينما قميص نومها الحريري الشفاف يتماوج مع الريح العاتية، وهي تركض معه ملهوفة أينما اتجه، وأحياناً يجدان نفسيهما يتماهيان معاً في جسد واحد، يلفه قميصها الطويل الهفهاف، وأحياناً تطل عليه من شباك غرفة نومها في العلية، فيتسللان في السراديب، وعندما تشتد العتمة، تضيء عليه بنورها العناتي الطاهر، وتنبلج بدرية ربة الصباح ضاحكة..، جلست الأميرة فرح مقابلة لدانيال على مائدة الإفطار، وراحت تقدم له فطيراً ساخناً، ملتوتاً بزيت زيتون، فتدهنه بالزبدة، وتغمسه بعسل النحل، ثم تطعمه بيديها الرقيقتين، وفي كل لحظة، تضع في فمه حبة لوز جاف مقشر، فيأكل بشهية لم يشعر بها من قبل، رغم اضطراره للانطلاق سريعاً إلى مهمته، كي يحفظ موكبه من قُطّاع الطرق الليليين، إذ أنه بهذا التأخير قد يصل من أورسالم إلى ريحا في الليل البهيم، ولكن أمامه الآن سحر وجاذبية، تضطره إلى التباطؤ في تناول طعامه..).