يا أيُّهذا
شاحباً مِنْ كمّ ورْدته
ومشَاءً على قيعان عُزْلته
إذا اخْتَلت الشّقوق بهِ، وردّ عليَّ ليْلاً
ما تَرى حتّى أراكْ؟
ما لا يحدُّ فلا يُقالُ
أرى عيوناً في ظلام البيْتِ تأوي الرّيح من شبقٍ بعيدٍ
سرْوةً لشواهد الغُرباء يشربُها الحنين على الصخور
نجوم أفلاطون في ورق ابن مقلة فتّحتْ أُصصاً من الدّم
سدرةً عمياء تُعطاها الفجاج
جديلةً في موقفٍ للطّير أنّى أبْرق اللّيلُ المراثي
ضفّةً موّارة بالشَوق في صحراء
ضوْءاً شارداً في شطحه حتّى الصباح
أرى هنا
نفسي هناكْ
أيّ الطريق بلوْت.. أين مررتَ بي ونسيْتَني؟
صارتْ خُطاي خُطايَ يسحبها معي في الموت
عوَاد الحياة
وصرت أخرجُ في عصا بين الشَواهد أطلب الصَحراء
مشدوداً إلى ليل اللُغات
يخطّ أنفاسي شظايا
في العبور يشدُني صوتي إلى ضدّي
فلا جرحٌ سواي
يكفُّ عنّي المشجب الحجريَّ كي أتلو علي قبري
مزاميري. فقد بعد الصدى بيني وبيني
في الرياح
رياح قلبي
كلما أوحتْ لنا الرُؤيا بزهْرٍ من عَماكْ
من صار منّا الأصل
والثاني الصّدى الأثرُ؟
لمَا تهبّ الريح ينسى من ببابِ شهيّتي
وترى الحفاة بجُرْحهم عثروا
ما أنت مني؟
يحتاج العموديُ الأجلَ من البعيد
ليُزْهر الدّم من على سطح الشُقوق
فكم من المرّات صار البرق عقْداً
والمجرّة زورقاً والنهد محراثاً
وصار اليوم، من غبَشٍ، غَــدا
ممن أخذت، إذن، رؤاك؟
ما من رُؤى لديَ
لديَ شوق الطير لم آخذه من قيل وقال
إنما منّي
شغوفاً بالعبور علي معاناة وتسآل وشكّ وارتباك:
في هبة الصَبوات أنتعل الجوى... وأنتشرُ
هلّا خرجْتَ، فقد خرجْنا في ظلال الماء
فاخرُجْ كي تراك!؟
إلي أين الذهاب بنا وقد آبت إلى دمها الشُموس
وآب عطرُ الطفل مثل رُفاتِها
والأرض آبتْ
والأصابع
والجواشن
والكراكي
والصّوى الزرقاء
أُخرجْ كي يتيه الحرف في أحراشها
شجراً
ويرتجل الثّمارَ مجازُها إن أسبلَتْ
وقال النّرْد للسّاعين هيتَ لها
وقالوا: هاتِها!
...............................................
........................
غامت الأحوال،
واشتعل الجوى شيباً،
وغاض النّبع
حتّى نازعَتّنا الرّيحَ
بين فَسيلتيْن
وصِحْت:
كمْ أنا..
كمْ سِواكْ!
أغادير 2005م
التعليقات