في أواخر الليل

قريبا من صباحات الله

حين يغلق الجيران أبوابهم

والتي لانغلق إلا نادراً

ووقت يتبادل حارسين السجن المجاور

ورديات خفارتهم الليلية

حينها

يمر الخضر من شارعنا الفرعي

فيمنح روحي السكينة والصمت

يبدأ وقتها جارنا بالبسملة

وهو يخطو نحوا دكانه

ليفتح عيون الرزق له

يكون صديقي شاردا

في ضوء غرفتي

الذي ينم عن صحوتي

ويفضحني زجاج نا فذتي

برقص ستائري الرقيقة

لِما نمه الضوء عن عيوني وصحوتي

فيحسد صديقي جدران غرفتي التي تقابلني

و يهمس لفنجان قهوتي:

كن رقيقاً وعذب المذاق

على شفتيها

ويلوم منفضة سكائري

كيف امتصت كل ذاك الغضب

وقتها يفكر صديقي وبعمق

كيف يتسلل إلى أوراقي ليبعثرها

باحثاً عن أخر كلماتي

ويتأمل أي طريقة ما

ليندس ويشكل اسما ما

في الإهداء

ببداية كلماتي


كاتبة سورية مقيمة في باريس