أحمد نجيم -الدار البيضاء: تتوج هيمنة الفرنسيين على مهرجان مراكش الدولي للفيلم بتكريم كبير للسينما الفرنسية، وكان تنظيم المهرجان في بداية دوراته حكرا على الفرنسيين، إذ كانوا يشرفون على أهم فقراته، وهي التنظيم والإدارة الفنية. بعد خمس دورات من انطلاقته، تخلى الملك محمد السادس عن رئاسته الفعلية وأسندت رئاسة مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حديثة النشأة، إلى الأمير مولاي رشيد، أخ العاهل المغربي، كما عين نور الدين الصايل وفيصل لعرايشي نائبا للرئيس وأسندت الكتابة العامة للمؤسسة إلى جليل لعكيلي، لكن الإدارة العامة والإدارة الفنية وأمور أخرى ظلت حكرا على الفرنسيين، فالمديرة العامة هي ميليتا توسكان دوبلانتيي، أرملة المنتج الفرنسي الشهير دانييال توسكان دوبلانتيي، والمسؤول عن إخراج فكرة مهرجان مراكش إلى حيز الوجود، بينما أنيطت الإدارة الفنية إلى فرنسي آخر هو برونو بارد، كما ظلت شركة quot;بيبليك سيستامquot; التي يديرها نفس الشخص تتحكم في تنظيم غالبية أنشطة المهرجان. ظل هامش تحرك المغاربة، في ظل هذا الوضع، ضيقا، ثم طفت الصراعات بين رؤوس المهرجان، فبعض المسؤولين الفرنسيين في المهرجان يقاطع المسؤولين المغاربة ولا يوجه لهم حتى الكلام، كما طفت صراعات بين المغاربة فيما بينهم لتستمر هيمنة الفرنسيين.
يجب التذكير أن بعض المسؤولين المغاربة أنساهم طموحهم الشخصي لإدارة المهرجان، الاهتمام أكثر بالتنظيم، فلجئوا إلى توظيف عدد من الموظفين الذين يولونهم الولاء فتم تغييب الكفاءة. كما مستوى التواصل داخل المغرب، فشلت إدارة المهرجان المغربي في تسويق صورة إيجابية عنه، فعلى سبيل المثال ظل الفرنسيون يحظون بإجراء الحوارات مع كبار الضيوف من مخرجين وممثلين، فيما همش بشكل كبير الصحافيون المغاربة، كما أن إسناد مهمة العلاقة مع الصحافة المغربية إلى وكالة من الدار البيضاء غير متخصصة، خلق تشنجا بين الصحافيين وبين المهرجان، وعوض أن تلجأ إدارة مؤسسة المهرجان إلى التدخل واتخاذ إجراءات لإصلاح هذا المشكل، ظلت متشبثة بهذه الوكالة، مما جعل بعض المتتبعين المغاربة يطرحون أسئلة جول سر علاقة هذه الشركة بمؤسسة المهرجان ولماذا لا تلجأ المؤسسة إلى فتح عروض لمشاركة كل الوكالات واختيار الأصلح منها.
لا تنذر الدورة العاشرة بتغييرات كثيرة سواء على مستوى استمرار هيمنة الفرنسيين على التنظيم أو على مستوى تطوير بعض فقرات المهرجان، فقلب المهرجان أي quot;المسابقة الرسميةquot; للأفلام الطويلة، يعتريه خلل كبير، فغالبية الأفلام المشاركة سبق أن جالت الكرة الأرضية مشاركة في مهرجانات بمختلف القارات، وهذا خطأ يتحمله المدير الفني الذي يشغل في مهرجان quot;كان السينمائيquot; الفرنسي مهمة تسويق الأفلام، خاصة الآسيوية في السوق الأوربية بالإضافة إلى مكلف بالعلاقات مع الصحافة. تداخل الاختصاصات هذا يؤثر على مصداقية هذا المسؤول.
إذا كانت الهيمنة الفرنسية مستمرة في هذه الدورة من خلال التنظيم، وكذلك من خلال تكريم السينما الفرنسية بحضور وفد كبير، فإن الأميركيين أسندت لهم مهمة اختيار الأفلام الفائزة في مسابقتي quot;الأفلام الطويلةquot; وquot;الأفلام القصيرة المخصصة لطلبة معاهد ومدارس السينما بالمغربquot;، فقد أعلن أمس الجمعة 22 تشرين الأول 2010 عن إسناد الممثلة سيغورني ويفر، رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير المخصصة لطلبة معاهد ومدارس السينما بالمغرب، وهو حدث جديد للدورة العاشرة للمهرجان. وأوضحت مؤسسة المهرجان أن هذه المسابقة تهدف إلى quot;خلق فضاء للإبداع السينمائي والادماج المهني للسينمائيين الشبابquot;، وسيحصل الفيلم الفائز بجائزة قيمتها 300 ألف درهما (ما يعادل 30 ألف دولار). وسيشارك سيغورني ويفر في اختيار الفيلم الفائز كل من الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، والمخرج والمثل الفرنسي كزافيي بوفوا، والمخرج المغربي عادل الفاضلي، والمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي، والمملثلة الفرنسية إيمانويل سينيير.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية، قد أعلنت، قبل الصحافة المغربية، أن رئاسة لجنة تحكيم الفيلم الطويل قد أسندت إلى النجم الأميركي الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش، وتتكون من الممثل والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والممثل والمنتج الإيرلندي وغابرييل بيرن، والممثلة ماغي تشونغ من هونغ كونغ، والممثل والمنتج والمخرج المكسيكي كايل كارسيا برنال، والمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي بونوا جاكو، والممثلة الأميركية ذات الأصول اللاتينية إيفا منديس، والممثل الإيطالي ريكاردو سكمارتشيو، والممثلة المصرية يسرا.
وفي علاقة بالمهرجان سيفتتح المهرجان بفيلم quot;هينريس كرايمquot; للمخرج الأميركي مالكون فينفيل، وأوضحت إدارة المهرجان أن الفيلم سيعرف حضور المخرج والممثلين كيانو ريفس وجيمس كان.
في خانة التكريم سيتم الاحتفاء بالممثل المغربي الراحل العربي الدغمي، كما سيتم تكريم الممثلين الأميريكين جيمس كان وهارفي كايتل، وكذا المخرج الياباني كيوشي كورساوا والمخرج المغربي عبد الرحمان التازي، أما بخصوص لقاءات 2010 فتتم هذه السنة مع كل من المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، والمخرجين وكاتبي السيناريو البلجيكيين جان بيير ولوك داردين، والمخرج والسيناريست الكوري الجنوبي لي شانغدونغ.
دورة غنية بنجومها وستكون أكثر غنى لو كان هامش تحرك المغاربة كبيرا تنظيما وإدارة، ربما تحدث قطيعة بعد هذه الدورة ليتم تراجع هيمنة الفرنسيين تدريجيا ويحل محلهم المغاربة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات