عبدالله السمطي من الرياض: أصدرت الكاتبة السعودية سلمى الحقول روايتها الأولى بعنوان:quot; ظل قميص أبيضquot; عن دار طوى بلندن (فبراير 2010).
وفي هذه الرواية تقدم الكاتبة نموذجاً جديداً على المستوى اللغوي السردي الذي يتصف بالبساطة والقرب من ذهنية القارئ العربي دون أن تقاطع حوارات بطلي الرواية العربيين مجازات لغوية يمكن أن تفقد العمل ترابطه خصوصاً ان معظم التجارب الجديدة تراهن على مستوى اللغة البلاغي، وتسرد الحقول في روايتها ما يمكن أن تسميته بـ quot;قصة حبquot; أقرب ما تكون فضاءاتها إلى الفنتازيا الذهنية، او اللعبة معقّدة الأطراف على مستوى الفكرة العاطفية بين البطلين أو أحدهما على الأقل وهي بطلة الرواية السعودية التي تعيش في إحدى مدن إيطاليا وتلتقي بالطالب العراقي الذي يفتقد وطنه واهله ليبحث عن نكهة عروبته في علاقته مع نورا.
ومن مستهل الرواية: quot; كنت أخرج من جامعتي (
Universita di Modena e Reggio Emilia) كل صباح فأتجه سيراً إلى المقهى القريب، وأنا أردد مع فيروز اغنيات طفولتي من عيون عليا إلى عيون اللوزية.
أياماً جميلة
، أرنو إليها من بعيد، صورها تداعب مخيلتي، تسري فيّ، وتحدث رعشة، تمنحني مزيداً من الطاقة لأكمل مشواري في رحلة العمر.
في ذالك الصباح البارد، وضعت النادلة الحليب وقالت لي بهمس أحدهم يسأل عن جنسيتك، وما فتىء يصدعني بالسؤال منذ أسبوع، لم يصدق حين قلت له quot;إيطاليةquot;. أخرجت كتابي الذي حملته وقد قررت أن أنتصر على تلك المادة الصعبة، ابتسمت لها وقلت: أنت مخطئة، استغربت quot;مارلاquot;! ضحكتُ لعينيها الصغيرتين، وقلت: دعيه لست مهتمة لأمره.
أستمر صوت الأكواب والكراسي وصخب مارلا عندما تشكر أحدهم على مئة ليرة أو خمسين تستعملها في تغطية مصاريف دراسة طفلتها ولكنه لم يثننِ عن تركيزي في كتابي اللعين. الآن أعترف إن ما نكرهه في بداية حياتنا يصبح كالمرض المعدي طوال حياتناquot;.


... وسارة الأزوري تعد معجما عن الشاعرات السعوديات
يصدر قريبا عن دار المفردات بالرياض معجم الشاعرات السعوديات من إعداد القاصة سارة الأزوري
يقع المعجم في أكثر من ألف صفحة، ويضم في متنه تراجم ل 200 شاعرة سعودية، كما يتضمن عددا من النصوص بمعدل ثلاث نصوص لكل شاعرة مع السيرة الذاتية
وقد قدمت المؤلفة معجمها بمقدمة ضافية شرحت فيها الهدف من هذا المعجم ومقدمة أخرى عن الشعر السعودي في بضع صفحات
كما يتضمن المعجم ملحقا يضم اسماء بعض الشاعرات المتميزات والاتي لم تتمكن المؤلفة من الحصول على سيرتهن الذاتية.

... وفي quot;الجوبة 25quot; : ملف عن القدس وحوارات مع أمبرتو أيكو وإلياس فركوح و محمد معتصم

صدر العدد 25 من مجلة الجوية الثقافية حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، ومتوجا بملف خاص عن اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م.

ويتناول ملف القدس عاصمة الثقافة العربية عدة محاور شارك فيه الاساتذة : د. أنور ماجد عشقي، د. أحمد جميل عزم، د. مهند مبيضين، مهند صلاحات، خالد ربيع السيد quot; تحدثوا من خلالها عن ماضي القدس وحاضرها، ومحاولات اليهود المحمومة لتهويد المدينة وطرد سكانها الأصليين من العرب والمسلمين متجاوزين في ذلك كل القيم والأخلاق والأعراف.
ويرى المشرف العام على الجوبة الأستاذ إبراهيم الحميد في افتتاحيته أنه مع اختتام عام 2009 كان لابد من استعادة مدينة القدس الشريف عاصمة للثقافة العربية، لشحذ الوجدان العربي الذي لا يخمد جمره المتوقد في حب القدس والتعلق بها. فهي أولى القبلتين، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم،، ومثوى أفئدة الملايين من العرب والمسلمين، كما أنها إرث عربي إسلامي، لا ينبغي التفريط به.
ويتابع الحميد قائلا..لقد سرق اليهود الغاصبون كل شيء.. الأرض.. المقدسات،حتى الذاكرة المقدسية يعملون على سرقتها..، وإلا، ما معنى أن ينسب شيمون بيريز لنفسه طفولةً مفترضةً في مدينة القدس - وهو البولندي المولود في وارسو، والمهاجر اليهودي إلى فلسطين عام 1934م، وعمره آنذاك أربعة عشر عاماً - حين يتحدث عن تلك الطفولة المزعومة لمجلة ديرشبيجل الألمانية في عددها الثالث لعام 2009م، والمفارقة المضحكة أو المبكية في آن، أن الحوار معه تزامن ومناسبة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية!،
ويختتم افتتاحيته قائلا إن مجلة الجوبة- وهي تخصص ملفا متواضعا عن اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية - لتدرك أهمية القدس.. وإنها ليست مجرد عاصمة عربية.. لكنها الرمز الثقافي والحضاري، الذي نفاخر به العالم، وإننا لنستعيد مع كل عملية احتلال لبيت جديد في القدس من قِبَلِ قوى الظلام اليهودية، القيمَ العربية الإسلامية، التي قابل بها المسلمون الفاتحون سكان فلسطين، من خلال العهدة العمرية، ومن بعد ذلك بقرون، التسامح الذي أبداه صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين الذين أبادوا سكان القدس حين احتلوها. وهذا ما يؤكد أن مصير اليهود سيكون بإذنه تعالى، كمصير الصليبيين الذين أخرجوا منها في النهاية، لأنهم يفتقدون القيمَ التي ترسخ بقاءهم، وهي المفارقة التي لن يستطيعوا سبرها. وإن القدس لا ولن تكون إلا عاصمةً عربية للدولة الفلسطينية، ووجهةً لكل مسلمي الأرض و محبي السلام والخير في العالم كله.
و شملت الجوبة في عددها هذا دراستين.. تناولت في الأولى د.بديعة الطاهري صورة المرأة في روايتي quot; عندما يبكي الرجالquot; لوفاء مليح وquot;لحظات لاغير quot; لفاتحة مرشيد خَلُصت من خلالها إلى أن النصين استطاعا تقديم صورة عن المرأة والرجل،لأن رهانهما هو تشريح الواقع السياسي والاجتماعي والنفسي للمرأة والرجل، ورصد صراعهما ضد تنزلهما وانحطاطهما. وإن اختلفا (النصان) في وجهة نظرهما في بعض القضايا.
والدراسة الثانية كانت لصابر حباشة تحدث فيها عن بعض إشكاليات دراسة الرواية العربية نظريا.. إضافة إلى قراءة أولية للتصنيف والمدارس.
و تدخل الجوبة في مواجهات ثلاثة كانت الأولى مع الروائي والناقد الايطالي إمبرتو اكو الذي يقول إن الجهل باللغات ينتج التعصب. وإنه مع تعددية اللغات. وإن تنوع اللغات ثراء. وإنه حدث لا جدال فيه، مرتبط بالطبيعة البشرية. ونستطيع المرور بهذا الثراء، خلال عصور.
أما المواجهة الثانية فكانت مع القاص والروائي الأردني إلياس فركوح الذي خزَّن في أعماقه أصداءَ الآخرين، وجوهاً وأسماءً وأصواتاً ومواقف ووجهات نظر!! ويقول بأن مجموعة زياد عبد الكريم الســالم تـملكُ نـكهةً للمكان وخصوصيّة في الشـخصيات لافتتين. وإن القصة القصيرة ليســت جسـر عبور نحو الرواية. وليـست شـأناً سـهلاً بالمقارنة مـع الرواية.كما أن اللغةُ كائنٌ محـسـوس حين يخوضُ فيه كاتباً نابذاً لمألوف المفردات في سـياقات جُمَلها وتركيباتها.
أما المواجهة الثالثة فكانت مع الكاتب والناقد المغربي محمد معتصم وفيها يقول: إن هناك التباساً في الرواية النسائية العربية في توظيف مفهومي quot;الجسدquot; و quot;الجنسquot;، وإن الكاتبات أكثر وعياً برسم شخصية المرأة الإنسان لا المرأة الجارية، مضيفا إن التقليدية ليست في المادة التي ندرسها،بل في الرؤية التي ننطلق منها.

وفي باب نوافذ تناولت الجوبة مواضيع quot;إشكالية مفهوم الثقافة quot;لجلال بوشعيب فرحي وquot; العامية وتأثيرها على الفصحى quot; د. أحمد السوداني من جامعة الجوف وquot; إخفاقات العولمة quot;لمجدي ممدوح و quot; الخطراوي في آثار الكاتبين quot; لمحمود الرمحي.
كما قدمت الجوبة مواضيع نقدية لهيا صالح في quot; أرض اليمبوس quot;، و د.جميل حمداوي في قراءة سيميائية في قصة quot; أعمق من الوسن للسعودي حسن البطران quot;، ونجاة الزباير في quot;تجليات شعرية المنفى عند الشاعر الكوني محمود النجارquot;.
وتورد الجوبة قصصا لكل من عبدالله السفر وحسن بطران وكريمة الإبراهيمي ومحمد صوانه وفاطمة المزروعي.. وقصائد لكل من محمود درويش وتميم البرغوثي وإدوارد عويس وسليمان العتيق وشقراء المدخلي وفيصل أكرم وصلاح الدين غزال وعبدالله الأقزم.كما تضمنت قراءات لسليمان الأفنس الشراري وعبدالسلام دخان ورامي شهاب وإيناس العباسي.
ويتصدر غلاف العدد 25 من مجلة الجوبة صورة داخلية لقبة الصخرة المشرفة بالقدس، إضافة إلى نشر لوحتين في بطن الغلاف والصفحة الأولى لجداريتين للفنان الفلسطيني الكبير اسماعيل شموط من لوحات مشروعه الفني الكبير المسمى جداريات السيرة والمسيرة الفلسطينية.

والجدير ذكره أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبد الرحمن السد يري الخيرية بمنطقة الجوف السعودية ويمكن المشاركة فيها عبر بريدها الالكتروني :
[email protected]
أو من خلال موقع المجلة على الانترنت :
www.aljoubah.com