1-

تفكر في أن الدنيا التي ترقص من ورائها
أو بالأحرى ترقص في ذيل فستانها الجديد
مجرد شهقة عابرة
لإيقاع تتكسر على لحظاته الشهوات
تفكر أكثر
تهز رأسها في هواء ما طليق
وتمضي

2-

لم تكن تدير أعينها في السموات القريبة من أصابعها
لم تكن تنظر لأسفل
لم تكن تعتقد مرة
أن خطوط يديها غيوم صغيرة
وأن الفراشات التي يمكن تخيلها في حصاد ما
ضجة من ندى
يتعثر كل يوم
في وجع الفصول


3-

تنأى.. وتبتعد
لا تريد أن تجرب الحنين الشقي الذي يتبع سيده الحب
ولا تريد أن تجرب السهر
الذي يتلوى من جوع سيده الليل
لا تريد أن تقع في شرك الصبابة
تنأى.. وتبتعد
ويدها الفردوسية تنام كل يوم
على سفوح دقات قلبها المعطرة
بضوء أبيض
يتسلل بغزله الحلمي
إلى عتمات أوردتها الهاربة.


4-

الآنسة / القطة
هكذا كان يسميها حواريو الحارة
الشباب الصغار الذين يصفرون لها عند عبورها من الشارع الصغير
لم يكن شعرها المنسدل سوى كتاب أشقر
مرمي كيفما يشاء
صفحاته من سنابل
وسطوره من عبق
هكذا يصفها شاعر صغير صعلوك
الآنسة/ القطة
التي تسير كما تشاء السماء التي في رأسها
لم تعر أيا منهم.. بلفتة أو بسمة
مع أن قلبها الملائكي الجميل
كان يرقص من الفرح
لا لشيء
إلا لأن شابا عابرا
تلكأ في جزر عينيها ذات يوم
وألقى كلمة كإشارة
وصفق راكضا كمجنون
لم يعد يذكره أحد حتى اليوم
الآنسة/ القطة
تجلس الآن أمام مرآتها
تستعيد مجنونها البعيد
في صورته الصقيلة المتوارية

5-

لا تلمح أوراق الشجر الخريفي المتساقطة سهوا
فربيع روحها
يتطفل على غصون الزمن
على اللحظة الشاردة
ويكبر في المكان
حدقة
حدقة
ويسمي أشياءه البعيدة
ويستطيل خارج الضوء


6-

تخربش وجدانها كل يوم
بذكرى
أو برعشة للأنامل
تخربش مرآتها بصورته
تخربش ذاتها
وترمي حبيبها دائما
بوردة النسيان

***