عبد الجبار العتابي من بغداد: شهدت اطلالة شهر رمضان.. غياب ابرز مظاهر الشهر الكريم وهي الابتهالات والاناشيد الدينية التي كانت اول ما يشاهده او يسمعه المواطن العربي بعد مدفع الافطار وظهرت بدلا عنها المسابقات والفوازير والهزليات، ويبدو ان الفضائيات لم تعد تعتقد ان الابتهالات والاناشيد تصلح لرمضان وليست من اللوازم المهمة له، ويؤكد على ذلك ايضا الفنان العراقي قاسم اسماعيل الذي تخصص منذ سنوات في غناء الموشحات والابتهالات وهو من الاصوات الجميلة والمعبرة، كما اشار الى ان شهر رمضان سيشهد اقامة مهرجان في القاهرة خاص بالموشحات والابتهالات الدينية تقيمه الجامعة العربية، سوف يكون احد المشاركين فيه مع نخبة من مطربي العراق المختصين يهذا النوع من الغناء.
* اين رمضان من فن قاسم اسماعيل؟
- بالتأكيد ان لشهر رمضان حقا علينا، وبالتأكيد.. الفنانون لهم حصة كبيرة في شهر رمضان من خلال اعمالهم التي من الممكن ان تبث في الفضائيات او المحطات الارضية، انا بالذات عندي مجموعة ابتهالات دينية سجلتها منذ مدة ويبقى مدى استعداد المحطات للتعامل مع هذه الابتهالات، وانا حاضر اذا ما طلب مني ان انفذ مثل هذه الاعمال، والحقيقة نحن الان بصدد التهيؤ لاعمال ما بين موشحات واغاني عراقية الى ابتهالات دينية للمشاركة في مهرجان يقام سنويا في مصر تقيمه الجامعة العربية في شهر رمضان.
* هل ثمة ابتهالات جديدة لك؟
* لدي موشح (يا هلالا) من اعمال الراحل الكبير روحي الخماش وعندي من اعمال الملا عثمان الموصلي اغنية (انظر اليّ) التي فيها اعداد موسيقي نفذه الفنان نجاح عبد الغفور، ومن المحتمل ان اقدم في مهرجان القاهرة اغنية (حاسبينك) الاغنية الكبيرة للملحن الكبير طالب القره غولي والتي غناها الدكتور فاضل عواد، وقدمتها خلال مهرجان الاغنية السبعينية، ويقال انني وفقت في تقديمها.
* ما سر اختيارك لهذه الاغنية؟
- ابتداء.. لا اخفيك سرا انني لم اخترها ولكن اللجنة التحضيرية للاغنية السبعينية ارتأوا ان يغني قاسم اسماعيل اغنية (حاسبينك)، وانا عندما سألتهم لماذا قررتم ان اغني انا بالذات هذه الاغنية؟ على الرغم من ان الاغنية صعبة، صعبة في لحنها وفي نصها وادائها، وعندما يغنيها فاضل عواد انا عندما اعيدها بصوتي راح اغنيها ليس كهاوي، بل انا قاسم اسماعيل المحترف، ويفترض ان اغنيها بمستوى فاضل عواد او احسن منه او لا اغنيها، فهم كان رأيهم انه بامكان قاسم اسماعيل وحده ان يغني هذه الاغنية، وبصراحة.. انتظر (البروفات) لارى قدرتي، ولما وجدت نفسي مقتدرا على الاغنية كنت سعيدا عندما غنتيها.
* ما سر سعادتك بغنائها؟
- سر سعادتي يكمن في كون هذه الاغنية.. اغنية كبيرة، كبيرة بمستوى قد تكون هي الاكثر تميزا بين الاغاني العراقية على مدى تاريخ الاغنية العراقية، وهذا الكلام انا اقوله ومسؤول عنه، فملحنها العملاق طالب القره غولي الذي من المؤكد ان تعب في تلحينها وفي التقلات النغمية التي استخدمها، في الجمل الموسيقية، واكيد.. ان الشاعر الراحل زامل سعيد فتاح ترك اثرا كبيرا في اسماع المتلقي، فعندما غنيتها ووجدت الصدى عند الجمهور في القاعة وجدت بعضهم يبكي،والحمد لله وفقت في ادائها وهذا سر ان اكون مسرورا بها.
* ما السر ايضا في ان الفضائيات العراقيات في شهر رمضان المقدس لا تقدم الموشحات؟
- القنوات الفضائية والعراقية بالذات مع الاسف بدأت تستسهل الحصول على اعمال من قنوات اخرى او تستخدم اعمالا قديمة، عندما تأتي الان لتسمع، فهناك انشودة دينية هذه صارت بالنسبة للمحطات الاذاعية منهلا سهلا (يا أله الكون.. انا لك صمنا) من اعمال المرحوم روحي الخماش، ولكن يجب ان نقدم الجديد، الى متى نظل متمسكين بعمل على الرغم من ايماننا بنجاح هذا العمل وتميزه، ولكن يجب ان لا نقف عند مرحلة.
* هل تعتقد ان ليس لديهم اموال لشراء او انتاج هذه الاعمال؟
- بالتأكيد.. لديهم اموال، ولكن من الصعب عليهم اعطاء الفنان العراقي، لو ان فنانا عربيا جاءهم سيكون لديهم استعداد لدفع الاف الدولارات، ولكن الى الفنان العراقي ليس لديهم استعداد ان يدفعوا مئة دولار.
* هناك بعض الفضائيات ترفض عرض الابتهالات حتى وان قدمت لها مجانا، لماذا برأيك؟
- هناك بعض المحطات التي نسميها محطات دينية بحتة، تفرض شروطا مثل ان لا تكون هناك موسيقى في الابتهال، ان لايكون هناك ايقاع، لانها (حرام)، وهذا بعيد عن الواقع، الاغنية ان لك تقدم بمستوى راق لا قيمة لها ولا خلود، نحن سمعنا اعمالا كبيرة لام كلثوم، لفريد الاطرش، لعبد الحليم حافظ، لمحمد قنديل اعمال دينية كبيرة مع فرق موسيقية كبيرة لهذا بقيت خالدة، اما ان تقدم انشودة او ابتهال ديني من غير موسيقى تكون قد جردت العمل من اهم عناصره.
* هل تعتقد ان قناة (العراقية) تفرض ذات الشروط؟
- لا، العراقية لديهم استعداد لتنفيذ اعمال دينية، ولكنهم لم يتصلوا بي، وانا ان لم يتصلوا بي لا اذهب لاطرح نفسي.
* لماذا برأيك لا يتصلون بك وهو يعرفونك مميزا في هذا المجال؟
- هذا خلل، المفترض بهم ان يتحضروا لرمضان منذ شهور وان يسجلوا الاناشيد والابتهالات الخاصة بالشهر الكريم ويقدموها في رمضان، ولكن مع الاسف بعد الفطور في رمضان صار ما يقدم فوازير وقضايا ضحك وتسلية، وتحولت الطقوس الحلوة الدينية العبادية الايمانية الى مهازل مع الاسف، والمفروض بالمؤسسات الاعلامية ان تنتبه الى هذا الجانب، كل شيء وله وقت، هناك وقت للدين وهناك اعمال لما بعد الفطور واعمال للسحور واعمال لما بعد العشاء، وهذه التفاصيل المفروض يعرفونها.
التعليقات