بغداد: في النظر الى وجه العام الجديد 2011 بأعين المثقفين العراقيين تتضح ملامح منه وتختفي أخرى، ترتسم على البعض ابتسامات تنم عن طمأنينة فيما تتوضح أخرى وهي تحمل غموضها وحيرتها، لذلك تتوزع تلك النظرات ما بين تفاؤل وتشاؤم، ما بين أمل يضحك ويأس يتجهم، ولكن صورة العام 2011 من وجهة نظر المثقفين تحمل تصوّرات عن رسم الرقم الذي يحاول البعض أن تكون رؤيته (فنطازية) للتعبير عن خلجاته تجاه العام وما يساوره عنه من أمنيات وطموحات تلوح في أفق حدسه وتخيلاته.
هنا.. حاولنا أن نجعل عددا من مثقفي العراق يتطلعون الى وجه العام 2011 الذي وُلد من رحم العام 2010 الذي صار غابرا، تنطلق التطلعات من غروب نحو شروق وسط أحداث وأزمات تملأ المكان والزمان الذي يعيش فيه هؤلاء المثقفون.
قلت للشاعر ابراهيم الخياط أريد ان اقرأ افكارك وانت تتطلع الى مطلع السنة الجديدة، فقال بهدوء كأنه يلقي قصيدة: اتذكر مع بدء السنة الجديدة ما قاله الشاعر الاممي المعروف ناظم حكمت، قال: (اجمل الكلمات تلك التي لم أقلها لك بعد، وأجمل الأطفال اولئك الذين لم يولدوا بعد، وأجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد)، وأتمنى أن تكون هذه الأيام ايام 2011.
وأضاف: انا أشعر مع قدوم العام الجديد بالتفاؤل ومثلي الوسط الثقافي يشعر بالتفاؤل من أن العملية السياسية الديمقراطية هي رهان المثقفين لأن المثقف العراقي يعتبر لون وطعم ورائحة الديمقراطية في العراق هم المثقفون، وهم نكهة العملية السياسية الجديدة، وهم عبق التغيير في العراق بعد 2003.
اما المذيع المعروف وهو شاعر ايضا احمد المظفر فقلت له أغمض عينيك وارسم لي ما تتحسّسه مشاعرك للعام الجديد فقال وقد أغمض عينيه: يذكرني عام 2011 بعدد لاعبي فريق كرة القدم فأتفاءل به،فثمة لاعبون لديه يجعلوننا نبتهج،وأجدني.. وأنا اتطلع الى العام الجديد أشعر بالتفاؤل الحقيقي به وانظر اليه مثل الشاعر المحب والعاشق الذي ينتظر حبيبته بعد زمن من الضياع والتشرد وكأنه قيس بن الملوح، وهو يلوح لليلى، انا انظر الى العام الجديد وأتلهف لأيامه حتى نحتفل بالسنة المقبلة ونرقص ونغني وربما نحزن لانقضاء عام 2011. وحين فتح عينيه قال: أمنيتي الخاصة ان أكون وكيلا لوزارة الثقافة حتى أساعد الوزير الجديد، كما اتمنى ان يكون لي شبر من الارض في بلدي !!.
اما مع الشاعر مناضل التميمي فكان الوضع مختلفا فهو لم يغمض عينيه ولم يتأمل طويلا فقال على الفور: أرى 2011 عاما مليئا بالمسرة ولكن لا يخلو من الضبابية، اشعر ان الغموض يكتنفه، واشعر ايضا بخوف نسبي منه، نعم انه يخيفني فعلا.
وبعد لحظات من الصمت المفاجئة قال: لا اخفيك ان السيد (عزرائيل) أعلمني انه سوف يحذف اسمي من قائمة الحياة في عام 2011، لذلك انا مرتبك معه وستبقى امنيتي ان اعيش وينتهي هذا العام على خير معي. لم اجد الا ان ادعو له بالسلامة واقول له تفاءل.
اما الكاتب سعدون شفيق فأعتذر اولا كونه لا يجيد الحديث عن تأملات النظر الى سنة جديدة ورسم فنتازيا حولها، لكنني رفضت اعتذاره، فلم يجد الا ان يقول: حينما ننظر الى عام 2011 نجد أنفسنا امام شجرة وارفة الظلال والثمار ولكن هذه الشجرة التي نتمنى ان تكون ثمارها غالية وان نجني منها كل ما نحتاجه، نخشى ان لا نحصل على الثمار، فطالما لم نحصل طوال عام كامل على ثمرة فيكون الثمر كله للغير وهو ما تعودنا عليه، فيا حبذا لو كان هذا الغير من ابناء العراق ولكننا نعرف ان كل هذه الثمار تذهب الى الناس الذين يعيشون على اوجاع هذا الشعب الجريح، وأمنيتي الخاصة أن يعم السلام في ربوع الوطن من شماله الى جنوبه دون تجزئة ودون دعوات للانفصال.
فيما قال المخرج السينمائي جميل النفس: ما لا شك فيه ان العراقيين يتطلعون الى العام الجديد بأفق واسع لأنني اعتقد ان كل المشاكل أزيلت، على الاقل المشاكل السياسية، بعد ما توصلت الكتل الى تشكيل حكومة يبدو ان الجميع راض عنها، اعتقد ان الآفاق العراقية ستكون جميلة، اما على الجانب الفني فأنا اعتقد ان السينما ستنطلق في عام 2011 واتمنى لها انطلاقة راسخة غير متعثرة، كما اتمنى هذا العام ان يكون عام فرح.
وتوقف جميل عن الكلام برهة ثم أغمض عينيه كأن يستذكر جديدا من افكاره فقال: عام 2011 من الممكن وانا اتأمله ان يرسل لي صورة بأنه شخصية راسخة مستقرة بحكم تجاور (الواحدين)، فأعتقد أنه عام مهم للعراقيين، وما على الان الا أن اردد ما قاله الشاعر ماجد طوفان وهو يبحث عن آفاق جميلة (احتفاء بعطشي سأرثي الشمس وأوطد علاقتي بالرمال، فالمسافة بين شفتيّ والماء لن تعد صالحة للمشي، وبقدر ارتيابي قررت ان احفر بئرا، وكي لا اسقط في غيابة الجب حفرته افقيا)، اتمنى ان لايكون بئرنا افقيا.
وابتسم الكاتب والفنان باسل الشبيب وهو يستمع الى سؤالي فأجاب: اعتقد ان شكل 2011 منحوت، وانا اتفاءل بالرقم (11) دائما، اعتقد ان هذه هي سنة تتوضح فيها الصورة اكثر، والوضع السياسي يستقر اكثر، والإنسان العراقي يصل الى مرحلة يضع فيها النقاط على الحروف، واعتقد ان سنة 2011 ستكون كلمة المصير للشعب العراقي.
لكن الكاتب المسرحي مثال غازي كانت له رؤية اخرى فقال: انا متشائم من العام 2011 ولست متفائلا، فأنا اكره رقم الواحد، وفي هذا العام هناك ليس واحدا فقط، بل اثنان، اعتقد فيها شيء من الدكتاتورية أليس كذلك؟، لذلك اعتقد انها لم تكن سنة جيدة وايضا هناك مؤشرات في نهاية عام 2010 تدل على ان 2011 ليس في صالح الثقافة ولا الفنان، لاننا كنا نأمل ان يكون وزير الثقافة احد مثقفي العراق ونحاول انتخاب شخص نحبه ونريده ويمثل واجهة عربية وعالمية وثقافية مهمة، وان يمثل ثقافة، وبصراحة كل من يستسهل قضية الثقافة يجعلها مشكلة، وكل الوزراء السابقين وقعوا في مطب كبير اسمه وزارة الثقافة، فهي ليست سهلة، قيسوا: اندريه مارلو يصير وزير ثقافة والان نحن من نختار، يجب ان نختار اندريه مارلو العراقي ليكون وزيرا للثقافة، الظاهر ان ما أقوله فيه فنتازيا ان اتمنى ان يكون اندريه مارلو وزيرا للثقافة العراقية.
اما المخرج المسرحي عماد محمد فقال: 2011 لابد أن نتفاءل به، وذلك من خلال قراءتنا لعام 2010 وان كان هناك تراجع واضح على المستوى الثقافي والفني والسياسي ونواحي الحياة الاخرى في العراق ولكن اعتقد 2011 ستكون هناك قراءة جديدة للواقع من قبل الحكومة تجاه المثقف والثقافة العراقية، اعتقد سيولد مشروع ثقافي وطني لان الضرورة ملحة الان وصار مطلبا وطنيا من المثقفين والعراقيين بصورة عامة كون المرحلة المقبلة مرحلة ثقافة والحوار والسلام، فمن المؤكد عندما يكون هناك مشروع سيكون حضورا واضحا للثقافة وللمثقف العراقي.
والختام كان مع المخرج السينمائي هادي الادريسي الذي قال: ارى عام 2001 بقعة خضراء تصحبها هالة وردية في امال الشعب العراقي ولا سيما ان السينما والفن سينطلقان نحو الابداع،ان انظر الى العام الجديد بأمل واطمئنان من انه سيحرك عجلة السينما العراقية ويدفعها لتكون في حال افضل، واتمنى ذلك كما ارجو الاهتمام بالفن لانه مرآة الشعوب.
التعليقات