إعداد عبدالاله مجيد: منذ وفاة جين اوستن قبل نحو 200 عام حين رحلت عن هذا العالم في وقت مبكر عن 41 عاما، عُزي موتها الى اسباب شتى، من السرطان الى مرض اديسون. والآن طلعت روائية بنظرية جديدة تقول ان اوستن توفيت مسمومة بالزرنيخ.
وقالت كاتبة الروايات البوليسية لندسي آشفورد ان التسمم المزمن بالزرنيخ يتفق مع جميع الأعراض التي تحدثت عنها اوستن في رسائلها.
وكانت آشفورد انتقلت الى قرية اوستن منذ ثلاث سنوات وبدأت تكتب رواية بوليسية جديدة في مكتبة قرية قريبة عاش فيها شقيق اوستن. وسرعان ما اصبحت غارقة في قراءة رسائل اوستن. وذات صباح لاحظت عبارة كتبتها اوستن قبل اشهر على وفاتها تقول فيها انها أحسن حالا بكثير وأخذت تسترد مظهرها بعدما كانت بشرتها مبقعة بالأبيض والأسود، على حد وصفها.
ومن خلال بحث الكاتبة آشفورد في الطرق الحديثة لجمع الأدلة الجنائية بالارتباط مع الزرنيح ودراسة السموم لقصتها البوليسية الجديدة، أدركت على الفور ان هذه الأعراض التي تحدثت عنها اوستن يمكن ان تُنسب الى التسمم بالزرنيخ الذي يسبب اصطباغ البشرة ببقع بنية أو سوداء وأخرى بيضاء.
بعد ذلك بفترة قصيرة اجتمعت الكاتبة البوليسية بالرئيس السابق لجمعية جين اوستن في اميركا الشمالية الذي ابلغها ان الخصلة المعروضة في متحف قريب من شعر اوستن ابتاعها اميركي وزوجته متوفيان الآن، في مزاد علني عام 1948. وحين أُجري عليها اختبار للكشف عن الزرنيخ كانت النتيجة ايجابية تؤكد وجوده.
وقالت آشفورد ان هذا يرجح وفاة اوستن مسمومة بالزرنيح على الاحتمالات الأخرى، بما في ذلك مرض اديسون وسرطان الغدد اللمفاوي نوع هوجكن ومرض الذئبة.
وكان الزرنيخ متاحا على نطاق واسع في ذلك الوقت، يُعطى محلولا لعلاج شتى الأمراض من الروماتيزم، الذي كانت تشكو منه اوستن، الى السفلس.
وقالت آشفورد في حديث لصحيفة الغارديان انها بعد كل ما اجرته من بحث تعتقد ان الاحتمال كبير ان اوستن أُعطيت دواء يحوي مادة الزرنيخ السامة. واضافت ان هناك quot;علاقة مذهلةquot; بين قائمة الأعراض التي تحدثت عنها اوستن واعراض التسمم بالزرنيخ.
وابدت آشفورد استغرابها ان احدا لم ينتبه الى ذلك من قبل ولكنها اعتبرت ان السبب يعود الى قلة معرفة بمدى استخدام الزرنيخ في الطب وقتذاك. واوضحت انها بوصفها روائية بوليسية قامت بكثير من الأبحاث في الزرنيخ وانها حين اطلعت على رسائل جين اوستن عن طريق الصدفة نظرت اليها نظرة مختلفة عن الآخرين.
ولكن آشفورد لا تستبعد ان تكون اوستن ضحية جريمة قتل باستخدام الزرنيخ. وقالت ان في حياة العائلة الكثير مما لم يُكشف عنه وربما كان هناك دافع للجريمة. واشارت الى ان كثيرين في اوائل القرن التاسع عشر كانوا يرتكبون جرائم قتل باستخدام الزرنيخ ويفلتون من قبضة القانون لأن تحليل رفات البشر للتوثق من وجود الزرنيخ أو عدم وجوده لم يكن ممكنا إلا بعد تطوير طريقة مارش للكشف عن الزرنيخ في عام 1836.
واستبعدت البروفيسورة جانيت تود المتخصصة بأدب جين اوستن في جامعة كامبردج ان تكون جين اوستن ماتت مقتولة واعربت عن شكها في تسميمها عن سابق اصرار ولكنها اضافت ان من الجائز تماما أن تكون اوستن أُعطيت مادة الزرنيخ للعلاج من الروماتيزم.
وقالت البروفيسورة تود ان وفاة اوستن في سن مبكرة أمر غريب قطعا ولكن لا أحد يعرف كيف ماتت من دون تشريح رفاتها، وهذا غير وارد.