1
أُقـبـِلُ جـنـاح الـطـيـر حـيـن يـشـيـرُ الـيـكِ،
أنـا الـمـحـكـومُ بـقـبـلـتـكِ الأخـيـرة عـلـى فـمـي.
أفـتـحُ الـنـافـذة لأرانـي.
أرى عـجـبـاً.
هـل هـذا يـومـي أم جـثـة مـشــوهـة ؟
هـنـاكَ،
حـيـثُ يـنـامُ الـقـاتـلُ فـي حـجـارة الـبـيـت مـطـمـئـنـاً.
الـِفُ ذراعـي حـول خـصـر الـصـمـت واضـمـهُ إلـى صـدري.
تـائـهٌ فـي لـجـة الـهـواء.
الـحـرْ. الـطـلـيـقْ. الـداخـلُ فـي فـسـاتـيـن الـفـاتـنـات. أطـوفُ
حـولَ أجـسـادهـنَّ،
وأخـرجُ بـقـصـيـدةٍ يـتـعـرى الـوقـت بـيـن يـديـّهـا. ولا أعـرفُ
مـن أيـن تُـقـضـمُ تـفـاحـتـه.
ألـدُكِ وتـقـتـلـيـنـي،
تـلـديـنـي وأقـتـلـكِ
مـديـنـةٌ.
ابـتـكـرُ لأهـلـهـا سـمـاءً مـن صـفـيـحْ.
لـو لـم أقـسـم لـكِ، لـرفـعـت الـوهـم نـحـو شـفـتـيَ وارتـشـفـتـه.
الـسـقـطـةٌ قـاسـيـةٌ،
حـيـن يـصـطـدم جـنـاح الـطـيـر بـدمـه.
2
أبـذرُ الـمـرآة بـالـوجـوهِ، غـداً سـيـكـبـرُ الـحـقـل، غـداً أجـمـعـهُ وسـتـكـونـيـن أول وجـهٍ يـتـحـجـبُ فـي الـمـرآة.
لا أقـولُ أكـثـرُ مـمـا أراهُ،
هـكـذا أنـتِ، ولـربـمـا لا أرصـد أشـيـاءً أخـرى.
خـذي الـبـرهـان مـن يـمـيـنـي،
وأعـيـديـهِ إلـى يـسـاري
حـجـراً أُدحـرجـهُ فـي الـطـرقـاتْ.
بـلادي انـتـظـريـنـي،
انـتـظـاركِ حـيـاة أخـرى لـمـيـتٍ مـثـلـي.
أريـدُ أن أرى الـنـهـرَ، ولـو أثـرَهُ، ولـو بـقـايـا طـيـن يـابـس.
ولـو أي شـيء مـنـه.
انـتـظـريـنـي.
لـقـد تـجـاوزَ عـمـري صـداهُ، وصـار بـمـقـدوري
الـتـخـلـي عـن عـصـاي.
لا تـبـتـعـدي. الـحـب يـضـرُ بـصـحـتـي.
الـصـمـت جـرسٌ يـقـرعُ فـي قـلـبـي. يـالـيـتـكِ كـنـتِ مـعـي، لـكـنـا نـصـغـي الآن الـيـه سـويـةً.
صـوتـكِ هـذا،
أم شـجـرةٌ ذابـلـةٌ تـتـكـسـرُ أغـصـانـهـا
فـي دمـي ؟
أكـتـبـكِ وتـمـحـيـنـي. أمـحـوكِ وتـكـتـبـيـنـي. حـتـى لـم تـعـد
لـدي شـهـيـة لاكـتـشـاف الـخـرابْ.
انـظـري لـهـذا الـقـمـيـص الـمـلـيء بـالـثـقـوب،
كـنـتُ أتـفـادى بـهِ الـشـرار الـمـتـطـايـر مـن قـصـائـدي.
3
لـم يـجـف الـحـبـر فـي الـورقـة،
خـفـتُ عـلـى الـجـمـلـة أن تـضـيـعَ، أدنـيـتـهـا مـن فـمـي وبـقـيـتُ
أنـفـخُ، حـتـى امـتـلأ فـمـي بـحـبـر الـجـمـلـة.
هـا هـي تـضـيـقُ عـلـيَ،
هـا أنـذا أخـبـئ الـبـلاد فـي خـوذتـي.
واقـفٌ. والـشـوارعُ تـمـرُ بـي. ألـقـي الـتـحـيـة عـلـيـهـا
ولا تـردُ،
يـصـيـرُ الـكـون قـفـصـاً.
يـضـربـهُ الـطـائـر بـجـنـاحـيه ولا يـنـفـتـح.
أيـهـا الـغـيـاب:
ــ انـظـر لـفـردة حـذاء الـرب الـتـي سـقـطـت فـصـارت أرضـاً.
والـفـردة الآخـرى مـازالـت عـالـقـة فـي قـدمـهِ ــ.
أنـا حـدبـة الأرض. نـدبـتـهـا.
أتـبـادلُ مـع يـومـي الـمـشـانـق كـصـديـقـيـن حـمـيـمـيـن.
أقـدمٌ لـهُ وردة،
أدعـوهُ، لأن نـلـتـقـط صـورة تـذكـاريـة لـحـلـمـنـا،
قـبـل أن يـشـيـخ فـنـنـسـاه.
يـسـقـطُ الـنـعـاس ذابـلاً مـن عـيـن حـجـر.
الـطـيـرُ يـفـردُ جـنـاحـيـه.
أقـولُ لـهُ:
سـأشـطـبُ الأمـسَ.
وذاكَ الـغـد حـبـرٌ أسـودُ يـلـطـخُ أصـابـعـي.
4
انـي أرى سـكـيـنـاً تـجـري فـي عـروق
حـائـط بـيـتـنـا.
انـظـري:
كـيـف تـذبـحُ شـفـرتـهـا شـرايـيـنـي.
يـاجـسـدي،
أيـهـا الـنـهـر الـمـهـمـشُ،
بـديـهـيٌ أن تـتـسرب فـضـيـحـةُ الـبـيـتِ مـن
شـقـوق الـبـابْ.
طـعـنـة سـكـيـنٍ فـي رقـبـة الـهـواء. كـفـيـلـة
بـإتـلاف رئـة الأرض.
يـالـطـعـنـتـكِ،
أصـابـتـنـي، وتـركـتـنـي عـلـى الـطـاولـةِ كـتـابـاً مـيـتـاً ومـلـيئـاً
بـالأخـطـاء الـمـطـبـعـيـة.
هـا أنـذا أسـمـعُ زفـيـركِ يـمـلأُ قـمـيـصـي.
هـا أنـذا أعـانـقُ شـيـئـاً بـارداً يـشـبـهُ حـبـل مـشـنـقـةٍ.
أحـاولُ أن أسـتـل وجـهـي مـن الـمـرآة وأتـركـهـا وحـيـدة.
أطـعـن الـقـلـق وأقـولُ لـهُ:
هـذا حـلـمٌ كـذوبْ.
زارنـي مـن غـيـر أن يـصـطـحـبَ بـلادي.
التعليقات