1
مَحمولاً علَى الخَطو المُتّئِد
قد يبقى النّهر بِلا وَليمة هذا الشِّتاء
فلن يكون المَطَر أزليا مرة اخرى
لَنْ يَكون أيضا حَامِضا و لَزِجا
سَيكون عنْد درجَة العَدَم و الاخْتِلاج
قدْ لا يبدو هذا الأمرُ كافيا أبدا
قد يبدو كذلك كافيا ورائقا لكلمة مشتقة من سيل السّؤال
لكن جناس البرق و الرّعد سيعود من منفاه مسْكُونا بآخر العاصفة
ليعيد حياكة اللّباس القطبي للنجمة المتئدة في موتها

2
مُجملا و مرسَلا
يرتدُّ الهباء موجة من صداع الكوكب
مشتبَهًا و مقرُورا كشَكل الهَيولي
وئيدا في حَجم البُرتقالة حتى يكون مجديا
أن ينصت إلى اقتسام العجز و التفسير لرغيف أبيض
أن ينتصب على شكل المنحوتة في عراء الوسع و الاتجاه
أن يصنع وقوعا و ارتطاما مثل حبة زيتون ساقطة

3
سيأتي الشّتاء بعد قليل بلا وردة ثّلج
بلا ندف أيضا ليعلن استقالته عن البياض
مرتاحا أن لا نكون هناك
أن لا نكون مرمى الغامض أو افتراضا خاطئا
مرتاحا جدا و ممتلئا بالمسافة
قادرا للمرّة الأولى على التحديق في فراغ
لم نتئد فيه بادعاء الربيع

4
ثمة فكرة تعلمتْ أن تلَوِّن الأحلام في تؤدة
أنْ تنْتبه أنَّها لمْ تخرج بعدُ من المرآة
أنّها لم تصنع إلاّ آنية فخار وتكسرها في الكلمة
أن تنتبه إلى لافتة كتبت عليْها :
سيكون الخَلاص قَريبا
سيستطيع المِعول حَفر الماَء للمرَّة الأولى
لأنَّ جسْم المجرَّة سيسكن قلب الموجة
سيجر حكاياته في هدير الموجة
يعيد رحلة الأوديسا و ينحت صفة السّندباد على اللّجة
و يعلن أن الخلاص كان دائما رحلة بلا جهة

تونس الحرة ndash; اكتوبر 2012