الذي... أريده
مساحة صغيرة من الأرض
تحمل خطواتي
ويدين أرفعهما إلى السماء
فيستجيب الله إلى دعائي
وقلوبا أحبها وتحبي
ليس فيه مثقال ذرة من الكره
ودرويشا أقابله على الجسر
يمسح على رأسي
فتتفتت الأحزان على الرخام
ونهرا نقيا... أغسل في مائه
كل ذنب يؤرق منامي
لأخرج إلى الناس نقيا... كقطرة مطر
تنزلت من السماء
وشعراء... يبعثهم الله
يهدون الناس إلى الرشد
وكتابا يختصر العمر
بأسطر كثيرة العشق
وفضاء واسعا
يسع خيالي

وقطعة حلم لينة
أشكلها... تارة حديقة
وتارة قمرا
وتارة أشكلها وطنا
وأصدقاء طيبين
يحبون تلاوة الشعر
في مجالسهم المسائية
وتارة أشكلها... بيوتا يسكنها البسطاء
الذين يحملون في قلوبهم الحب
وجدارا عاليا يسير خلفي
يتولى صد الحجارة
التي يلقها السفهاء على ظهري
وتارة أشكلها بنتا
تعبر الطريق
في منتهى الرشاقة
وبابتسامة يحسبها المارة شمسا
تشرق بعفوية على سائر الخلق
وتارة أشكلها على هيئة طير
يحلق في السماوات
بحرية قديس رأى في المنام
أنه نقطة... تصل السماء بالأرض
والطريق الذي يهدي إلى الحياة
وتارة أشكلها ورقة
أكتب فيها
ما أتمكن من الشعر
ثم أضعها على قبر أخي
... أخي الذي مات وفي نفسه
رغبة عارمة في الحلم
أخي... الذي بكته سجادة الصلاة
وطريق الغربة الوعر
أخي... الذي أخذ معه كل طفولتي
وكل لحظة سعيدة في حياتي
وكل ضحكة... ودمعة
وكل فرحة وتعاسة
وكل مشهد كنت أراه في المرآة
أخي... الذي أرهقه السرطان
ولم يعطه الفرصة
ليزين بطيبته... ملامح الوقت
أخي... الذي رأيته في المنام
مرة على ظهر حصان أبيض
يحارب بابتسامته
معاقل الحزن
ومرة ماشيا على قدميه في الصحراء
يوزع على المريدين صحائف الحلم
ومرة رأيته يقبل عليّ في ثوبه الأبيض
فحضنته... وبكيت
... لكنه كان مبتسما لم يبك
ومرة رأيته يحدثني
بلهجة المهزوم
وقتها... كان أخي راغبا في البكاء
بينما كانت خطواتي شديدة الغبار!