يوسف يلدا ndash; سيدني: يستضيف مهرجان كارتاخينا الموسيقي الدولي السابع عازف البيانو الإيراني رامين باهرامي (35 عاماً)، لتقديم مؤلفات باخ الموسيقية، خلال حفل الإفتتاح يوم 4 تشرين الثاني/ إكتوبرالمقبل.كان في الخامسة من عمره، عندما إختطفه باخ. حينها، لم يُبد رامين باهرامي أية مقاومة، ولم يندم أبداً على إعتباره ضحية سهلة، وهو يسلم نفسه لخاطفه، لأن أيام حرب إيران، موطنه الأصلي، بدت أقل مأساوية إلى جانب الموسيقي الألماني. وليس لدى عازف البيانو علم عن كيفية وصول باخ إليه، لذا يحاول أن يبرر وجوده معه، وتأثره به، قائلاً أن جوهان سيباستيان باخ (1685 ndash; 1750) هو الذي إختاره بصفته أكثر الفنانين دراية بمؤلفاته الموسيقية. ولم يكن الأمر عكس ذلك. باهرامي لم يكن المسؤول عن إختيار المؤلف الموسيقي العظيم. في هذه الحالة، القصة هي خلاف ذلك، لهذا يعمل باخ على إبهاره، ومرافقته خلال عروضه الموسيقية، ومبادراتها كمسؤول ثقافي، وفي حصصه الدراسية العالية المتعلقة بتدريسه الأكاديمي للموسيقى.

وقبل أن يدخل باخ حياته اليومية، كان باهرامي يستمع إلى الألحان التقليدية لمنطقة الشرق. مع ذلك، وبمساعدة والده، تعرّف على النوتات الموسيقية الأكثر إنتشاراً لمؤلفين كلاسيكيين تمتد لأكثر من 300 سنة.
يقول باهرامي quot;كنت دائماً أتابع بإهتمام كبير الموسيقى الكلاسيكية الفارسية، إلاّ أنني شعرت أن الموسيقى الغربية تشدني أكثر إليها. وقد دفعني والدي، الذي كان نصف ألماني، للإستماع، بصورة خاصة، إلى موسيقى بيتهوفن وبرامز. وأما والدتي، ذات النسب الروسي ndash; التركي، فقد كانت تردد كلمات أغانٍ تركية حزينةquot;.

ويؤكد مؤسس مهرجان باخ العالمي، على أن السلام الذي لم يكن بمقدوره أن يراه من خلال نافذة منزلهم المطلة على طهران، كان عثر عليه في الموسيقى، وإكتشف في مفاتيح البيانو أن هناك وسيلة يمكن أن يحقق من خلالها سعادته.
غادر رامين باهرامي إيران، وقرر الإستقرار في إيطاليا، البلد الذي وجد فيه صدى لرغبته الجامحة من أجل دراسة أعمال كلاسيكية لمؤلفين موسيقيين مختلفين، وإغتنم الفرصة التي أتيحت له هناك للتخصص في إبداعات جوهان سيباستيان باخ.
ويعود عازف البيانو الإيراني الذي يصفه النقاد المتخصصين في مجال الموسيقى الكلاسيكية بساحر الصوت، وشاعر مفاتيح البيانو، إلى سنواتٍ مضت قائلاً quot;كانت سنواتٍ رائعة للغاية. ومعهد الكونسيرفاتوريو جوزيبي فيردي يعد من أرقى المدارس العالمية، ويعود الفضل في كل ذلك إلى أساتذته المتمرسين، والأجواء الملائمة، والتقاليد الموسيقية العريقة، سواء الصوتية منها أو الخاصة بآلاته الموسيقيةquot;.
وعن باخ، يقول باهرامي quot;لقد أدهشني حب باخ للحياة، وللجمال، ولأولاده، وللآخرين. وأنا معه عندما يقول أن العالم من دون نساء، سيغدو أكثر فقراً. كان باخ معجباً بالغموض الذي يلفّ المرأةquot;.
وهو حالياً، المدير الفني للمدرسة الصيفية الخاصة بالأداء الموسيقي، حيث يضطلع، مع الشباب، بمهمة نشر الموسيقى، إلى جانب إتاحة الفرصة لهم للتحول إلى فنانين يتمتعون بالحرية، لهم القدرة على تحمل المسؤولية من دون أن يتدخل أحداً في شؤونهم.
ومنذ سنواتٍ عدة قام باهرامي بتأسيس مهرجان باخ العالمي، ليس فقط للتعبير عن حبه للمؤلف الموسيقي العظيم، بل لتحويل عمله إلى ظاهرة أكثر مرئية وجماهيرية. وأما النتيجة النهائية فقد كانت، كما يقول quot;مشاهدة أكثر من 8 آلاف شخص من كل أنحاء العالم، ومن جميع الأعراق، يحتفلون على مدى ثلاثة أيام، ويعبرون عن حبهم لموسيقى باخ في مهد الفن، وللجمال في فلورنساquot;.
وفي الحفلات الموسيقية التي سيحييها في كولومبيا، سيقوم رامين باهرامي بعزف ثلاثة مؤلفات موسيقية لباخ، والتي يؤكد من خلالها على أنه ليس فقط الموسيقي المفضل لباهرامي، بل ملهمه الأوحد أيضاً.