بعد القرارات الفندقية المثيرة للجدل
وزير الإعلام البحريني يطلق خطة شاملة لتطوير السياحة
فادي عاكوم من المنامة
على الرغم من القرارات التي صدرت مؤخرًا عن وزارة السياحة البحرينية والقاضية بتنظيم العمل في الفنادق والنوادي الليلية والديسكوهات، تكمل وزارة الإعلام مسيرتها في النهوض بالسياحة البحرينية من خلال جملة من القرارات التي أعلن عنها وزير الأعلام الدكتور محمد بن عبدالغفار عبدالله، الذي يؤكد أن إستراتيجية تطوير القطاع السياحي فى مملكة البحرين تعتمد على أربعة محاور أساسية سيتم تنفيذها على مراحل متعددة وقد بدأت المرحلة الأولى فعلاً من خلال القرارات الأخيرة التى أصدرتها الوزارة والتى تعتبر الأساس اللازم لقيام نهضة سياحية تليق بالبحرين ومكانتها ووضعها الإقليمي والدولي، وأفصح الوزير عبد الغفار عن 17 مشروعًا جديدًا حيث سيتم التنفيذ بالتنسيق الكامل مع جهات حكومية والقطاع الإقتصادي الخاص، منوهًا أن هذه القرارات أتت بناء على توجيهات رئيس مجلس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
والجدير ذكره انه يوجد في البحرين 99 فندقًا، تنقسم بين الفنادق من النجمة الأولى إلى فنادق الست نجوم، إضافة إلى خمسة فنادق غير مصنفة وهي لا تقدم خدمات سياحية، وبالتالي تنقسم الـ 99 فندقًا إلى قسمين، 20 في المئة تقريبًا منها لا تملك صالات أو لا تعتمد عليها، وأما الـ 80 في المئة الأخرى فتمتلك تلك الصالات والمرافق التي تشملها القرارات، مع العلم أنه لا يتم تطبيق القرارات على كل الصالات، وذلك لأن شروط القرار الثاني لا تنطبق عليها جميعًا، وتحاول نقابة أصحاب الفنادق الطعن بالقرارات من خلال دعوى قضائية قدمت إلى القضاء المختص في محاولة لإيقاف التنفيذ أو على الأقل التأجيل بسبب الخسائر المتوقعة عليهم كما جاء في الدعوى التي أقاموها.
وجاء في لقاء مع وزير الإعلام تنشره اليوم صحيفة أخبار الخليج، أن الوزارة تبذل جل جهدها للنهوض بالقطاع السياحي بشكل علمي، مؤكدًا أن السياحة فى البحرين تقوم على أسس واستراتيجية واضحة المعالم، وأضاف أن وزارته لم تتخذ أي قرارات من دون دراسة بل عن دراسة مستفيضة للأوضاع فى مملكة البحرين وما تطلبه المصلحة الوطنية فى المقام الأول والأخير. وإقتصاديًا والسعي نحو بحرنة الوظائف وخلق فرص العمل للشباب البحريني يقول أن خطط القطاع السياحي تستهدف مضاعفة القيمة المضافة إلى الإقتصاد البحريني خلال السنوات الخمس القادمة، ليصل العائد إلى 355 مليون دينار وفق تقديرات الدراسة التى أعدت من قبل المختصين والشركة الإيرلندية التى تم الإستعانة بها فى هذا الشأن إلى جانب ضخ الآلاف من فرص العمل للشباب البحريني فى مشروعات يقبل عليها ولا ينفر منها، وأكد أن الوزارة بصفة عامة وقطاع شؤون السياحة بشكل خاص، رصد أهم مطالب القطاع السياحي فى البحرين خلال الفترة السابقة بالتعاون مع الشركة الإيرلندية التى تم التعاقد معها لعمل دراسة علمية حول القطاع وإحتياجاته فى المرحلة القادمة مؤكدًا أنه لا يمكن أن تتخذ القرارات بشكل عشوائي لأننا فى بلد مؤسسات وهناك جهات تحاسب كل مسؤول على قراراته وسياسته.
وأكد الدكتور عبدالغفار أن وزارة الإعلام ماضية فى سياستها مشيرًا الى أنه سيتم الإستمرار فى تنفيذ الخطة الموضوعة، إبتداءً من قرارات تنظيم القطاع السياحي التى صدرت ونفذت وستنفذ ومن بعدها الخطوات التالية بتنفيذ المشروعات سواء الجاري تنفيذها مع الجهات المعنية أو تلك التى تدرسها الوزارة حاليًا.
الإستراتيجية السياحية
وأوضح وزير الإعلام البحريني أن الإستراتيجية التى أعدها القطاع بالتعاون مع لجنة السياحة ومجلس التنمية الإقتصادي للنهوض بالسياحة في مملكة البحرين من خلال الإستعانة بشركة إستشارية عالمية إيرلندية الجنسية تم تنفيذها على أربعة محاور رئيسة كما تم تحديد 12 منطقة سياحية فى البحرين منها خمس مناطق ذات أولوية للتطوير خلال المرحلة المقبلة، وتم أيضًاإقتراح مشاريع تطويرية سياحية لكل من هذه المناطق يأتي على رأسها مجمع 338 السياحي فى العدلية وسيشمل مجموعة من المطاعم السياحية المفتوحة ومحلات الهدايا والزهور بشكل تصميمي خاص يمزج بين التراث العربى والتصميمات المستوحاة من مناطق سياحية عالمية شهيرة. وقال الدكتور عبد الغفار أن الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس مجلس التنمية الإقتصادية، أصدر قرارًا بتشكيل فريق عمل لمتابعة مشروع القطاع السياحي برئاسة وزير الأشغال والإسكان المهندس فهمي الجودر وعضوية عدد من المعنيين بالسياحة في القطاع العام والخاص، يهدف إلى وضع رؤية واستراتيجية متكاملة وخطة لتنمية القطاع السياحي فى مملكة البحرين ومتابعة إنشاء هيئة متخصصة بشؤون السياحة ووضع رؤية وأهداف وإستراتيجيات الهيئة المتخصصة بشؤون السياحة ومن ثم قام فريق العمل بالتعاقد فى شهر آذار (مارس) 2006 مع الشركة الاستشارية العالمية الايرلندية للعمل مع الفريق والمعنيين فى القطاع على وضع الخطة التنموية الشاملة للسياحة.
وأوضح الدكتور محمد عبدالغفار الى انه قد تم تنفيذ الدراسة على أربع مراحل رئيسية المرحلة الاولى مراجعة ووضع رؤية شاملة للقطاع السياحي لمملكة البحرين والثانية وضع الاهداف والاستراتيجية والخطة التسويقية والثالثة تحديد المواقع السياحية ذات الأولية وتطوير المنتج السياحي والمرحلة الرابعة إقتراح الإطار القانوني لهيئة تنمية السياحة وإقتراح قانون لتنظيم القطاع بشكل عام.
وأضاف أن هناك محورين أساسيين للنهوض بقطاع السياحة فى البحرين من خلال مجموعة من المشروعات بعضها جار تنفيذه وبعضها الآخر فى طور الدراسة وتوفير الإعتمادات المالية مشيرًا إلى أنه سيتم العمل فى هذه المشروعات بشكل متواز خلال الفترة القادمة وفق الميزانية والإمكانات المتاحة.
وقال الدكتور عبدالغفار أن المحور الأول هو المحور المحلي ويتمثل فى العديد من المشورعات والفعاليات ومنها مشروع مشترك مع طيران الخليج والفنادق السياحية في المملكة لإستقطاب الأفواج السياحية وتفعيل دور السياحة عن طريق إعداد برامج سياحية وثقافية لهذه الأفواج ودعم معرض البحرين للسفر والسياحة فى أيار (مايو) 2007 والذى سيشارك فيه قطاع السياحة كراع رسمي للحدث ، إضافة إلى رعاية حفل الإفتتاح الذى سيشارك فيه الفريق البريطاني للاستعراضات الجوية.
دعم تذاكر الطيران
كما سيكون هناك برنامج سنوي لدعم أسعار تذاكر السفر والإقامة للوفود السياحية وتسهيل إجراءات منح تأشيرات الزيارة بالتنسيق مع إدارة الهجرة والجوازات والتنسيق مع مجموعة من القطاعات السياحية فى المملكة للإشتراك فى الإعلانات العالمية وتأجير سفينتين ويختين صغيرين لتنظيم رحلات بحرية لجزر المملكة والتطوير الدوري لموقع شؤون السياحة على الإنترنت. والمساهمة فى تخصيص أراض ساحلية لعمل سلسلة من المقاهي السياحية الراقية لتعطي فرصًا أكبر للتنافس فى تقديم أفضل الخدمات للسائح والمواطن والمقيم وسيتم تأجير هذه الأراضى بمبالغ رمزية وستعمل إدارة السياحة على عمل البنية التحتية اللازمة للمشروع لجذب المستثمرين والمساهمة فى إنشاء حديقة مائية /أكوا بارك/ بالتعاون مع شركة تعمير للإنشاءات ووزارة شؤون البلديات والزراعة. ومن المقرر أن تفتتح الحديقة بعين عذارى خلال الصيف القادم وكذلك مشروع الحديقة المائية وإقامة مخيم صحراوي دائم على شكل واحة برية كنوع من تنشيط السياحة الصحراوية والتراثية وسيتم شراء مجموعة من السيارات الجيب ومجموعة من الحيوانات الصحراوية الأليفة كالجمال والخيول لعمل رحلاتالسفر، وتوفير خيام للإستراحة والترفيه وتوسيع طاقة الإيواء بما يتلاءم مع السياحة العائلية التي تتطلب تشجيع إنشاء فنادق سياحية إضافة إلى تشجيع الفعاليات والخدمات السياحية الراقية الجاذبة للسياحة العائلية وتوفير المرافق الترفيهية المتنوعة. أما المحور الثانى فهو المحور الدولي حيث أكد وزير الإعلام أن الجانب الدولي فى غاية الأهمية فيما يتعلق بالترويج لمملكة البحرين بالشكل الأمثل مشيرًا إلى أن السياح الأوروبيين الباحثين عن دفء وإعتدال الجو فى الشتاء هم هدف لقطاع السياحة فى الفترة القادمة.
أهداف الوزارة
وفيما يتعلق بالأهداف التى تسعى وزارة الإعلام فى مملكة البحرين لتحقيقها فى إطار هذه الإستراتيجية، أكد أن الوزارة تهدف إلى مجموعة من الأهداف الإستراتيجية بناءً على الخطة الموضوعة فى هذا الشأن، تتلخص فى خمسة محاور: أولها الأهداف الإقتصادية وتتثمثل في دعم خطط الحكومة لتنمية الإقتصاد البحريني من خلال مضاعفة مساهمة قطاع السياحة فى الإقتصاد الوطني خلال السنوات السبع القادمة ومضاعفة القيمة المضافة إلى الإقتصاد البحريني خلال الخمس سنوات القادمة ليصل العائد إلى 355 مليون دينار.
ويتمثل المحور الثاني فى الأهداف الإجتماعية من خلال تأكيد إستفادة الشعب البحريني من السياحة بتوفير فرص العمل وإيجاد مجتمع مضياف يفخر كل بحريني فيه بالترويج لبلده ويصبح سفيرًا في الخارج ودليلاً في الداخل.
والمحور الثالث هو الأهداف التنموية من خلال العمل على تطوير شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص للتوصل إلى الأهداف المرجوة.
والمحور الرابع هو الأهداف البيئية من خلال تأكيد تبني أسس التنمية المستدامة في ما يتعلق بالأمور البيئية وتحديد المناطق ذات الأهمية الطبيعية لتكون محميات طبيعية وإدارتها وإنشاء مراكز للزوار فيها.
والمحور الخامس هو الأهداف التراثية من خلال المحافظة على التراث البحريني وتقديمه للزائر بطريقة علمية ممتعة، حيث يشمل ذلك التراث المعماري والتاريخي والاجتماعي والتقاليد المحلية وتكون السياحة داعمة للمحافظة على الإرث التاريخي والثقافي فى البحرين وإظهار الفائدة الإقتصادية والإجتماعية لذلك.
التعليقات