مواطنون اشتكوا من ساعات التقنين المتصاعدة
ازمة الكهرباء تتجدد في المناطق اللبنانية

ريما زهار من بيروت: مشكلة الكهرباء في لبنان تبدو أكثر ايلامًا هذه الايام، خصوصًا بعدما اعلن عن احتمال انقطاعها كليًا عن المناطق، الامر الذي ادى الى اثارة استياء اللبنانيين، خصوصًا وان لبنان يشهد هذه الايام موجة حر كبيرة، يحتاج فيها الى الكهرباء لتشغيل المكيفات، فبالاضافة الى هم الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح شاغل اللبنانيين هذه الايام تبرز الكهرباء وانقطاعها المستمر همًا آخر يضاف الى هموم اللبنانيين اليومية. وتهديد لبنان بالتعتيم الكامل هو نتيجة فقدان مادة المحروقات في غالبية المعامل وتدني مخزون الفيول الى ما دون الاسبوع، واقل قليلًا بالنسبة لمادة المازوت المتوافرة فقط في معمل الزهراني، اضافة الى التوقف الكلي لمعمل البداوي لاسباب امنية ومالية معًا.

ازاء هذا الامر اضطرت مؤسسة الكهرباء الى تخفيض اضافي في الانتاج في معامل الزوق والحريشة بعد معمل البداوي سعيا الى الصمود لاطول فترة ممكنة تلافيًا للتقنين الشامل ولساعات طويلة. مع الاشارة الى ان التقنين ازداد خلال الايام القليلة الماضية بشكل ملحوظ حتى في بيروت، وهو وصل في مناطق الشمال والجنوب واقليم الخروب الى اكثر من 14 ساعة تقنين يوميًا والامر الى تصاعد ما لم تؤمن الاموال لفتح الاعتمادات لكميات المحروقات المطلوبة لما تبقى من فصل الصيف على الاقل.
والازمة المالية لكهرباء لبنان تعود لصعوبتين وليس صعوبة واحدة: الصعوبة الاولى هي عدم وجود اموال لدى مؤسسة كهرباء لبنان لتغطية جزء من اسعار المحروقات بفعل تدني الجباية وتعاظم السرقات والتعليق مما خفض الايرادات الى نحو 400 مليار ليرة في سبعة اشهر، بينما كان المنتظر اكثر من 640 مليارًا لاسيما في اشهر الصيف موعد الاستهلاك الاكبر والمردود الاعلى.

الصعوبة الثانية والاخطر هي عدم توافر الاموال لدى الدولة بالعملات الاجنبية وحتى بالعملة اللبنانية لتسديد الاعتمادات وتحويلها من الليرة الى الدولار، لاسيما ان حاجة كهرباء لبنان تفوق الـ110ملايين دولار شهريا بالعملات الاجنبية لشراء المحروقات والطاقة من سوريا، وهي متوقفة منذ اكثر من شهر بسبب مشكلات تواجهها سوريا في تأمين الطاقة الكافية لاستهلاكها الداخلي. علمًا ان لبنان كان يشتري من سوريا نحو 120 الى 140 ميغاوات تقريبًا. هذا من دون التوقف عند احتمال الاعطال المفاجئة في المحطات والمحولات مع عودة موجة الحرارة والرطوبة وغيرها من الاسطوانات التي تواكب تقليص الانتاج.

اعمدة بلا كهرباء

المواطنون من مختلف المناطق اللبنانية ابدوا انزاعجهم من انقطاع الكهرباء وارتفاع فاتورة المولد الكهربائي الذين يشتركون معه، هدى فياض من منطقة بيت مري قالت ان انقطاع الكهرباء ادى الى ارتفاع فاتورة المولد الكهربائي ل5 أمبير الى اكثر من 100 دولار، وهو امر لا يمكن السكوت عنه، واشارت الى ان الحل في مشكلة الكهرباء في لبنان تكمن في تخصيص هذا القطاع كي يتمكن المواطن اللبناني الذي يدفع فواتيره بانتظام من ان يحصل على كهرباء بشكل مستمر.

عمر الداعوق من بيروت قال ان انقطاع الكهرباء وصل حتى الى منطقته حيث لم يكن مألوفًا من قبل هذا الانقطاع الكبير في الكهرباء، علمًا ان بعض مناطق بيروت غير مؤهلة كما في المناطق الاخرى لتحتوي مولدات كهربائية كبيرة، عمر الذي يعمل في احدى الشركات في لبنان يقول ان مشكلة الكهرباء اهم من المشاكل السياسية التي يتعرض لها اللبنانيون يوميًا لانها تشكل عصب الحياة.

رولا صادق من بلدة فرن الشباك تقول ان الحرارة في الليل لا تحتمل خصوصًا مع انقطاع معظم المولدات الكهربائية عند الساعة ال12 منتصف الليل، حيث تضطر الى النوم قبل هذا الوقت، لان منزلها يقع في الطابق الاخير وهي تضطر دائمًا الى تشغيل المكيف لان الحياة كما تقول لا تطاق في الصيف خصوصًا مع ارتفاع الحرارة بازدياد في لبنان اذ لامست ال40 درجة مئوية، وهذا امر لم يكن مألوفًا في السابق.

نقولا كيروز من منطقة جبيل يعتبر ان ضيعته الواقعة في جرود جبيل غير مؤهلة بالمولادات الكهربائية الكبيرة كما في سائر المناطق الساحلية، مما اضطرهم الى شراء مولد كهربائي صغير لكن الامر ليس بالمستحب فمن الضروري ان تعود الكهرباء لتغطي على الاقل نحو 20 ساعة في اليوم، ويقول ان معظم دول العالم المتحضرة لا تعرف هذه المشاكل الا في لبنان فان الاسوأ دائمًا يحصل.

* تصوير ريما زهار