الرياض-القاهرة: سلطت وكالة الانباء السعودية الرسمية اليوم الضوء على اهمية القمة الاقتصادية التنموية الاجتماعية العربية الاولى التي تعقد في الكويت يوم الاثنين والثلاثاء المقبلين في ظل الازمة المالية العالمية والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة . واكدت وكالة الانباء السعودية الرسمية في تقرير لها عن القمة اصدرته اليوم الأهمية الكبيرة لهذه القمة لتزامن انعقادها مع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية والنقص الكبير في معايير الاكتفاء الغذائي العربي ما يستدعي تنسيق العمل وصولا الى وضع الأطر المناسبة لسلة من الحلول للخروج من هذه الأزمة والنهوض اقتصاديا بالمنطقة.

واوضحت ان قادة الدول العربية يبدأون قمتهم الاقتصادية الأولى في الكويت في وقت تشهد فيه الساحة الاقليمية والعربية العديد من التحديات أهمها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة مبينة ان الجلسة الاولي للقمة ستخصص لمناقشة الاوضاع في قطاع غزة حيث أضيفت عبارة quot;التضامن مع غزة quot; الى شعار القمة.

واكدت الوكالة ان القمة الاقتصادية ستبحث موضوعات التجارة والتكامل الاقتصادي والارتباط بمنظومة النقل بين الدول العربية فى مجالات النقل البرى والبحرى وقضايا التعليم والصحة والفقر والحد من البطالة وتحديات المستقبل ومتطلبات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية quot;. كما سيجري خلالها بحث تعزيز العمل العربي المشترك بوصفه وسيلة لبلوغ الدول العربية مراحل متقدمة تجاه التكامل الاقتصادي وتوجيه الاستثمار العربي إلى الأسواق العربية بما يؤدي إلى تطور حقيقي في الاقتصادات العربية بحيث يكون هناك استغلال أمثل لسوق عربية قوامها 320 مليون نسمة.

واشارت الوكالة الى ان القمة الاقتصادية تمثل فرصة حقيقية لبلورة استراتيجيات اقتصادية عربية تتضمن خريطة طريقquot; وخطة عمل وبرامج ومشاريع عملية لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة تسهم في رفع مستوى معيشة المواطن العربي وتنتقل بالعمل الاقتصادي الى مرحلة متقدمة تسهم في الحؤول دون الانزلاق لانكماش اقتصادي في ضوء الخسائر المتوقعة للاقتصاد العربي نتيجة الأزمة المالية. كما ترنو القمة الى الخروج برؤى استراتيجية تعمل على ايجاد حلول متوازنة تتكامل فيها قطاعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق مستويات نماء ايجابية ومشجعة لمستقبل متزن.

خبراء: قمة الكويت فرصة للم الشمل العربي وتحقيق طموحات المواطن في مستقبل أفضل

من جانب أشاد خبراء اقتصاديون باستضافة دولة الكويت للقمة الاقتصادية مؤملين عليها الدور الاكبر فى تحقيق طموحات المواطن العربي بمستقبل افضل اضافة الى لم الشمل العربي وانهاء كافة الخلافات العربية التي فجرتها الاحداث الاخيرة فى غزة. واعتبر الخبراء في تصريحات خاصة ان قمة الكويت تأتي في توقيت مناسب لتوحيد العالم العربي فى مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية التي القت بظلالها على الدول العربية خاصة دول الخليج وايضا الازمة التي حدثت من جراء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني فى غزة.

واكد الخبراء ان الترتيبات التي سبقت القمة واستغرقت اكثر من عام تنم عن استعداد متميز لاول قمة متخصصة للدول العربية من جانب الدولة المضيفة (الكويت) وايضا الامانة العامة لجامعة الدول العربية داعين ان تخرج قرارات القمة على نفس مستوى الاعداد عالي المستوى. وقالت استاذة علم الاقتصاد بجامعة الازهر الدكتورة كريمة كريم انها تتوقع ان يتم اتخاذ موقف عربي موحد للقيام بدور فاعل ومشترك في مواجهة الازمة المالية العالمية حتى لا يكون نصيب العرب الخسائر فقط والتي بلغت اكثر من الفي مليار دولار.

وطالبت بالتوصل الى سياسات للتخفيف من حدة الازمة العالمية علي المواطن العربي مشيرة الي ما تتمتع به الدول العربية من تكامل اقتصادي طبيعي. بدوره راى استاذ الاقتصاد والامين العام لامانة العمل النفابي المهني المشترك بمصر الدكتور شريف قاسم فى تصريح مماثل ان العرب تأخروا في اتخاذ موقف واضح من الازمة الاقتصادية العالمية معتبرا ان تلك الازمة فرصة لان يقدم العرب النموذج الاقتصادي الرائد الذي يساعد العالم فى الخروج من الازمة فى ظل فشل نظام الاقتصاد الحر وايضا النظام الشمولي.

وابدى الدكتور قاسم تخوفه من ان يجد العرب انفسهم خارج النظام الاقتصادي الذي يصاغ حاليا مطالبا باغتنام فرصة انعقاد قمة الكويت لكي يكون لنا مكان في منظومة الاقتصاد العالمي التى تعتمد بشكل اساسي على التكتلات. ونوه قاسم بفكرة انشاء بنك مركزي عربى يخطط ويدير الاوضاع النقدية كخطوة اولى للتكامل الاقتصادي وتوحيد السياسات المالية العربية واصدار العملة العربية الموحدة اضافة الى وضع سياسات استثمارية عربية من خلال منظور التكامل العربي.

من ناحيته اعتبر ممثل الجمعيات الاهلية والخبير الاقتصادي معتصم راشد اشتراك منظمات المجتمع المدني في قمة الكويت احتراما كبيرا لرؤى المواطن العربي في الموضوعات التي ستناقشها القمة منوها بان الكويت كانت سباقة باستضافة اول قمة متخصصة للجامعة العربية. ولفت راشد الى ان القمة تتزامن مع ما خلفته الازمة المالية العالمية من اضرار على العالم وانعكاساتها على العرب عامة والخليج بصفة خاصة مشيرا الى ان المجتمع المدنى يطالب باعادة النظر فى السياسات الاقتصادية المتبعة.

ونوه باهتمام قمة الكويت بموضوع تغييرات المناخ مطالبا بتحميل اسرائيل المسؤولية عن تدمير البيئة بالاراضى الفلسطينية وادانة العدوان المستمر على غزة مع دعوة الفصائل الفلسطينية للتوحد لمصلحة شعبهم . واختتم راشد تصريحاته بمطالبته بان تكون قرارات القمة الاقتصادية نموذجا للعمل العربي الجاد والمشترك وان تكون لها مشروعات محددة وملموسة على ارض الواقع منوها بالترتيبات التي تمت اعدادا للقمة من قبل دولة الكويت والامانة العامة للجامعة العربية.