براغ: تنامى بشكل كبير عدد الأجانب الذين يعملون في تشيكيا، منذ سقوط النظام الشيوعي قبل 20 عاماً إلى الآن، الأمر الذي أظهرته أحدث المعطيات المنشورة في الدولة، والتي أشارت إلى أن العدد تضاعف ثلاثة عشر مرة، ما يجعل تشيكيا من الدول الأسرع نمواً في العالم في عدد الأجانب فيها بالنسبة إلى عدد السكان.
وأكدت مديرة المكتب التشيكي لمنظمة الهجرة الدولية لوتسيه سلادكوفا أن الأجانب يشكلون الآن 4 % من عدد سكان تشيكيا، غير أن نسبة تمثيلهم بين القوى العاملة في تشيكيا هو الآن 6 %.
وأشارت إلى أن نسبة الأجانب في تشيكيا لا تزال، مقارنة بالمعدل الوسطي السائد في الاتحاد الأوروبي قليلة، غير أن وتيرة نموهم تعتبر من الأسرع عالمياً، وإن كان قد حدث تراجع في عدد الأجانب أخيراً، بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على تشيكيا، وحث السلطات التشيكية للأجانب الذين فقدوا أعمالهم على أراضيها على مغادرتها إلى أوطانهم مقابل تسهيلات قدمت على شكل منحهم بطاقات سفر بالطائرة، مع معونات مالية، الأمر الذي استفاد منه نحو 2000 أجنبي.
وترى سلادكوفا أن خلق ظروف مناسبة للأجانب في تشيكيا يمكن أن يجعل من وجود الأجانب مكسباً للتشيك، داعية إلى تخفيف الإجراءات الإدارية، التي تتبع، لمنح الأجانب حق الإقامة والعمل في البلاد.
وعلى الرغم من أن الدول الغربية قد فتحت أبوابها أمام التشيك، الذين لجأوا إليها، عندما فرّوا من النظام الشيوعي، ثم فتحت معظم هذه الدول أسواق العمل أمامهم وأمام مواطني دول الاتحاد الأوروبي الجديدة، التي انضمت إلى الاتحاد في عام 2004، إلا أن مسحاً اجتماعياً نفّذه المعهد الاجتماعي التابع لأكاديمية العلوم التشيكية قد أظهر أخيراً أن المواطنين التشيك لا يتبنون مواقف تسامحية إزاء عمل الأجانب في بلادهم، وأن غالبية التشيك لا يزالون ينظرون إلى هجرة الأجانب على أنها أمر يثقل سلبياً المجتمع التشيكي.
وأشار المسح إلى أن خمس التشيك فقط يدعمون عمل الأجانب في بلادهم، في حين يرى 78.2% منهم أنه من الضروري الحد من عمل الأجانب في المناطق التي تسجل فيها البطالة نسباً عالية، لأن اليد العاملة الأجنبية الرخيصة تمثل تهديداً لفرص العمل للتشيك.
وعلى الرغم من وجود نحو نصف مليون أجنبي في تشيكيا الآن، وفق معطيات وزارة الداخلية التشيكية، يقومون بالكثير من الأعمال التي لا يقوم بها التشيك، ويسدون نقصاً في العديد من التخصصات والمهن، إلا أن 25% فقط من التشيك يرون أن الأجانب يساهمون في التنمية الاقتصادية لتشيكيا.
ويرى القائمون على المسح أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على تشيكيا، التي ظهرت من خلال ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من نصف مليون، وتراجع الأداء الاقتصادي، لعبت دوراً في هذا الموقف السلبي للتشيك من موضوع عمل الأجانب في بلادهم، غير أنهم يشددون في الوقت نفسه على أن هذا الموقف السلبي للتشيك كان يوجد حتى في عام 2007، حين وصل معدل النمو الاقتصادي في بلادهم إلى 5 %.
وصنّف القائمون على المسح التشيك بأنهم ينتمون إلى الدول الأوروبية ذات الاقتصاد الضعيف، أكثر من انتمائهم إلى الدول الأوروبية الغربية الديمقراطية، من حيث تناولهم وتحسسهم لواقع الهجرة.
التعليقات