تسببت مدونة السير الجديدة، التي بدأ العمل بها في المغرب، منذ ما يزيدعلى أسبوع، في إشعال نار الزيادات في أسعار الخضار، والفواكه، واللحوم، إذ يحمل المهنيون ارتباك حركة السير مسؤولية الزيادات الجديدة في الأثمان،في المقابليجد المواطنون أنفسهم في مواقف لا يحسدون عليها.

الدار البيضاء: تعيش الأسواق المغربية على إيقاع الارتفاعات المتواصلة في أسعار الخضر والفواكه، وحتى اللحوم، وبينما يرجع المهنيون السبب إلى مدونة السير الجديدة، يجد المواطنون أنفسهم في مواقف لا يحسدون

عليها، خاصة أن الضربات تتوالى عليهم، سواء في المناسبات أو غيرها.

وتظهر لائحة الأسعار أن ثمن بعض الخضراوات ارتفع بالضعف، أما الفواكه فما زالت تواصل زياداتها القياسية، إذ إن ثمن الكيلوغرام الواحد من التفاح وصل إلى 30 درهما (حوالى 4 دولارات)، في حين أن الطماطم قفزت حاجز الـ 10 دراهم (دولار ونصف)، بينما البطاطس وصلت إلى 7 دراهم (حوالى دولار).

اللحوم بدورهما مسّتها موجة الغلاء، إذ إنها بلغت حوالى 80 درهما للكيلوغرام (حوالى 10 دولارات)، وهو يجعل عددا من الأسر تقبل على اقتناء لحم الدجاج، علما أن السمك لم يعد يوجد له مكان في موائد العائلات المغربية، خاصة تلك التي تنحدر من طبقات فقيرة أو متوسطة.

ولا يتجاوز إنتاج المغرب من اللحوم الحمراء 18 ألف طن، في وقت يرتفع حجم الاستهلاك إلى أكثر من ذلك. ويرجع السبب في عدم بلوغ التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، إلى تأخر قطاع تربية الأبقار والمواشي، إذ تعد الاستثمارات في هذا المجال ضعيفة.

وفيما يتواصل تحميل القانون الجديد السؤولية، أكدت وزارة التجهيز والنقل أن مدونة السير لم تأت بأي جديد بشأن الحمولة المحددة للشاحنات، باستثناء مراجعة الغرامات في حالة عدم احترام الحمولة المحددة وفقا للقوانين المنظمة لنقل البضائع، خاصة القانون99 -16 ونصوصه التطبيقية.

وأشارت الوزارة، في بلاغ لها، إلى أنه quot;تقرر بعد المشاورات التقنية مع الجهات المعنية، رفع حمولة شاحنات صنف 8 أطنان إلى 14 طنا، وهو ما يجعل الحمولة المسموح نقلها فعليا لهذه الشاحنات وبصفة قانونية هي 15 طنا و400 كلغ، باعتبار الهامش المتسامح بشأنه الذي حددته مدونة السير في 10 في المائةquot;.

وفي هذا الإطار، قال عبد الإله سليمي، محلل اقتصادي، إن quot;ارتفاع أسعار المواد الغذائية زاد من تأزيم أوضاع الأسر الفقيرة، وحتى المتوسط أيضا، إذ إن قدراتها الشرائية تضررت بشكل كبير، وهو ما دفع إلى تراجع الإقبال حتى على أسواق بيع الخضرquot;.

وأوضح عبد الإله، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;تعاقب المناسبات، وتواصل الزيادات، دفع عددا من الأسر إلى الإقبال على قروض الاستهلاك، رغم عدم قدرتهم على الآداء، وهذا ما يهدد الاستقرار الاجتماعي لهذه الأسرquot;.

وكانت معطيات البحث الوطني حول الأثمان، الذي تنجزه المندوبية السامية للتخطيط، كشفت أن مصاريف التمدرس عرفت، ما بين 2005 و2009، ارتفاعا بمعدل سنوي قدره 1.8 في المائة.

وعزت المندوبية، في مذكرة إخبارية حول مستوى وتطور نفقات التمدرس عند الأسر، هذا التطور إلى زيادة سنوية قدرها 0.4 في المائة في أثمان اللوازم المدرسية، و3.2 في المائة في نفقات الدراسة، و1.4 في المائة في مصاريف السكن الداخلي الخاص بالتعليم.

ويغطي البحث الوطني حول الأثمان مواد وخدمات التعليم المستهلكة من قبل الأسر، وذلك طبقا لمسمية الدولية لوظائف الاستهلاك. وتتكون هذه المواد من مصاريف التمدرس واللوازم المدرسية ومصاريف السكن الداخلي.

وعلى المستوى الفردي، أبرزت المندوبية أن معدل النفقات السنوية لكل شخص ممدرس بلغ 1273 درهما في2007، مع تباين ملحوظ حسب وسط الإقامة، وقطاع التعليم، والمستوى الدراسي.