تشهد سوق الصرف في اليمن حالياً إستقراراً منذ قرابة شهرين عند 215 ريالاً مقابل الدولار وذلك بعد موجة إرتفاع وصل فيه سعر الدولار إلى 250 ريالاً لأول مرة في تاريخه، حيث إتخذت الحكومة عدة إجراءات ونجحت في إعادة الصرف إلى هذا المستوى برغم بعض المآخذ التي يبديها الإقتصاديون.


صنعاء: يقول المحلل الاقتصادي علي البشيري مسؤول الملحق الاقتصادي في صحيفة الثورة اليومية لـ quot;إيلافquot; أن استقرار سعر الصرف جاء نتيجة لعدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أهمها الرقابة الفاعلة، على شركات الصرفة وأيضًا إيجاد آلية مشتركة مع البنوك تتضمن تغطية السوق باحتياجاتها من العملة الصعبة، هذه الإجراءات أسهمت في تحقيق الاستقرار.

وأضاف أن من تلك الإجراءات ضخ العملة الصعبة للسوق بطريقة غير عشوائية، بحيث يتم طلب مستندات باحتياجات التجار من العملة والتحقق منها من قبل البنوك، ما يثبت أنهم بحاجة لهذه الأموال لجلب السلع من الخارج.

ويرى البشيري أنه quot;لا شك أن هذه الإجراءات وضعت استقرارًا نسبيًا في سعر الصرف، والذي جاء بالتزامن مع التحسن النسبي في عائدات اليمن من النفط، الذي يمثل المصدر الرئيس للنقد الأجنبي في البلاد، ولا شك أن الحكم على مدى استقرار سعر الصرف من عدمه فيه نوع من الصعوبة، غير أن الدلائل تشير إلى أن هذا الاستقرار سيستمرquot;.

وأشار إلى أن quot;بيانات الأشهر الخمسة الماضية أوردت أن هناك تحسن في دخل اليمن من النفط، فضلاً عن التوجه الحكومي على إبقاء عجز الموازنة في الحدود الآمنة كي لا تضطر الحكومة إلى إجراءات الاستدانة من الخزانة أو طباعة أوراق نقدية، وهو الأمر الذي أثر سلبًا في سوق الصرف خلال الفترة الماضية.

وحول الأوضاع الأمنية وتأثيراتها في سوق الصرف، أوضح البشيري أنه quot;إذا استمرت الدولة في ضبط السوق وتعزيز رقابتها وتعزيز دور اللجان المتابعة لسعر سوق الصرف في اليمن، فأعتقد أن هذه الأوضاع لن تؤثر كثيرًا، وكثير من الدول لديها مشاكل أمنية لكن عملتها مستقرة، فمشكلتنا ليست في القلاقل، وإنما في وجود انفلات في بعض الأحيان في السوق، وهذا يجعل بعض المضاربين برفع أسعار الصرف كيف ما يريدونquot;.

خليجي 20 سيساهم والعيد لن يؤثر

حسب البشيري، فإن دورة خليجي 20 التي ستفتتح في 22 نوفمبر/تشرين الثاني quot;ودخول أفواج كثيرة من المشجعين لخليجي 20 من دول الخليج سيساهم كثيرًا في استقرار العملة لفترة معينة ومكوثهم في اليمن خلال فترة خليجي 20، وما سينتج من صرفهم لعملات صعبة داخل اليمن، فإنه سيسهم في مد السوق بالعملة الصعبة، وهذا سينعكس إيجابًا على سوق الصرافة في اليمن وعلى سعر الصرف.

مشيرًا إلى أن السياحة من القطاعات الواعدة والمهمة لتعويض تناقص عائدات النفط وهذا المورد قادر على جلب ملايين الدولارات إذا توافرت البيئة الأمنية والسياسية للسياحةquot;.

أما حول ما يتعلق بدخول عيد الأضحى فإنه يرى أن quot;سعر الصرف لن يتغير مع مجيء العيد لكون اليمنيون المغتربون يعودون في هذه الفترة، إضافة إلى أن السلع التي يتم الطلب عليها كثيرًا، وتغير أسعار الصرف غالبًا يكون في فترة رمضان وعيد الفطر. أما في عيد الأضحى فيقتصر الأمر على استيراد المواشي فقطquot;.

وفي ما يتعلق بأسعار الذهب يقول علي البشيري إن ارتباطه عالميًا بأسواق الذهب سيظل المسيطر على أسعاره في اليمن كما هو الحال في العالم، مشيرًا إلى أنه ليس مرتبطًا بالدولار.

وتشهد السوق اليمنية ارتفاعًا في أسعار الذهب، حيث يحتفظ بسعره مابين 9500 ريال إلى 10000 للغرام الواحد عيار 21.وتعاني اليمن حاليًا مشاكل أمنية قوضت دور السياحة الذي كان أحد الموارد التي تدر على البلاد دخلاً لا بأس به، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن quot;الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد عام 2009، من عناصر laquo;القاعدةraquo;، تسببت بخسائر بلغت نحو مليار دولارquot;.