ليس لعيد العشاق في تشيكيا تقاليد زمنية طويلة، بالنظر إلى كون الاحتفال به لم يتم إلا في بداية التسعينيات، أي بعد سقوط النظام الشيوعي، ونظراً إلى أن الكثير من التشيك لا يزالون ينظرون إليه على أنه عيد دخيل على أجوائهم وعاداتهم، رغم الحملات المكثفة التي تقوم بها مختلف الشركات للترويج لمنتجاتها، كي تحقق كسباً مادياً أكبر خلال أيام قليلة تسبق quot;عيد فالنتين والعشاقquot;.

براغ: يطغى اللون الأحمر بطبيعة الحال على زينة المحال التجارية المختلفة في البلاد منذ أيام عدة تزامناً مع هذا العيد، ولا يشمل ذلك محال الألبسة المختلفة، وإنما كل محال الورود والعطور والزينة والحلويات وألعاب الحيوانات، وحتى مكاتب السياحة وشركات الطيران انضمت إلى حملة الترويج لهذا العيد، من خلال تخصيص بعضها، ومنها الخطوط الجوية التشيكية، تذاكر خاصة تحت اسم quot;تذاكر فالنتينquot;، تعرض فيها بيع تذكرتي طائرة إلى إحدى العواصم الأوروبية لإمضاء عطلة نهاية الأسبوع فيها لمحبين بسعر تذكرة واحدة.

وقد قطعت شركة سكاي أوروب السلوفاكية شوطاً متقدماً مقارنة بالشركات الأخرى، عندما أعلنت أخيراً أنها ستوزّع هذا العام بمناسبة عيد العشاق للمحبين تذاكر سفر مجانية على متن رحلاتها، شرط أن يتبادل العاشقان القبل أمام المكان المخصص فيها في المطار، قبل صعود المسافرين إلى متن طائراتها.

ويقول الناطق باسم الشركة توماش كيكا إن ما يسميه بعرض فالنتين يسري فقط في مطارات براغ براتيسلافا وفيينا، ولكنه يشمل كل رحلات الشركة يوم السبت ورحلات العودة التي تتم في أوقات أخرى، مشيراً إلى أن طائرات شركته مثلاً ستطير يوم السبت من براغ إلى أمستردام وميلانو ولندن وروما، وأوضح أن الشركة ستوزّع التذاكر للعاشقين مجاناً، قبل 3 ساعات من بدء الرحلة، وأن التذاكر ستمنح للعاشقين، وفق قاعدة quot;من يحضر مبكراً، فإنه سيطير أولاًquot;.

من جهتها، تشير الناطقة الصحافية باسم الخطوط الجوية التشيكية دانييلا هوباكوفا إلى أن الشركة سجلت في السابق تنامي الاهتمام بالسفر خلال عيد العشاق، ليس فقط من تشيكيا، وإنما من بريطانيا وسلوفاكيا وألمانيا والولايات المتحدة، ولذلك فإن شركتها تعرض الآن أسعاراً مخفضة لمن يسافر على متن طائراتها إلى بعض المدن، ولاسيما برشلونة وروما وتالين وبودابست أو إلى إسطنبول.

وبالتوازي مع ذلك، تؤكد مكاتب السياحة التشيكية من جانبها أن التشيك لم يعودوا يكتفون بتقديم الورود والحلويات والعطور والألبسة الداخلية بمناسبة عيد العشاق، وإنما يزداد إقبالهم على حجز أماكن لهم في المصحات خلال عطلة نهاية الأسبوع. أما سعر الحجز للشخص الواحد فهو بالمعدل الوسطي 3400 كورون، أي نحو 188 دولاراً.

ويؤكد أصحاب المحال التجارية الكبيرة، ومنها محال شركة تيسكو، أن مبيعات الورود تزداد لديهم بمقدار خمسة أضعاف قبل عيد العشاق، فيما يتضاعف بيع مشروب الشمبنانيا مرتين، كما يرتفع بيع الواقي الذاكري بمقدار 50 % مقارنة بالأيام العادية.

وعلى الرغم من أن مظاهر العيد تُلاحظ واضحة وبقوة في شوارع المدن التشيكية، إلا أن أخر استطلاع للرأي، أجرته وكالة ستيم مارك، أشار إلى أن 39% من التشيك، الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، سيحتفلون بهذا العيد هذا العام، في حين يتجاهل نحو ثلثي عدد التشيك هذا العيد، وبدلاً من ذلك يعطون الأولوية في احتفالاتهم المشابهة للأعياد التقليدية، التي لها جذور عميقة في البلاد، مثل عيد الزواج وذكرى التعارف بين المحبين والعشاق أو أعياد الميلاد الشخصية وأعياد الاسم.

ويصرف التشيكي، حسب بعض الإحصاءات، بمناسبة هذا العيد، بالمعدل المتوسطي من 1000 إلى 1500 كورون، أي ما بين 55 إلى 83 دولاراً، الأمر الذي يجعل، ليس فقط الطرف الآخر الذي يستلم الهدية مسروراً، وإنما أيضاً أصحاب المحال التجارية المختلفة، الذين ينتظرون هذا العيد بشغف، مثل بعض العشاق، من أجل زيادة مبيعاتهم، خاصة وأن هذا العيد يأتي بعد عيد الميلاد، الذي يتم فيه تبادل الهدايا تحت شجرة العيد على نطاق واسع.. وبين عيد الفصح المجيد، الذي يحل عادة في نيسان/ إبريل من كل عام.