سنغافورة: قفز سعر النفط الخام اليوم الجمعة متوّجاً أسبوعين متتاليين من التداول فوق 80 دولاراً للبرميل، بعدما أشارت الصين إلى أنها ستبقي على خطط التحفيز الاقتصادي، مما جدد الآمال في أن يؤدي تسارع النمو إلى سحب الإمدادات الفائضة من النفط الخام.

وأكّد رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) ون جيا باو في خطابه السنوي أمام المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني أن الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، ستواصل تطبيق سياسة نقدية ميسرة، وسياسة مالية نشطة.

وارتفع الخام الأميركي تسليم إبريل/ نيسان 48 سنتاً، ليصل إلى 80.69 دولار للبرميل، بحلول الساعة 04:55 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس أعلى ارتفاع في سبعة أسابيع بلغ 81.23 دولار للبرميل منذ يومين. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم إبريل/ نيسان 47 سنتاً، ليصل إلى 79.01 دولار للبرميل.

وارتفعت الأسهم الآسيوية، بعد صدور بيانات مشجعة عن مبيعات التجزئة والوظائف من الولايات المتحدة -أكبر سوق لصادرات آسيا- مما يشير إلى أنها في طريقها للاستقرار.

وتوقع محللون أن يظهر تقرير العمالة غير الزراعية الأميركي، المنتظر صدوره في وقت لاحق اليوم الجمعة، تراجعاً في أعداد العاملين في فبراير/ شباط، بسبب العواصف الثلجية.

وأفلتت الصين من أسوأ تباطؤ عالمي، من خلال زيادة الائتمان، وخفض أسعار الفائدة، وإطلاق برنامج للبنية التحتية قيمته أربعة تريليونات يوان (585 مليار دولار) في أواخر 2008.

ولكن في الشهرين الماضيين فرضت الصين قيوداً على الأموال التي تقرضها البنوك، من خلال رفع الاحتياطي الإلزامي الذي تودعه البنوك لدى البنك المركزي، بهدف منع النمو المحموم للاقتصاد.

وكانت أيضاً تحركات العملات عاملاً رئيساً في التأثير على أسعار النفط هذا العام. وانخفض اليورو مقابل الدولار يوم الخميس، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط، إذ عززت تعليقات البنك المركزي الأوروبي وجهة النظر القائلة إن أسعار الفائدة في المنطقة ستظل منخفضة في المستقبل القريب.

ويشكل الدولار القوي ضغوطاً على سعر النفط، لأنه يجعل السلع المقوّمة بالدولار أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وجرى تداول الخام الأميركي عند مستوى 69-84 دولاراً خلال الأشهر القليلة الماضية، وسط تشكك بشأن وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي. ويقول بعض المتعاملين والمحللين إن تحركات العملة قد تلعب دوراً مهماً في دفع الأسعار للخروج من هذا النطاق السعري.