في وقت دعت فيه المفوضية الأوروبية البنوك والهيئات الرقابية الوطنية إلى عقد اجتماع في بروكسل يوم الجمعة، من أجل مناقشة سبل تنظيم السوق المتنامية لمقايضة العجز عن سداد القروض، وسط ادعاءات عن مشاركة تلك التجارة المعقدة والوسيلة الاستثمارية في وقوع أزمة الديون التي عصفت أخيراً باليونان، وتهاوي قيمة اليورو في أسواق صرف العملات الأجنبية، أكد الخبير الاقتصادي جيفري وود، الأستاذ في مدرسة كاس لإدارة الأعمال في لندن، على أن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة، ورفض أن يُحمِّل مقايضات العجز عن سداد القروض مسؤولية أزمة اليونان.

وأضاف في حوار أجراه معه موقع quot;فرانس 24quot; الفرنسي، إن ما حدث في اليونان هو أن بعضا ً من المستثمرين الذين قاموا بشراء السندات اليونانية قد اكتشفوا - أو علموا بالفعل - أن الحكومة اليونانية كانت تقوم بتزوير الأرقام. وهو ما جعلهم يقررون التخلي عن جزء من عائداتهم من السندات عن طريق شراء مقايضات العجز عن سداد القروض. وقال :quot; لقد قاموا من الناحية العملية بدفع أموالا ً لشخص ما وافق على حمايتهم في حالة تعثر اليونان. لكنهم لم يتسببوا في حدوث أزمة الديون. وقد يكون كل ما فعلوه هو أنهم أرسلوا إشارات سلبية عن اليونان وجعلوا الناس أكثر ترددا ً في ما يتعلق بشراء الديون اليونانية. والدرس الوحيد الذي يمكننا استخلاصه من تلك الأزمة، هو أن اليونان تبدو كما لو كانت دولة غير مسؤولةquot;.

وبسؤاله عمَّا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعله من أجل تنظيم السوق بالنسبة لمقايضات العجز عن سداد القروض، لم يخف وود حقيقة مشاعر الخوف التي تهمين على الاتحاد من هذا الشيء الذي يشعر بأنه عاجز عن السيطرة عليه. ويضيف بقوله :quot; من الصعب تخيل طريقة تنظيمهم لمقايضات العجز عن سداد القروض في الاتحاد الأوروبي، لأن المقايضات ستنفذ ببساطة في أي مكان آخر. فعلى سبيل المثال، إن بدأت فرنسا في إساءة التصرف بالطريقة التي انتهجتها اليونان، فإن المرء سيتمكن على الدوام من شراء مقايضات على الديون الفرنسية في جزر سيشلquot;.

ثم يختم وود حديثه بالقول :quot; قد تتخذ بروكسل قرارا ً يقضي بقصر عملية شراء مقايضة العجز عن سداد القروض على الأشخاص الذي يمتلكون في واقع الأمر الصك (مثل السند ) الذين يشترون في مقابله التأمين، حيث يمكنك ndash; كما هي الأمور الآن ndash; أن تقوم بشراء مقايضة لتأمين نفسك ضد أي شيء تقريبا ً. لكن ذلك سيدفع بالمستثمرين إلى الخارج، وهو ما سيخفف من ثقل السوق الأوروبية وجعلها أكثر تقلبا في نهاية المطافquot;.