تراجع الطلب على قوارب التنزه في دبي بنسبة وصلت إلى 40 %، وهو ما دفع شركة quot;غلف كرافتquot; إلى منح ثلث عمالها إجازة طويلة. وتؤكد الشركة أنّ سمعة دبي تؤثّر على نطاق أعمالها، وفي الوقت الذي تصدّر ما يزيد عن 70 % من منتجاتها للخارج، تتلقى اتصالات من موردين وشركاء في الخارج يعربون لها عن قلقهم بشأن قدرتها على التعافي.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: حول تداعيات الانكماش الاقتصادي ومدى تأثيره على بعض الصناعات بدولة الإمارات، وفي مقدمتها صناعة القوارب، بالتزامن مع الهزة التي تعرضت لها مع إعلان quot;دبي العالميةquot; عن رغبتها في إعادة هيكلة ديونها نهاية العام الماضي، تعد اليوم صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تقريراً تلقي من خلاله الضوء على تأثّر صناعة القوارب في دولة الإمارات العربية المتحدة بتلك الوضعية الاقتصادية التي تمر بها إمارة دبي.

ويوضح ناصر الشعالي، الرئيس التنفيذي لشركة الخليج لصناعة القوارب quot;غلف كرافتquot;، أن الطلب على قوارب التنزه قد تراجع بنسبة وصلت إلى 40 %، وهو ما دفع الشركة إلى منح ثلث عمالها إجازة طويلة. مشيراً إلى أن quot;سمعة دبي تؤثّر على نطاق أعمالنا، وفي الوقت الذي نقوم فيه بتصدير ما يزيد عن 70 % من منتجاتنا للخارج، نتلقى اتصالات من موردين وشركاء في الخارج يعربون لنا عن قلقهم بشأن قدرتنا على التعافي. فالمسألة هنا مسألة تصور، وهم يعرفون أننا على مقربة من دبي ويعتقدون أن هناك ثمة ارتباطاً يجمع بيننا بصورة ما. فعندما تعطس دبي، تنتقل العدوى للمنطقة بأسرهاquot;، كما نقلت الصحيفة عنه.

ورغم تأكيد الصحيفة على أن مثل هذه المخاوف قد يكون مبالغ فيها بالنسبة إلى شركة غير مدينة، وتخطط للتوسع في منتجات جديدة باستخدام مواردها الخاصة، إلا أنها تُبيِّن أن الأحداث التي تشهدها دبي تؤثّر على باقي دولة الإمارات. وهنا، تشير الصحيفة إلى أن الشركة بدأت في بيع قوارب الصيد عام 1982. وتبيع الآن ما يقرب من نصف سفنها خارج الخليج، إلى مناطق بعيدة، مثل فنزويلاً وأستراليا.

كما يتراوح إنتاجها ما بين قوارب quot;الجيت سكيquot; صغيرة الحجم وقوارب الصيد وكذلك اليخوت متوسطة الحجم. كما تسعى الشركة إلى تنويع نشاطاتها، وهي إذ تركّز في هذا الشأن على الظفر بتعاقدات حكومية في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى خفر السواحل، والمرافق، وحرفة الصيد.

ثم تلفت الصحيفة إلى حقيقة الضرر الشديد، الذي أصاب أسواق النقل البحري القوية على نحو تقليدي في كل من دولة الإمارات والكويت، وهو ما جعل الشعالي وغيره من أصحاب المشاريع يتحولون إلى الحكومات الممولة تمويلاً جيداً، لمساعدتهم على تجاوز موجات الانكماش الاقتصادي المتواصلة. وتراهن quot;غلف كرافتquot; في الوقت الحالي على أسواق أخرى، بغية تحقيق نمو مستقبلي، خصوصاً الأسواق الناشئة في أفريقيا والصين. ويلفت الشعالي إلى أنه quot;يوجد هناك الكثير من الأموال النقدية، والنقدية هي التي تكون بحاجة لمن يقوم بتوجيهها، خلافاً للمجتمعات الأكثر نضجاً في أوروبا والولايات المتحدة الأميركيةquot;.

وتتوقع الشركة، بحسب الصحيفة، أن تقوم هذا العام ببيع ما يقرب من 300 سفينة، بعدما باعت 350 العام الماضي، وأكثر من 400 عام 2008. لكن مع ظهور مؤشرات على حقيقة حدوث انتعاش طفيف في الطلب، عادت الشركة لتستدعي 10 % من عمالها التي قامت بتسريحهم عقب الأزمة التي نشبت العام الماضي. وتنوه الصحيفة كذلك إلى أن مسألة التوظيف لا تعتبر المشكلة الوحيدة التي تواجهها الشركة، فنقص الكهرباء والمياه في الإمارات الشمالية، يتسبب في انقطاع منتظم للتيار الكهربي خلال فصل الصيف، وهو الأمر الذي يُجبر الشركة على تحمل تكلفة مولد كهربائي باهظ الثمن ومعدات أخرى تستخدم في تحلية المياه.

ويقول الشعالي في نهاية حديثه quot;نشعر في بعض الأحيان أننا نعمل، كما لو كنا في جزيرة، حيث لا تتوافر الخدمات النموذجية التي يمكن لأي فرد أن يتوقعها، وهو ما يؤدي لزيادة تكلفة أعمالنا التجارية. نحتاج تخطيطاً أفضل. وإن كنا نلتمس العذر لدبي، حيث تسير معدلات النمو هناك بصورة تفوق المتوقع، فلا يمكن تبرير ما يحدث في باقي الإمارات بتلك الحجة. ويمكنني القول إن نجاح دبي استند على نجاح المنطقة. والفجوة التي تتشكل الآن بصورة بطيئة مع دبي من المحتمل أن تشغلها إمارات أخرىquot;.