أبوظبي - إيلاف: من المقرر أن يصل إلى الإمارات هذا الأسبوع وزير التجارة النيوزيلندي تيم جروسر على رأس وفد تجاري كبير في زيارة إلى الدولة، تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. تأتي الزيارة في إطار جولة خليجية يقوم بها الوزير والوفد المرافق له تشمل كلاً من المملكة العربية السعودية، والبحرين، والكويت، وتختتم في دولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة أبوظبي ودبي.

ويعد الوفد هو الأكبر من نوعه الذي يزور الإمارات والشرق الأوسط من نيوزيلندا، حيث يضم أكثر من 90 من كبار رجال الأعمال النيوزيلنديين، الذين يمثلون أكثر من 60 شركة من كبرى الشركات النيوزيلندية، التي تتطلع إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة والتنمية الاقتصادية التي تشهدها المنطقة.

ووفقاً لهيئة التجارة والمشاريع النيوزيلندية، الجهة المعنية بشؤون التنمية الاقتصادية والتابعة للحكومة النيوزيلندية، فإن دول الخليج تمثل أحد المساهمين المهمين في النمو الاقتصادي في نيوزيلندا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين نيوزيلندا ودول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 2.1 مليار دولار أميركي خلال العام الماضي، أي بزيادة قدرها 40 % منذ العام 2000، مما يجعل دول الخليج سادس أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا.

وتمثل الإمارات أهمية كبيرة لنيوزيلندا، وذلك بوصفها واحدة من أكبر أسواق نيوزيلندا في الشرق الأوسط. وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 563 مليون دولار أميركي في 2009، أي ما يوازي 28 % من إجمالي حجم التجارة بين نيوزيلندا ودول الخليج. وارتفعت الصادرات النيوزيلندية إلى الدولة، لتتجاوز 245 مليون دولار أميركي في 2009، أي بزيادة قدرها 61 % مقارنة بالأرقام المسجلة في العام 2007، فيما تجاوز إجمالي صادرات الإمارات إلى نيوزيلندا 318 مليون دولار أميركي، حيث استأثر النفط الخام على الجزء الأكبر منها.

وعلّق وزير التجارة النيوزيلندي تيم جروسر على الزيارة موضحاً أنّ quot;حجم وقوة الوفد التجاري المرافق يعكس عمق العلاقات المشتركة والمتنامية التي تربط بين البلدين، وأهمية هذه السوق بالنسبة إلينا. كما تحرص الشركات النيوزيلندية على بناء علاقات تجارية مشتركة طويلة الأمد مع نظيراتها الإماراتية هنا في الدولةquot;.

واعتبر أن الزيارة فرصة ممتازة لرجال الأعمال النيوزيلنديين لعرض الخبرات والمهارات والإمكانات التي يمكن أن يوفروها للشركاء المحليين في الإمارات، مما يسهم في تعزيز وتنويع العلاقات الاقتصادية الحالية فيها.

وتلعب الإمارات دوراً مهماً بالنسبة إلى الشركات النيوزيلندية، حيث تمثل سوقاً متنامية للمنتجات والخدمات التي توفرها هذه الشركات، فضلاً عن أنها تعد المركز التجاري الرئيس للمنطقة، وقاعدة ممتازة يمكن من خلالها ممارسة الأعمال في أنحاء الشرق الأوسط كافة.

وهنالك بعض الأمثلة على الشركات النيوزيلندية الناجحة في الدولة، بما فيها quot;غلوبال تيمبر هومزquot;، التي شاركت أخيراً في تصميم وبناء مطعم خشبي على المياه في منتجع شاطئ الراحة في أبوظبي، باستخدام أشجار الصنوبر النيوزيلندية المستدامة، وشركة quot;بولترون كومبوستسquot;، التي قامت بإنشاء مصنع في المنطقة الحرة في جبل علي في دبي لتصنيع المواد المركبة من خلال تقنية البولتروشن التي تقوم بتحويل الألياف والراتنجات إلى مواد تتسم بصلابتها العالية وخفة وزنها ومقاومتها الفائقة للكهرباء والتآكل في قطاع الإنشاءات، وشركات التقنية النيوزيلندية، مثل quot;أورايون هيلثquot;، وquot;فيشر آند بايكل هيلث كيرquot;، وquot;4آرإف كوميونيكيشنزquot;، وquot;تيت إلكترونيكسquot;، التي قامت كلها بإنشاء مقار لها في الإمارات، للاستفادة من البنية التحتية القوية لمصلحة قطاع التقنية بأسره واستخدام هذا الموقع كمركز إقليمي للشركات المتعلقة بالتكنولوجيا.

وتهدف المبادرات الحكومية، مثل هذه الجولة الخليجية، إلى توسيع أفاق التعاون التجاري المشترك مع الإمارات من خلال تطوير قطاعات مثل الأغذية والمشروبات، والتصنيع المتخصص، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعليم، إضافة إلى استكشاف فرص استثمارية وتجارية جديدة.