للمرة الأولى يفتقد الجيل السعودي الحالي منتخبهم الأخضر في ملاعب المونديال الكروية، وأصبح يشاهد بطولة كأس العالم من المدرج، بعدما كان دائم الحضور، ممّا جعل القنوات الناقلة للبطولة تفتقد ربحًا مؤكّدًا بافتقاد المنتخب السعودي لفرصة التأهل للمرة الخامسة.
عبدالله آل هيضه من الرياض: بمقارنة سريعة لحال الشارع السعودي في بطولة كأس العالم 2006، وهي البطولة الأخيرة التي شارك فيها منتخب المملكة، يرى أصحاب محال بيع البطاقات المشفرة لنقل بطولة كأس العالم أن ذلك العام شهد نشاطًا في البيع أكثر من العام الحالي. والسبب هو كما يوضح أحد أصحاب المحال هو أن quot;غياب المنتخب السعودي أثّر على الحراك الاقتصادي للبيعquot;.
وعلى الرغم من أن المقاهي الحديثة والشعبية السعودية أعدت العدة مبكرًا بتوزيع اللافتات الدعائية، إلا أن الخسائر ستكون حاضرة لهم، بعد أكثر من 16 عامًا على الأرباح الدائمة في صيف المونديال، كما يرويها أحد أصحابها.
عشاق الأخضر المونديالي، الذي صُدم جمهوره بخروجه رغم الترشيحات بأن يكون البطل الهمام الذي يصل للمرة الخامسة لبطولة العالم. كما يقول أحد أصحاب المطاعم التجارية، مضيفًا أن صدمة الجمهور انتقلت إلى صدمة تجارية واسعة لشركات وقطاعات تجارية، كانت تعوّل على الصعود المونديالي للمنتخب السعودي إلى صعود في أرباحها وتسهيلاً لموادها التي كانت تأخذ اللون الأخضر أسلوبًا في عرض منتجاتها التي كانت تجد رواجًا كبيرًا بين الجمهور في هذا الوقت من كل صيف عالمي.
وأشارت تقارير اقتصادية سعودية أن قطاع النقل التلفزيوني التي سيطرت عليه قنوات (الجزيرة الرياضية) حصريًّا في المنطقة العربية هو القطاع الذي يشهد الربح الوافر للشركات الداعمة لبطولة كأس العالم، لكن سيشهد هذا العام الاستثنائي ربحًا أقل، لم يكن متوقعًا لقنوات الجزيرة، التي انتقلت لها حقوق نقل البطولة بعد شرائها لقنوات art الرياضية في صفقة تاريخية.
وترى التقارير أن سبب تقليص الربح هو خروج السعودية وجمهورها من الهدف التجاري الذي تسعى إليه القطاعات كافة، وعلى رأسها القطاع التلفزيوني. وقال أحد الشبان السعوديون الذين تستهويهم كرة القدم، إنه لن يتعب نفسه في شراء بطاقة التشفير الخاصة بنقل البطولة، وعلّل ذلك بأن quot;الأخضرquot; هو من جعله يلجأ إلى طرق أخرى تقنية، لكسر البطاقة الخاصة بالتشفير الفضائي، على الرغم من الانقطاعات المتتالية لهذا الاكتشاف حسب قوله.
ويشير الاقتصاديون إلى أن كرة القدم لم تعد لعبة يركض وراءها اللاعبون لمجرد الكأس، بل أصبحت هدفًا اقتصاديًا، يصب في مصلحة الإمبراطورية العظمى للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي تستقطع جزءًا من دخلها لشركاتها الداعمة للبطولة الأكبر على المستوى العالمي، والدليل الأكبر على ذلك ما تراه إمبراطورية quot;الفيفاquot; الاقتصادية من أن أكثر من 6 مليارات دولار هو العائدات المتوقعة من البطولة التي ستنطلق الليلة في جنوب أفريقيا.
التعليقات