يطالب بنك ساراسين بضرورة توخي الحذر بشأن مخاطر الاستثمارات على المدى الطويل والتحلي بالصبر.
دبي - إيلاف: ذكرت أحدث قراءة استراتيجية صدرت أخيراً عن مجموعة ساراسين أن المرحلة الأولى من التدخل الحكومي طويل الأجل للخروج من أزمة ما بعد ليمان، قد شارفت على نهايتها.
ويتمثل التحدي المستقبلي في معرفة ما إذا كانت حزم التحفيز التي طبقت على الاقتصاديات العالمية قوية بما فيه الكفاية أو ما إذا كان واضعو السياسات سيبدأون بأقرب وقت ممكن بعكس هذا البرنامج أو أن الاقتصاد سينزلق إلى الوراء على الطريقة اليابانية في النمو الإنكماشي القريب من الصفر.
تدفع هذه المخازف بالمستثمرين إلى أسواق السندات الحكومية والابتعاد عن الأسهم، بسبب نتائج التداول المخيبة للآمال، بغض النظر عن نوعية الأرباح التي تنتجها. وترى توقعات مجموعة ساراسين في أحدث نظرة إستراتيجية لها أن ذلك لن يدوم طويلاً، فإما الاستقرار الاقتصادي في مرحلة ما وتسوية عوائد السندات وتحسن نشاط أسواق الأسهم أو أن البنوك ستقوم بضخ المزيد من السيولة وخفض جديد للأرباح. وفي النهاية سيقوم المستثمرون بشراء الأسهم الممتازة لتقوية ميزانياتهم العمومية وزيادة الأرباح.
ويطالب بنك ساراسين بضرورة توخي الحذر بشأن مخاطر الاستثمارات على المدى الطويل والتحلي بالصبر، لكن أيضاً يمكن الاسترخاء والتمتع بالتدفقات النقدية القوية والنمو غير العادي في أرباح أسهم الشركات الخمسين التي لا تزال قلب المحفظة الاستثمارية للبنك.
في إطار تعليقه على هذا التقرير، قال غاي مونسون، رئيس لجنة السياسة الاستثمارية quot;إلى الآن حيث تقوم الحكومات quot;باختبارات المياهquot; وقطع التحفيزات، كانت النتائج متبانية. ويقود عدم اليقين هذا في أوساط رجال الأعمال والاقتصاديين والسياسيين، المستثمرين إلى أحضان أسواق السندات الحكومية، وتجنب الاستثمار بالأسهم حتى أسهم الشركات الخمسين الممتازة، لاسيما على ضوء تداولات الأسهم المحبطة وبغض النظر عن نوعية الإيرادات أو الأرباح التي تنتجهاquot;.
من جانبه قال بوركهاد فارنهلوت، رئيس الأستثمار في بنك ساراسين quot;مع استنفاذ السياسات المالية إلى حد كبير والصعوبات السياسية، فقد جرب واضعوا السياسات المالية استبعاد ركائز التدفقات المالية القليلة عبر الاقتصاد العالمي في ظل وجود نتائج متباينة. فعلى سبيل المثال نهاية التدخلات النقدية الأجنبية السويسرية المكلفة والطموحة للمحافظة على الفرنك السويسري الذي شهد مرة أخرى أعلى مستوى له مقابل اليوروquot;.
ومع استمرار انخفاض معدلات التضخم الأساسية في الولايات المتحدة لتصل إلى أدنى معدلاتها منذ ما يقرب 50 عاماً، نشر جيمس بولارد رئيس بنك سانت لويس الاحتياطي الفيدرالي، أخيراً، مذكرة أكاديمية تشيد بفضائل المزيد من السياسات المالية غير التقليدية. وقد تطرق إلى مناقشة سبل مكافحة انخفاض التضخم من خلال قيام الفيدرالي الأميركي بشراء المزيد من سندات الخزينة بدل من الإلتزام بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة ممتدة من الزمن.
إضافة إلى ذلك فقد أشار التقرير إلى أنه مع تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة والصين والتقشف المالي، فإنه من غير المرجح ظهور الضغوط التضخمية في منطقة اليورو، مما سيدفع بالبنك المركز الأوروبي إلى البحث عن استراتيجية الخروج من سياسته النقدية الفضفاضة قبل منتصف العام 2011. وبالرغم من نجاح اختبارات التحمل للاتحاد الأوروبي في استعادة الثقة في البنوك الأوروبية، سوف يضطر البنك المركزي لمواصلة تقديم السيولة الوفيرة لهذه البنوك (حيث تحصل البنوك الأوروبية على تمويلات قصير الأجل) في ظل استمرار إغلاق سوق الجملة.
من جهة أخرى، صرح وزير الاقتصاد الياباني ساتوشي أراي أن على الحكومة العمل مع بنك اليابان المركزي للرد على الارتفاع الحاد في سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار الأميركى. وأضاف أن الحكومة قد أجرت مناقشات مع البنك المركزي بشأن ارتفاع سعر صرف الين، وأنه سيراقب إمكانية منع هذا الارتفاع من التأثير على الانتعاش الاقتصادي الذاتي مع وجود مرشح عالمي آخر لبرنامج التسهيلات الكمية الوشيك.
وعلى الرغم من العجز المستمر للبنوك الأوروبية المحيطية من إيجاد سبل التمويل بعيداً من البنك الأوروبي المركزي فإن نتائج تقرير اللجنة الأوروبية للمشرفين المصرفيين جاءت إيجابية على نطاق واسع لتوسيع مجال استثمار سوق شركات الديون. وهناك قمية استثمارية كبيرة وعلى الرغم من انخفاض العوائد بشكل عام وإئتمان ساراسين والأسواق الناشئة والمؤشر المرتبط بفرق الفائدة الثابتة إلى أن هناك الكثير من الفرص القيمة رغم نظرة الحذر تجاه الحركة غير الاعتيادية للإصدرات الحكومية طويلة الأمد.
يبقى المستثمرون في حيرة من مفهوم المخاطر الصغيرة التي تردهم من محافظي البنوك المركزية والصحافة المالية، في مقابل الربحية الواردة في تقارير أسهم الشركات العالمية الكبرى وثقة الرؤساء التنفيذيين بهذه الشركات. وتوصي ساراسين بتوخي الحذر بشأن مخاطر الاستثمارات طويلة الأجل والتحلي بالصبر، ولكن أيضاً الاسترخاء والاستمتاع بالتدفقات النقدية غير الاعتيادية والنمو القوي في عائدات أسهم الشركات الخمسينquot; التي لا تزال تشكل قلب المحفظة الاستثمارية لساراسين.
التعليقات